رغم ترحيبها بهدنة إنسانية... مليشيات حفتر تقصف طرابلس

رغم ترحيبها بهدنة إنسانية لمواجهة كورونا... مليشيات حفتر تقصف طرابلس

21 مارس 2020
استمرار حفتر في إطلاق القذائف العشوائية (الأناضول)
+ الخط -
شنّت مليشيات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، اليوم السبت، هجوماً بقذائف صاروخية على أحياء مدنية في العاصمة الليبية طرابلس، على الرغم من ترحيبه بهدنة إنسانية لمواجهة فيروس كورونا.
وأفاد المتحدث باسم الجيش الليبي محمد قنونو، بـ"إصابة طفلين جراء سقوط قذيفة أطلقتها مليشيات مجرم الحرب المتمرّد خليفة حفتر على شقتهم بمنطقة باب بن غشير"، بحسب صفحة عملية "بركان الغضب" على "فيسبوك". وأضاف أن "القصف العشوائي لطرابلس جاء بُعيد الإعلان الخادع للناطق باسم مجرم الحرب حفتر عن وقف كاذب لإطلاق النار".

وأعلن المتحدث باسم مليشيات حفتر، أحمد المسماري، في وقت سابق اليوم، أنّ حفتر يبدي ترحيبه بدعوة الأمم المتحدة ودول غربية وعربية إلى هدنة إنسانية في ليبيا، للتركيز على جهود مكافحة كورونا.
وقال قنونو: "قواتنا طالما التزمت بدعوات وقف إطلاق النار لدواعي الحوار أو لأسباب إنسانية، إلا أن القذائف العشوائية للعصابات الغازية لم تتوقف يوماً عن استهداف الأحياء المدنية وسط طرابلس".
وشدد على أنّ "الإعلان الخادع بوقف إطلاق النار يكذبه ما نرصده بالعين المجردة من استنفار وتحشيد للمرتزقة في خطوط القتال المقابلة لمحاورنا، في عين زارة والسواني ووادي الربيع والوشكة".
وقال قنونو: "إننا، وإذ نكرّر دعواتنا إلى مواطنينا بالتزام بيوتهم تفادياً لخطر كورونا، فإننا ندعوهم لاتخاذ سبل الحماية داخل منازلهم من القذائف العشوائية للعصابات الغازية، فهي أكثر خطراً من كورونا".
وحتى الساعات الأولى لصباح اليوم السبت، أصابت القذائف العشوائية التي لم تتوقف منذ مساء أمس الجمعة، أحياء مدنية، وأسفرت عن إصابة ثلاثة مدنيين، أحدهم سيدة تعاني وضعاً صحياً صعباً، بحسب بيان صحافي لوزارة الصحة، بينما نشرت عملية "بركان الغضب" التابعة لحكومة "الوفاق" على صفحتها الرسمية، صوراً أظهرت دماراً كبيراً لحق بمنازل المدنيين في أحياء السواني وعين زاره، جنوب العاصمة، وحي المدينة القديمة شمالها.
وعلى الرغم من الهدوء الذي شهده جنوب العاصمة، بعد فجر اليوم، إلا أن المتحدث الرسمي باسم مكتب الإعلام الحربي لعملية "بركان الغضب"، عبد المالك المدني، يشكك في استمرار هذا الهدوء، معتبراً في تصريح لـ"العربي الجديد" أنّ "مليشيات حفتر تحاول استغلال انشغال الحكومة وأجهزتها في مواجهة كورونا لتحقيق أي اختراق".

وعلى الرغم من إنكاره قصف الأحياء المدنية، إلا أن المتحدث الرسمي باسم قيادة قوات حفتر، أحمد المسماري، لم ينكر مواصلة محاولات التقدم، خصوصاً في منطقة عين زاره، التي شهدت هي الأخرى قصفاً مدفعياً عنيفاً، أودى بحياة مدنيين وإصابة آخرين، الخميس الماضي.
وكانت حكومة "الوفاق" المعترف بها دولياً قد رحبت، الخميس الماضي، بالدعوات الدولية والأممية لتفعيل فوري لهدنة إنسانية تمكن الأطراف والسلطات الليبية من الاستجابة الفورية لخطر انتشار الفيروس، إلا أنّ حفتر لم يصدر عنه أي موقف رسمي تجاه تلك الدعوات التي بات الوضع الإنساني العالمي يفرضها، على الرغم من محاولة إظهاره التعاطي مع مستجدات الوضع الإنساني في البلاد الذي من المحتمل عدم قدرته على مواجهة الوباء في حال تسربه.