المعارضة الجزائرية تعقد اجتماع "المصير" الأربعاء المقبل

اجتماع "المصير".. هل تنجح المعارضة الجزائرية في توحيد مرشحها للرئاسة؟

17 فبراير 2019
المعارضة أمام فرصة ربما تكون الأخيرة للتوافق (العربي الجديد)
+ الخط -
تجتمع قوى المعارضة السياسية في الجزائر، يوم الأربعاء المقبل، بدعوة من حزب جبهة العدالة والتنمية، لبحث إمكانية التوافق على مرشح رئاسي موحد، لمواجهة ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة، في انتخابات 18 إبريل/نيسان القادم.

وأعلن رئيس حركة البناء الوطني والمرشح للرئاسة، عبد القادر بن قرينة، تسلّمه دعوة إلى المشاركة في اجتماع الأربعاء من قبل رئيس جبهة العدالة والتنمية، عبد الله جاب الله، دعي إليه قادة أحزاب سياسية معارضة ومرشحون للانتخابات الرئاسية وشخصيات سياسية مستقلة.

وأكد بن قرينة، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنه سيشارك في اجتماع الأربعاء الذي دعا إليه جاب الله، قائلًا: "سنحضر أكيد، ولن نغيب عن أية دعوة للحوار".

ويشارك في الاجتماع، أيضًا، رئيس حركة مجتمع السلم والمرشح الرئاسي عبد الرزاق مقري، ورئيس حزب طلائع الحريات والمرشح للرئاسة علي بن فليس، والمرشح الرئاسي اللواء المتقاعد علي غديري، ورئيس حزب الفجر الجديد الطاهر بن بعيبش، ورئيس حزب اتحاد القوى الديمقراطية نور الدين بحبوح، ورئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الاجتماعي –قيد التأسيس- كريم طابو، ورئيس حزب الوطنيين الأحرار عبد العزيز غرمول، ورئيس حزب الحرية والعدالة وزير الاتصال الأسبق محمد السعيد.

كما تتوقع مشاركة رئيس حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية محسن بلعباس، إضافة إلى شخصيات وناشطين مستقلين ستشملهم اللقاءات، كرئيس الحكومة الأسبق أحمد بن بيتور، ووزير الاتصال الأسبق عبد العزيز رحابي.

وأكد عبد القادر بن قرينة إمكانية تقديم تنازلات لتحقيق هدف مرشح توافقي، في حال كان هناك تصور واضح، وبرنامج عمل واضح المعالم، وطاقم ذو كفاءة يدير المرحلة بعد الفوز.

 

ويرجح أن يطرح على قوى المعارضة توحيد مرشحها لانتخابات الرئاسة، وتبرز في السياق ثلاثة أسماء؛ أولها رئيس الحكومة الأسبق علي بن فليس، والذي حقق نتيجة مقبولة في انتخابات 2014، حيث حصل على 14 في المائة من الأصوات، وهي أعلى نسبة يحصل عليها مرشح منافس لبوتفليقة منذ انتخابات عام 1999، كما يمثل بن فليس خط التيار الوطني.

ويأتي في المقام الثاني اللواء السابق في الجيش علي غديري، الذي تجمعت حوله قوى سياسية وديمقراطية، وكذا رئيس حركة مجتمع السلم (إخوان الجزائر) عبد الرزاق مقري، الذي أنهى جمع التوقيعات اللازمة للترشح.

ولا يسود أمل كبير في إمكانية تحقيق قوى المعارضة لفكرة المرشح التوافقي، بسبب عامل الوقت الضاغط، والاختلافات السياسية والحسابات المتصلة لكل طرف بعد انتخابات الرئاسة، وهو ما يقلل من إمكانية ذلك.

وفي السياق، أعلن مقري، أمس السبت، في تصريحات صحافية من منطقة سكيكدة، شرقي البلاد، أن الحركة كانت سباقة إلى طرح فكرة مرشح المعارضة على مجموع القوى والشخصيات المعارضة، لكنها لم تتلق حينها أي رد إيجابي، وهو ما دفعها إلى تقديمه كمرشح عنها، ملمحًا في التصريحات ذاتها إلى أن الوقت لم يعد في صالح تقديم مرشح توافقي، وقال "كلما يمر الوقت ستصبح المسألة صعبة أكثر، كان عليهم تحمّل المسؤوليات قبل الآن".

وبرأي المحلل السياسي عبد الوهاب جعيجع، في حديثه إلى "العربي الجديد"، فإن "انسحاب رئيس الحكومة السابق أحمد بن بيتور من السباق الرئاسي، وفق المبررات التي ذكرها، والمتعلقة بطبيعة العملية الانتخابية في حد ذاتها، ثم الخطاب المتكرر للمرشح عبد الرزاق مقري بشأن حزبه الكبير وعدم انسحابه، وشعور بعض القوى المعارضة بأن "إخوان الجزائر" يفاوضون السلطة بشكل غير علني، ثم وجود المرشحين المحتملين للمعارضة على طرفي نقيض في التوجهات السياسية، كما هو الحال بالنسبة للمرشح الإسلامي مقري، وغديري الذي تبناه التيار الديمقراطي؛ لا تعطي مؤشرات على إمكانية التوصل إلى توافقات بين قوى المعارضة، الأربعاء المقبل.

وقال القيادي في حزب العمال -يساري- جلول جودي، لـ"العربي الجديد"، إن الحزب لم يتلق دعوة للمشاركة في اجتماع الأربعاء لقوى المعارضة، مشيرًا إلى أن "حزب العمال غير معني بالاجتماع، وحتى لو وُجهت لنا دعوة فإننا لن نشارك".

المساهمون