وزير الدفاع الإيراني: نرفض إشراك السعودية في الحل السوري

وزير الدفاع الإيراني: نرفض إشراك السعودية في الحل السوري

27 ديسمبر 2016
دهقان: إيران على استعداد لإرسال مستشارين عسكريين إلى سورية(Getty)
+ الخط -
رفض وزير الدفاع الإيراني، حسين دهقان، أي دور سعودي في مفاوضات وقف إطلاق النار في سورية، المقرّر عقدها في أستانة، عاصمة كازاخستان، ويجرى التمهيد لها حاليًّا في تركيا بحضور مسؤولين سياسيين وعسكريين من تركيا وروسيا على وجه التحديد. يأتي ذلك في وقت أكدت فيه مصادر في المعارضة السورية أن هناك محاولات إيرانية لإفشال محادثات أستانة.

وقال دهقان، في مقابلة مع قناة "روسيا اليوم": "نحن نعتقد أن الحل الوحيد للأزمة السورية هو أن نساعد في التوصل إلى حل سوري – سوري. السعودية لا تلعب ذلك الدور الذي يؤهلها للمشاركة في المفاوضات"، معتبراً أن ذلك عائد إلى "عدم امتلاكها حدوداً مشتركة مع سورية"، على الرغم من أن هذا الأمر ينطبق أيضاً على كلّ من إيران وروسيا.



وحدّد الوزير الإيراني "ثلاثة مبادئ" تستند إليها بلاده من أجل التوصّل إلى حلّ يرضي جميع الأطراف، قائلًا إن "المبدأ الأول هو الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، كدولة موحدة، والثاني هو أن النظام السوري السياسي لا ينبغي أن يكون موضع شك، في المرحلة الحالية هناك بشار الأسد، في حال قبلوا بوحدة سورية وبرئاسة بشار الأسد والنظام السياسي الحاكم حاليًّا؛ عندها يمكن للمعارضة الجلوس إلى طاولة الحوار مع النظام في سورية كي تقدم مطالبها.. (الثالث) أن يجلسوا ويكتبوا دستورًا جديدًا، أو يعملوا على إجراء إصلاحات معينة. وحتى خوض انتخابات حرة ونزيهة يمكن للجميع فيها أن يقدم نفسه للترشيح إلى رئاسة سورية. أما أن يأتوا ويقولوا إنه يجب على بشار الأسد أن يترك السلطة، فهذا هراء"، حسب وصفه.


وكانت المعارضة السورية قد أعلنت أنّ مباحثاتها مع الجانب الروسي في أنقرة تتمحور حول وقفٍ شامل لإطلاق النار في عموم البلاد، محذّرة من محاولات إيرانية لإفشال هذه المباحثات.

وأكد رئيس الدائرة الإعلامية في الائتلاف الوطني السوري، أحمد رمضان، أن اجتماعات أنقرة "تتمة للمفاوضات التي جرت بشأن وقف إطلاق النار في حلب"، مضيفاً في تصريحات لـ "العربي الجديد" أنه "يجري الآن الحديث عن وقف إطلاق نار شامل في عموم سورية".

وأشار إلى أن هناك "محاولة إيرانية" لإفشال مباحثات أنقرة، من خلال الاستمرار في التصعيد، ودفع المليشيات التابعة لها لشن هجمات على مناطق مدنية في ريف دمشق، ومنها وادي بردى، موضحاً أن روسيا "تسعى للتوصل إلى نتائج في مفاوضات أنقرة، لإنجاح محادثات أستانة" عاصمة كازاخستان. ولكنه رأى أنّ "التحدي يكمن في التزام إيران ومليشياتها".

وفي ما يخصّ تركيا، اعتبر دهقان أنّه "إذا كان دخول تركيا إلى سورية بطلب من النظام السوري فإن عليهم الخروج فورًا بمجرد طلب دمشق، أما إن كان غير ذلك فإنهم معتدون على سورية".

ووصف التحالف الغربي بـ"التحالف الشكلي"، مضيفًا: "نحن لا نلمس أي التزام من قبلهم لأجل لعب دور مفيد ومؤثر في محاربة الإرهاب عمليّاً، أما على الأرض فتدعمهم تركيا، لذلك إذا تمكنّا نحن في إيران، إلى جانب روسيا وسورية، من التوصل إلى اتفاق مع تركيا لوقف دعم هذه الجماعات، خاصة "جبهة النصرة" و"داعش"، بل ومحاربتهم، أعتقد أنه حينها يمكن أن نشهد أجواء أفضل في سورية".

ولدى سؤاله حول دخول قوّات شرطة عسكرية روسية إلى حلب، أجاب الوزير الإيراني: "هذه إجراءات مشتركة، أي أنه من المقرر أن تقوم الأطراف الثلاثة، إيران وروسيا وتركيا، بالإشراف على ما تم الاتفاق عليه في موسكو مؤخرًا، لأجل تطبيق وقف إطلاق النار وبقائه مستمرًّا، لذلك فإن هذا العمل موزع بيننا وبشكل واضح".

وفي وقت يتساقط فيه العسكريون الإيرانيون ذوو الرتب الرفيعة قتلى في معارك في سورية إلى جانب النظام السوري، زعم وزير الدفاع الإيراني أنه لا وجود لأي قوات مسلحة إيرانية على الأراضي السورية، وأن بلاده على استعداد لإرسال مستشارين عسكريين إذا لزم الأمر. 

وحول التعاون الإيراني الروسي بشأن سورية، أوضح الوزير الإيراني أن طهران ستدرس منح القوات الجوية الروسية إمكانية الإقلاع من قاعدة همدان الجوية، إذا تلقت طلباً بهذا الشأن.

ولم تعد إيران تخفي مآربها في المنطقة، بل صار مسؤولوها يكررون بالعلن مطامع دولتهم، والتي تأتي على حساب قتل وتهجير المدن السورية، وفي مقدّمتها حلب، لإعادة تشكيل سورية بما يتناسب مع مشاريع السياسة الإيرانية.

ففي ما يخصّ حلب، على وجه التحديد، فقد عدّها دهقان "نقطة استراتيجية، ومؤثرة في الأجواء السياسية والاقتصادية السورية، وبهذا المقدار علينا أن نقبل بأن الحكومة السورية ومن وقفوا إلى جانبها، كانوا يشعرون بأهمية مدينة حلب، لذلك فإن الخطط التي اتبعت لتحرير المناطق في سورية، جعلت حلب في الأولوية".

وتنسجم هذه التصريحات مع ما قاله نائب القائد الأعلى للحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي، قبل أيام قليلة، والذي صرّح علانية أن "من يسيطر على حلب يسيطر على شمال سورية، ومن يسيطر على دمشق سيسيطر على جنوبها، ومن يسيطر على هاتين المنطقتين المهمتين والاستراتيجيتين يحكم سيطرته سياسياً وأمنياً واجتماعياً على شمال وجنوب سورية".

ويتقاطع كلام وزير الدفاع أيضًا، مع تصريحات قائد الحرس الثوري الإيراني، محمد علي جعفري، السبت، التي قال فيها إن "حلب باتت في الخط الأول للثورة الإسلامية"، معتبراً أن "الانتصار الذي تحقق هناك تسبب بهزيمة أعداء الثورة، لا سيما أميركا وإسرائيل"، على حد وصفه.

وأشار علي جعفري إلى أن "حفظ هذه الثورة الإسلامية هو ما حقق الأمن والاستقرار"، لافتاً إلى أن "حدودها تجاوزت إيران لمناطق أخرى".


 

المساهمون