بغداد تطلق معركة تحرير الحويجة: أجواء حرب في كركوك

بغداد تطلق معركة تحرير الحويجة: أجواء حرب في كركوك

بغداد

أكثم سيف الدين

avata
أكثم سيف الدين
22 سبتمبر 2017
+ الخط -
أطلقت بغداد، أمس الخميس، معركة تحرير الحويجة جنوبي كركوك من قبضة تنظيم "داعش"، قبل أيام قليلة من موعد الاستفتاء لانفصال إقليم كردستان عن العراق. واندفع قرابة خمسين ألف جندي عراقي وعنصر مليشيا إلى محافظة كركوك، وانتشروا على طول المدن الجنوبية والجنوبية الغربية للمحافظة محيطين بكركوك عاصمة المحافظة من محورين، مع استبعاد قوات البشمركة من المشاركة في الهجوم، على غرار ما حدث في نينوى المجاورة، على الرغم من تواجدها على خطوط التماس مع "داعش".

ومع إعلان رئيس الحكومة العراقية، حيدر العبادي، انطلاق "المرحلة الأولى" لمعركة تحرير بلدة الحويجة التابعة لمحافظة كركوك، من قبضة تنظيم "داعش" الإرهابي، بدأت المعركة في القرى والبلدات المحيطة بالبلدة، من دون التحرك نحو مركز الحويجة. ويشارك في المعركة التي انطلقت في قرى وأطراف المحور الشرقي للبلدة، الجيش العراقي والشرطة الاتحادية وقوات أمنية مختلفة، فضلاً عن مليشيات "الحشد الشعبي"، بقوة قوامها نحو 48 ألف عنصر يتبعون بغداد مع وحدات مدرعة وست كتائب من دبابات "برامز" تغطيها مظلة لطيران التحالف الدولي، بينما لم تشارك قوات البشمركة الكردية، والتي اكتفت بحماية مناطق تواجدها.

وقال العبادي في بيان صحافي أمس، إنّه "مع فجر يوم عراقي جديد، نعلن انطلاق المرحلة الأولى من معركة تحرير الحويجة، وفاء لعهدنا لشعبنا بتحرير كامل الأراضي العراقية وتطهيرها من عصابات داعش الإرهابية"، مبيناً أنّ "هذه العصابات أذاقها المقاتلون الشجعان الموت ومر الهزيمة في جميع عمليات التحرير الظافرة". وحيّا العبادي، "قواتنا البطلة بجميع صنوفها وتشكيلاتها، وهي تخوض أكثر من معركة تحرير في وقت واحد، وتحرز الانتصار بعد الانتصار"، مضيفاً: "بشرى نصر جديد تلوح في الأفق".

من جهته، أكد مصدر في الجيش العراقي، لـ"العربي الجديد"، أنّ "الأوامر صدرت مع ساعات الفجر الأولى للقيادات العسكرية للتحرك نحو الحويجة وبدء الهجوم"، لافتاً أنّ "القوات تحركت بغطاء جوي مكثّف من قبل طيران التحالف والطيران العراقي". وأشار إلى أنّه "مع استلام الأوامر، بدأ الطيران بقصف مواقع ودفاعات داعش في البلدة لإرباك صفوفه"، موضحاً أنّ "القصف المكثّف يهدف إلى إرباك صفوف التنظيم، وسهولة اختراقها من قبل القوات المهاجمة".
وأكد المصدر أنّ "الأوامر والتوجيهات ركّزت على الهجوم على القرى والمناطق في أطراف البلدة وفي المحور الشرقي تحديداً من جهة الشرقاط"، لافتاً إلى أن "هناك مواجهة ضعيفة من عناصر داعش، لا ترقى لمستوى الدفاع المستميت"، مشيراً إلى أنّ "تعزيزات عسكرية تحركت نحو البلدة من جهة الموصل وصلاح الدين وبغداد". وأضاف أنّه "حسب التوجيهات فعندما ينتهي هذا المحور، ستنطلق المعركة بعد يوم أو يومين نحو قرى المحور الشرقي للبلدة، وبعد تحريرها سننتظر التوجيهات للهجوم على الحويجة والتي ستستمر الطائرات بقصفها".


وأحرزت القوات العراقية تقدّماً في المحور الشرقي، إذ أعلن قائد عمليات تحرير الحويجة، الفريق الركن عبد الأمير يار الله، أنّ "قطعات الفرقة المدرعة التاسعة واللواء الثاني والحادي عشر من الحشد الشعبي، حررت قرى عين كاوة وحوشتروك وحصاروك وسرناج الصغرى وسرناج الكبرى وشندر العليا وعدلة وفاطمة ومحمود وقوج وخرباتي، خلال المرحلة الأولى من المعركة".

