تجدد المظاهرات المعارضة للسيسي في القاهرة بعد منتصف الليل

تجدد المظاهرات المعارضة للسيسي في القاهرة بعد منتصف الليل

20 سبتمبر 2019
السيسي يتوجه إلى نيويورك (فاروق بطيش/ فرانس برس)
+ الخط -


انطلق مئات المصريين بمظاهرات جديدة في شارع رمسيس بوسط القاهرة، للمطالبة برحيل الرئيس عبدالفتاح السيسي، وسط غياب شبه تام لعناصر الأمن عن المنطقة، وذلك بعد وقت قصير من فض مظاهرة سابقة، بنفس الشارع.

وأفاد شهود عيان، بأن قوات الأمن المصرية، فرقت مظاهرة من المئات كانت في شارع رمسيس بالقرب من نقابتي المحامين والصحافيين، وأجبرتهم على الكر والفر في الشوارع الجانبية؛ بينما تولى عدد من البلطجية والملثمين مهمة مطاردة المتظاهرين.



وألقت قوات الأمن المصرية، الغاز المسيل للدموع على الماظاهرين في شارع الجلاء من أجل تفريق مظاهرة أخرى تضم العشرات، كانت تهتف "الشعب يريد إسقاط النظام"، حسب شهود عيان.

بعد ساعتين تقريبا من الهدوء الحذر في محيط ميدان التحرير بالقاهرة، تجددت المظاهرات العفوية المعارضة لنظام عبدالفتاح السيسي من أعلى كوبري أكتوبر، حيث صعد المتظاهرون عبر مطالع ومنازل الكوبري إلى أعلاه ناحية ميدان عبدالمنعم رياض، ونظموا مسيرات في الاتجاه إلى ميدان رمسيس، مرددين هتافات: "الشعب يريد إسقاط النظام" و"مش هنمشي هو يمشي".

وتعاملت قوات الأمن من على بعد مع المتظاهرين بإطلاق قنابل غاز مسيل للدموع، لكن لم يحصل أي اشتباك بين الطرفين حتى الآن.

وفي السياق نفسه؛ مازال المتظاهرون متواجدين بكثافة في ميادين بعض المدن الرئيسية في المحافظات كالسويس ودمياط والمحلة والمنصورة.

وأفاد طبيب مصري، يعمل بمستشفى المنيرة بالقرب من ميدان التحرير، أن المستشفى استقبل  أول حالة إصابة في صفوف المتظاهرين، بطلق خرطوش. وأكد الطبيب على ورود تعليمات بإعلان حالة الطوارئ بجميع المستشفيات.

وأعادت قوات الشرطة فتح ميدان التحرير بوسط القاهرة جزئياً، بعد ساعتين تقريباً من غلق جميع المداخل والمخارج المؤدية إلى الميدان لمنع وصول المتظاهرين إليه، في حين استمرت عناصر الأمن التي ترتدي الزي المدني بالحضور بكثافة في جميع أرجاء الميدان والشوارع المؤدية إليه، ليل الجمعة - السبت.


ورصد "العربي الجديد" سماح الأمن بدخول السيارات والدراجات النارية والمواطنين كبار السن مرة أخرى إلى الميدان، بينما استمرت الكمائن المقامة في جميع الشوارع المؤدية للميدان باستيقاف الشباب تحت 40 عاماً وتفتيشهم شخصياً وتفتيش هواتفهم المحمولة.


كذلك حضرت بكثافة سيارات الشرطة المختلفة ابتداء من مصفحات الأمن المركزي وحتى السيارات الميكروباص بدون نوافذ في شارع قصر العيني وشارع التحرير امتداد كوبري قصر النيل وكوبري الجلاء.

وتم منع عشرات المتظاهرين القادمين من منطقة الدقي والعجوزة بالجيزة من دخول محيط ميدان التحرير، وتم استيقاف بعضهم واعتقال آخرين.

وكانت الشرطة قد أطلقت قنابل الغاز المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين الذين تجمعوا بالمئات في شارع طلعت حرب وميدان سيمون بوليفار وشارع قصر العيني، ويحاول المتظاهرون الفرار من القبضة الأمنية بالركض في الشوارع الصغيرة المؤدية إلى ميدان باب اللوق ومنطقتي عابدين وجاردن سيتي.

وقالت مصادر أمنية إنه تم القبض على "العشرات" من الشبان المشاركين في هذه المظاهرات العفوية، كما تم سحب البطاقات الشخصية الخاصة بعدد آخر من الشباب الذين تم استيقافهم وهم يحاولون الوصول إلى الميدان.

وكان قد تجمع المئات من المصريين في ميداني التحرير وطلعت حرب وسط العاصمة القاهرة، مساء الجمعة، في أول تحرك شعبي حاشد بهدف إسقاط نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، استجابة لدعوات التظاهر التي أطلقها رجل الأعمال محمد علي.

