معركة الموصل: كارتر يريد رفع عدد الأميركيين لـ10 آلاف

معركة الموصل: كارتر يريد رفع عدد الأميركيين لـ10 آلاف

الموصل

أحمد الجميلي

avata
أحمد الجميلي
12 ديسمبر 2016
+ الخط -
بعد نحو 60 يوماً من القتال المتواصل على مختلف محاور مدينة الموصل، العاصمة المحلية لمحافظة نينوى شمال العراق، بدت صورة المعارك أكثر وضوحاً على الأرض، إذ باتت القوات العراقية المشتركة تسيطر على نحو 30 في المائة من مدينة الموصل، في الوقت الذي يستميت فيه تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في مقاومته الزحف العراقي، المدعوم براً وجواً من قوات التحالف، من خلال تكثيف العمليات الانتحارية، وبمعدل بلغ الذروة أمس الأحد، مع 10 عمليات بين هجمات انتحارية بسيارات مفخخة وأحزمة ناسفة. في هذا الوقت، زار وزير الدفاع الأميركي، أشتون كارتر، بغداد برفقة وفد عسكري رفيع المستوى، في زيارة هي الرابعة من نوعها خلال العام الحالي، والثانية لمسؤول عسكري خلال أسبوع واحد، بعد زيارة قائد قوات التحالف الدولي ضد "داعش"، الجنرال ستيفن تاونسند واجتماعه بقيادات عراقية في بغداد، على رأسها رئيس الحكومة، حيدر العبادي. 

وعقد كارتر، اجتماعات مكثفة في بغداد، مع قيادات عراقية حكومية وأميركية عسكرية مختلفة، ركزت وفقا لتسريبات حصلت عليها "العربي الجديد"، على ثلاث نقاط رئيسية، أولها رفع عديد القوات الأميركية في العراق إلى 10 آلاف جندي ومستشار لدعم عمليات التحالف الدولي شمال وغرب العراق، وملف معركة الموصل ومجرياتها، والعمل على مساعدة سكان الموصل العالقين داخل المدينة. وقال مسؤول حكومي عراقي إن "زيارة كارتر كانت مركزة، وتحمل نقاطاً عدة سلمها لحكومة العبادي قبل أن ينتقل إلى لقاءات أخرى مع قيادات عسكرية أميركية"، مبيناً أن "الدور الأميركي حيوي ورئيسي في معركة الموصل لذا يتعامل رئيس الوزراء مع الطروحات الأميركية بجدية". ويوجد نحو 8 آلاف جندي وعسكري أميركي في العراق، تم إرسالهم على دفعات منذ نهاية عام 2014 الذي شهد تشكيل التحالف الدولي ضد "داعش". وكانت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قد أعلنت أن كارتر "سيجري محادثات مع القادة العراقيين بشأن الحملة العسكرية المدعومة من الولايات المتحدة ضد متشددي تنظيم الدولة الإسلامية في الموصل".
وباتت القوات العراقية تسيطر، حتى الأمس، على 31 حياً سكنياً من أصل 86 حياً، هي مجموع أحياء مدينة الموصل بشطريها الشرقي والجنوبي، الذي يفصل بينهما نهر دجلة. وبشكل مختصر باتت القوات العراقية تسيطر حالياً على أحياء كوكجلي، ويونس السبعاوي، والأربجية، والسماح، والشيشان، وصدام، و30 تموز، والتحرير، والأمن، ومنطقة بعويزة، السلام، والانتصار، والقدس، والشقق، وعدن، والبكر، والقادسية الثانية، والمحاربين، والسادة، والقادسية الأولى، والزهور، وجديدة المفتي، والميثاق، والبريد، والشيخية، والمشراق، والمرور، والتأميم، والفلاح، والمصارف، والنور، من أصل 86 حياً. ووفقا لمصادر عسكرية عراقية فإن تلك الأحياء تمثل 30 في المائة من مجمل مدينة الموصل، لكنها تمثل 18 في المائة من مجمل الأحياء السكنية المبنية أو المسكونة. ويعتبر الساحل الأيسر، الذي يجري القتال داخله منذ نحو شهر كامل، هو الموصل القديمة، وتضم غالبية المنشآت السيادية المهمة، بينما تكون الجانب الأيمن على نهر دجلة مطلع القرن الماضي، حيث كان عبارة عن بساتين زراعية.