ويأتي انطلاق معركة تحرير الحويجة في كركوك، قبل أربعة أيام فقط على الموعد الذي حدده رئيس إقليم كردستان، مسعود البرزاني، لإجراء الاستفتاء. وحوّلت المعركة والتعزيزات العسكرية التي توجّهت نحو كركوك، المحافظة إلى ساحة حرب، إذ إنّ التعزيزات العسكرية الكبيرة التي توجّهت نحو المحافظة تفوق بشكل كبير حجم المعركة.
ولم تشارك قوات البشمركة الكردية في المعركة، إذ قال الأمين العام لوزارة البشمركة جبار ياور، في تصريح صحافي، إنّ "قوات البشمركة المتواجدة في كركوك، لم تشارك وستعمل على تأمين مواقعها وحماية الخطوط الدفاعية التي تتواجد فيها، ولن تسمح لعناصر داعش بالاقتراب من أماكن تواجدها، مثلما فعلت خلال معركة تلعفر". وأشار إلى أنّ "القوات العراقية لن تتقدّم من المناطق الحدودية للبشمركة"، موضحاً أنّ العمليات بدأت من مناطق الشرقاط (في محافظة صلاح الدين)، وأنّ الحويجة ستكون آخر المناطق التي سيتم تحريرها في هذه العملية.

من جهته، أكد الخبير العسكري، عبد الرزاق حمد، أنّ "معركة الحويجة الفعلية لم تبدأ بعد، والهجوم المعلن هو على أطراف البلدة وقراها البعيدة". وقال حمد، في حديث مع "العربي الجديد"، إنّ "انطلاق معركة الحويجة انطلاقة هادئة جدّاً، وتؤشر إلى أنّها معركة طرف مسيطر وغير مستعجل على سرعة الحسم"، موضحاً أنّ "القوات العراقية لم تضع في حسبانها حتى الآن الهجوم على الحويجة، بقدر ما تسعى لتأمين أطرافها، وهذا بحد ذاته ضمن التكتيكات العسكرية المقبولة".
وأضاف، أنّ "هذه التكتيكات يضاف إليها تقسيم المعركة لمراحل، تؤشر إلى أنّ المعركة (الحويجة) ستكون معركة طيران لأيام عدة، ستكتفي فيها الطائرات بالقصف على البلدة، حتى تُنهك التنظيم فيها، ومن ثم يتم تحديد موعد لمهاجمتها"، مستدركاً بالقول "لكن في كل الأحوال فإنّ المنطقة والمحافظة بشكل عام ستعيش أجواء حرب، الأمر الذي يؤشر إلى بُعد سياسي أكثر مما هو بُعد عسكري".

وكانت مصادر سياسية مطلعة قد كشفت لـ"العربي الجديد"، في وقت سابق أنّ العبادي خطط لتعطيل معركة الحويجة، بغية تزامنها مع موعد استفتاء كردستان، محاولاً خلق أجواء حرب في كركوك تنزع الشرعية عن الاستفتاء. يُشار إلى أنّ تنظيم "داعش" يسيطر على بلدة الحويجة منذ أكثر من أربع سنوات، فيما تضم البلدة أكثر من 100 ألف مدني محاصرين داخلها.

ذات صلة

الصورة
أبو تقوى السعيدي (إكس)

سياسة

أسفر استهداف طائرة مسيّرة مقراً لفصائل "الحشد الشعبي" يتبع لـ"حركة النجباء"، عن مقتل المسؤول العسكري للحركة مشتاق طالب علي السعيدي المكنى "أبو تقوى".
الصورة
قاعة الأعراس في الحمدانية في نينوى في العراق 1 (فريد عبد الواحد/ أسوشييتد برس)

مجتمع

أعاد حريق قاعة الأعراس في محافظة نينوى العراقية الذي خلَّف مئات القتلى والمصابين، ليلة أمس الثلاثاء، مشهد الحرائق المتكرّرة التي شهدتها البلاد في السنوات الأخيرة والتي خلّفت مئات القتلى والجرحى.
الصورة
صندوق من فاكهة الرمان (Getty)

مجتمع

أفاد تحقيق صحافي عراقي بأنّ بغداد تلقّت شحنة رمّان من بيروت تبيّن أنّها محشوّة مخدّرات، علماً أنّ هذه الشحنة جزء من سداد قيمة مستحقّات النفط العراقي المخصّص لبيروت.
الصورة

سياسة

يخشى بعض المرشحين للانتخابات المحلية في العاصمة بغداد، من أن يكون تسلسل أحدهم بالرقم 56، الذي يُطلق على المحتالين والنصابين في الشارع العراقي، وقد جاء نسبة إلى مادة قانونية في القانون العراقي، تخص جرائم النصب والاحتيال