وحاولت قوات الأمن المصرية فض تظاهرة حاشدة بشارع التحرير، ما أدى إلى حالة من الكر والفر مع المتظاهرين على امتداد الشارع، غير أن المتظاهرين استطاعوا تنظيم أنفسهم مجدداً، والتحرك صوب ميدان التحرير.

واشتعل شارع طلعت حرب التجاري بهتافات "الشعب يريد إسقاط النظام" و"ارحل يا سيسي"، غير أن قوات الشرطة أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع بهدف تفريق المتظاهرين، الذين ألقي القبض على العشرات منهم، وإرغامهم على ركوب عربة الترحيلات.

كذلك اعتدت قوات الأمن بالضرب بالعصى على مجموعة من البنات في شارع هدى شعراوي، واعتقلت عدداً منهن، في الوقت الذي دعا فيه ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي إلى النزول إلى شوارع وسط القاهرة بكثافة، دعماً للمتظاهرين المحاصرين من قبل الشرطة.

وكانت أعداد المتظاهرين قد تزايدت في ميدان التحرير في وقت سابق استجابة لدعوات الاحتجاج من قبل محمد علي، للمطالبة بتنحي السيسي عن الحكم.

وخرجت مظاهرة تضم العشرات من المواطنين من جسر قصر النيل المؤدي مباشرة إلى قلب ميدان التحرير، مرددين هتافات "ارحل يا سيسي" و"الشعب يريد إسقاط النظام"، و"ارحل ارحل".

ووسط هتافات "الشعب يريد إسقاط النظام" تجمعت أعداد من المواطنين للمشاركة في الفعاليات الاحتجاجية، إذ أظهرت مقاطع فيديو "حية" تم تداولها على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي ارتفاع أعداد المتظاهرين في الشوارع الرئيسية والجانبية المؤدية إلى ميدان التحرير.


وهتف المتظاهرون "انزل.. انزل"، في دعوة لحث المواطنين على مشاركتهم التظاهر من أجل إسقاط النظام الحالي، بينما أظهر مقطع فيديو لحظة القبض على أحد المتظاهرين، وإدخاله عنوة إلى سيارة شرطة، بعد فترة وجيزة من السماح لبعض المارين بتصوير الهتافات المناوئة للسيسي.

وقال الناشط أحمد حلمي، في تدوينة على صفحته الشخصية بموقع "فيسبوك": "تكثيف أمني في كل محيط ميدان التحرير، الأمن المركزي احتل كل جوانب الميدان، ومطاردات في الشوارع الجانبية، واستيقاف لكل المارة في التحرير، ومحيطه، والشوارع الجانبية، وحالات اعتقال عشوائية".

وأضاف حلمي: "الأمن أجبر كل المحلات في ميدان التحرير، وحتى ميدان باب اللوق، على الإغلاق، واحتل الشارع بالكامل، والشباب المعتقلون مقسمون على سيارتي ترحيلات؛ الأولى على ناصية شارع محمد محمود، والثانية على ناصية شارع التحرير".

وفي السياق ذاته، انتشرت مقاطع فيديو تُظهر ميدان رمسيس، على بعد دقائق من ميدان التحرير، في حالة هدوء أمني، بينما يتجمّع عدد من المواطنين في أنحاء الميدان بشكل عفوي غير منظم، غير أنهم قد يكونون بداية شرارة لأي فعاليات احتجاجية.

وأفاد ناشطون سياسيون، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بتجمع عدد من المواطنين على كورنيش النيل بالقرب من ميدان التحرير، لكن قوات الأمن تمكنت من تفريقهم.

واحتشد العشرات من المواطنين المصريين المعارضين لنظام السيسي في شارع طلعت حرب بالقرب من ميدان التحرير والشوارع الواصلة بينهما في مسيرات عفوية، استجابة لدعوات التظاهر، مرددين هتافات "الشعب يريد إسقاط النظام" و"ارحل يا سيسي".

ورصد "العربي الجديد" تراجعاً ملحوظاً في حجم الخدمات الأمنية في المنطقة، رغم أنها كانت موجودة بكثافة حتى مساء أمس الخميس، إذ اكتفت الشرطة بالحضور على أطراف الشوارع المؤدية للميدان، وشوهد فقط عدد من ضباط وأمناء والمباحث يجوبون المنطقة مترجلين.

وقالت مصادر أمنية إنه تم استيقاف بعض الشبان على خلفية مشاركتهم في هذه المسيرات في ميدان عبد المنعم رياض وشارعي محمود بسيوني وقصر النيل، ثم تم إطلاق سراحهم بعد دقائق، ولم يتم القبض على أحد من المتظاهرين بعد انتهاء المباراة.

