لقاء مثقل بالشروط بين رئيس حكومة لبنان والسفيرة الأميركية

لقاء مثقل بالشروط بين رئيس حكومة لبنان والسفيرة الأميركية

13 مارس 2020
هذا أول لقاء يجمع بين دياب وشيه (دالاتي ونهرا)
+ الخط -
حملت السفيرة الأميركية لدى لبنان، دوروثي شيه، اليوم الجمعة، في أول لقاء جمعها برئيس الوزراء حسان دياب بعد تسلمها منصبها الجديد قبل أيام، رسالة واضحة للحكومة بضرورة المباشرة بالإصلاحات، إذا كان لبنان يرغب فعلاً بتلقي المساعدات الدولية من جهة، فضلاً على إثارتها موضوع "الابتعاد عن حزب الله" من جهة ثانية، بحسب ما أكدت مصادر مطلعة على تفاصيل الزيارة لـ"العربي الجديد".
وبحسب مصادر خاصة في السراي الحكومي (مقر رئاسة الوزراء)، تحدثت مع "العربي الجديد"، عبّرت شيه لدياب عن انزعاج الإدارة الأميركية من طريقة تعاطي الدولة اللبنانية مع الأزمة المالية والاقتصادية، والتأخير في بدء إجراءات مكافحة الفساد، واستعادة الأموال المنهوبة التي تشكل مطلباً أساسياً لدى الشعب اللبناني الذي انتفض في 17 أكتوبر/تشرين الأول 2019 لاسترداد حقوقه المسلوبة منه منذ أكثر من ثلاثين عاماً.
وتضيف المصادر، أنّ واشنطن، بحسب ما نقلت شيه لدياب، مستعدة لإعطاء فرصة لحكومته، في حال أثبتت أنها مستقلة تماماً عن "حزب الله"، الذي تضعه الولايات المتحدة على لائحتها للمنظمات الإرهابية، ونأت بنفسها عن تدخلاته السافرة في المنطقة، وأظهرت جدية في التعاطي مع ملفات الفساد، ولاسيما التي تطاول "حزب الله"، والمؤسسات التي يثبت تورطه معها من مصارف أو شركات.

وشددت السفيرة الأميركية بعد لقائها دياب، في تصريحات أمام الإعلاميين، على دعم مطالب المتظاهرين، داعيةً إلى تحقيقها من أجل تخطي الأزمة الاقتصادية، عبر اعتماد الشفافية، حتى يتمكن لبنان الرسمي من كسب الثقة الدولية.


وأكدت شيه أن الولايات المتحدة الأميركية مستمرة في دعم لبنان اقتصادياً انطلاقاً من العلاقات الثنائية، آملة بمستقبل أفضل للبلاد.
وقالت: "بحثت اليوم مع رئيس الحكومة قوة وإمكانات الشراكة الأميركية مع لبنان، ورهاننا المشترك على لبنان مستقراً وآمناً وذا سيادة. هذه شراكة ذات أهمية حيوية، ليس لكل من بلدينا فحسب، بل لجميع بلدان المنطقة".
وتُعدّ السفيرة الأميركية الجديدة التي سلّمت أوراق اعتمادها الأربعاء الماضي الى الرئيس اللبناني ميشال عون، بمثابة "توأم الرئيس دونالد ترامب في لبنان"، لذا يُتوقع أن تكون أكثر تشدداً وحزماً في علاقاتها مع القوى السياسية، ولا سيما تلك المقربة من "حزب الله"، ولن تكون دبلوماسية الطابع كسابقتها إليزابيث ريتشارد.

المساهمون