وقال المتحدث باسم جهاز مكافحة الإرهاب، صباح النعمان، لـ"العربي الجديد"، إن جسور الموصل باتت تبعد عن قطعات جهاز مكافحة الإرهاب أقل من كيلومترين، وطائرات التحالف تواصل تدمير تجمعات "داعش" في شرق الموصل. وأعلن أمر اللواء 73 في الجيش العراقي، العميد شاكر النعيمي، لـ"العربي الجديد"، أن "التعزيزات العسكرية التي وصلت إلى مناطق شرق الموصل أعطت نتائج إيجابية على سير المعارك في هذا المحور، وعززت من سرعة تقدم القوات العراقية في تحريرها لمناطق شرق الموصل"، مرجحاً "إكمال السيطرة على مناطق شرق الموصل خلال عشرة أيام تقريباً". وعلى المحور الجنوبي الشرقي، يبدو المشهد أكثر تعقيداً، إذ اضطرت قوات الفرقة التاسعة المدرعة التابعة للجيش العراقي وقوات الفرقة الأولى للانسحاب من بعض المناطق التي تقدمت إليها خلال الأيام الماضية، في أحياء الوحدة والسلام والشيماء جنوب شرق الموصل بسبب سوء الطقس وهجمات مباغتة لتنظيم "داعش"، الذي استغل غياب الدعم الجوي لطيران التحالف مع ساعات فجر أمس. وقال العقيد في الفرقة التاسعة، سعد خلف، لـ"العربي الجديد"، إن "قوات الجيش تحافظ على مواقعها السابقة، وتراجعت في أخرى ضمن خطة انسحاب تكتيكي لامتصاص هجمات العدو"، مبيناً أن "قوات الجيش باتت في وضع مريح يسمح لها خلال الساعات المقبلة باستئناف الهجوم مرة أخرى عبر المحور الجنوبي الشرقي". إلى ذلك، أكدت مصادر محلية من مدينة الموصل، لـ"العربي الجديد"، أن "داعش" أعدم أربعة جنود من الجيش العراقي في الموصل، وعلق جثثهم على أعمدة الكهرباء، بعد تمكنه من أسرهم في بناية مستشفى السلام جنوب شرق المدينة.


وفي الجبهة الشمالية، أعلن مصدر عسكري تمكن القوات العراقية من السيطرة على مزيد من المناطق في محور شمال الزاب، من أجل الوصول إلى مشارف مدينة الموصل الشمالية والالتحاق بقطعات القوات العراقية المشاركة في عملية السيطرة على أحياء الموصل الشمالية والشرقية. وقال مصدر عسكري في الفرقة 16 التابعة للجيش العراقي، لـ"العربي الجديد"، إن قوات الجيش العراقي تطوق قرى قولان تبه والطويلة القريبتين من أحياء الموصل الشمالية الشرقية استعداداً لاقتحامهما خلال الأيام المقبلة، وتحقيق تواصل مع قطعات جهاز مكافحة الإرهاب على محور شرق الموصل.

في غضون ذلك، قال طبيب في مستشفى الموصل العام إن 18 مدنياً قتلوا، بينهم 9 من عائلة واحدة، وأصيب نحو 40، بقصف مدفعي وجوي طاول الأحياء الشرقية للموصل، مشيراً إلى أن حصيلة الضحايا بلغت، خلال اليومين الماضيين، 71 قتيلاً، فيما أصيب أكثر من 200، لافتاً إلى أن بعض الضحايا سقطوا بمفخخات "داعش" وقذائف الهاون. وحول وضع السكان داخل المدينة، أوضحت مصادر محلية، تواصلت معها "العربي الجديد" عبر سكايب، أن أحياء المدينة الخاضعة لسيطرة "داعش" تعاني من حالة جوع وشح في المياه مع انخفاض درجات الحرارة. وقال أبو محمد (41 عاماً)، لـ"العربي الجديد"، إنه "يأمل أن تنتهي المعركة بسرعة"، مضيفاً إن "التنظيم ما زال يمنع السكان من المغادرة، وقبل يومين قتل شابين بتهمة تهريب عوائل عبر ممرات سرية خارج المدينة، وعلق جثثهما على عمود كهرباء وسط المدينة".


ذات صلة

الصورة
أبو تقوى السعيدي (إكس)

سياسة

أسفر استهداف طائرة مسيّرة مقراً لفصائل "الحشد الشعبي" يتبع لـ"حركة النجباء"، عن مقتل المسؤول العسكري للحركة مشتاق طالب علي السعيدي المكنى "أبو تقوى".
الصورة
"خطوة".. مشروع صناعة الأطراف لمساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة بالموصل

مجتمع

معاناة ذوي الاحتياجات الخاصة الذين تعرضوا لبتر أحد أطرافهم خلال الحرب أو بسبب مضاعفات مرض السكري أو من يعانون من تشوهات منذ ولادتهم، ألهمت جميعها تقى عبد اللطيف (25 عاما)، رفقة زميلها محمد قاسم، افتتاح مركز لصناعة الأطراف الصناعية
الصورة
قاعة الأعراس في الحمدانية في نينوى في العراق 1 (فريد عبد الواحد/ أسوشييتد برس)

مجتمع

أعاد حريق قاعة الأعراس في محافظة نينوى العراقية الذي خلَّف مئات القتلى والمصابين، ليلة أمس الثلاثاء، مشهد الحرائق المتكرّرة التي شهدتها البلاد في السنوات الأخيرة والتي خلّفت مئات القتلى والجرحى.
الصورة
صندوق من فاكهة الرمان (Getty)

مجتمع

أفاد تحقيق صحافي عراقي بأنّ بغداد تلقّت شحنة رمّان من بيروت تبيّن أنّها محشوّة مخدّرات، علماً أنّ هذه الشحنة جزء من سداد قيمة مستحقّات النفط العراقي المخصّص لبيروت.

المساهمون