وظهر الأمن بكثافة حول مقر النادي الأهلي بالزمالك والقريب من التحرير، حيث توافد العشرات من مشجعيه صغار السن مرتدين فانلته التقليدية، وتم تحديد حركتهم على الأرصفة المؤدية للنادي من محطة مترو الأوبرا القريبة.

واتسمت الأجواء بالهدوء التام في مناطق الجيزة القريبة من التحرير مثل الدقي والعجوزة والمهندسين، في ظل غياب ملحوظ للتشديد الأمني الذي كان سمة بارزة للشوارع المصرية في اليومين الماضيين.

وانتشرت عدوى التظاهرات الاحتجاجية من ميدان التحرير إلى باقي المحافظات، وخرجت تظاهرات للعشرات في ميادين رئيسية بمحافظة الإسكندرية والسويس والغربية وتحديداً في مدينة المحلة وكفر الزيات.

وأظهرت مقاطع فيديو منتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي أن الهتافات تعلو مطالبة بإسقاط النظام الحالي، ورحيل السيسي، ودعوة المواطنين للحشد والتظاهر.



وقطعت القنوات المصرية، الناقلة لمباراة السوبر في كرة القدم بين فريقي الأهلي والزمالك، الصوت عن هتافات جماهير الفريقين المطالبة برحيل السيسي، والتي استمرت لعدة دقائق.

واشتعلت مدرجات مباراة السوبر المصري بالهتافات المطالبة برحيل السيسي، بعدما ردد المشجعون في المدرجات هتافات منها "الشعب يريد إسقاط النظام"، وهو ما دعا مخرج اللقاء إلى قطع صوت الجماهير.

وتكرر هتاف الجماهير أكثر من مرة خلال شوط المباراة الثاني. وبثت القنوات المصرية، المملوكة لجهاز المخابرات العامة، أغاني وطنية بين شوطي المباراة.

وأثار بث الأغاني الوطنية بين الشوطين دهشة المتابعين في غياب كامل لمجموعة من الأغاني التي تمجد الرئيس الحالي والتي دأبت القنوات نفسها على إذاعتها خلال الفترة الماضية.

وبحلول الساعة الـ9 والنصف من مساء الجمعة بتوقيت القاهرة، أغلقت قوات الشرطة جميع المداخل والمخارج المؤدية غلى ميدان التحرير وانتشرت عناصر الأمن التي ترتدي الزي المدني بكثافة في جميع أرجاء الميدان والشوارع المؤدية له.

ورصد "العربي الجديد" ظهوراً مكثفاً ومفاجئاً لعناصر الأمن بزي مدني (أمناء شرطة ومخبرين ومجندين). كذلك دخلت محيط الميدان عربات التدخل السريع واستقرت مدرعات الأمن المركزي على الأطراف.

وأطلقت الشرطة قنابل الغاز المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين الذين تجمعوا بالمئات في شارع طلعت حرب وميدان سيمون بوليفار وشارع قصر العيني، فيما حاول المتظاهرون الفرار من القبضة الأمنية بالركض في الشوارع الصغيرة المؤدية لميدان باب اللوق ومنطقتي عابدين وجاردن سيتي.

وقالت مصادر أمنية إنه تم القبض على "العشرات" من الشبان المشاركين في هذه المظاهرات العفوية، كما تم سحب البطاقات الشخصية الخاصة بعدد آخر من الشباب الذين تم استيقافهم وهم يحاولون الوصول إلى الميدان.

وأصيب قلب القاهرة بالشلل المروري جراء الغلق الكامل لميدان التحرير على ما فيه من سيارات وإخلائه من المارة، كما تم منع المواطنين من الترجل خارج محطتي مترو السادات (التحرير) والأوبرا.

ورصد "العربي الجديد" أيضاً تفتيش عناصر الشرطة للمواطنين الذين يحاولون الوصول إلى التحرير، وإجبارهم على فتح هواتفهم المحمولة واستعراض الصور وحسابات التواصل الاجتماعي وجهات الاتصال بها، وتم القبض على عدد من الشباب بسبب رفضهم تفتيش هواتفهم أو بعدما تبين لعناصر الشرطة بعض المعلومات الشخصية عنهم من خلال التفتيش.



وغادر السيسي القاهرة متوجهاً إلى نيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة الـ74، التي تنطلق فعالياتها الثلاثاء المقبل.


وبحسب مصادر خاصة تحدثت لـ"العربي الجديد" فإن قرار ترؤس السيسي لوفد مصر في الاجتماعات أخذ وقتاً طويلاً لحسمه بعد سلسلة من الاجتماعات مع قادة الأجهزة السيادية.

وقالت المصادر إن مجموع الآراء كان مع عدم توجه السيسي إلى نيويورك في هذه الأثناء لحين اتضاح الرؤية، إلا أنه حدث التراجع في اللحظات الأخيرة بعد أن تم إبلاغ وزير الخارجية سامح شكري بترؤس وفد مصر.