تفسيرات عراقية متباينة لمقال الكاظمي وما يحمله من رسائل

تفسيرات عراقية متباينة لمقال الكاظمي وما يحمله من رسائل

19 مايو 2020
تحديات أمام حكومة الكاظمي (Getty)
+ الخط -
أثارت تصريحات لرئيس الحكومة العراقية، مصطفى الكاظمي، أكد فيها صعوبة المرحلة التي تمر بها البلاد، وحجم التحديات الكبيرة وأنه تسلم الدولة بخزينة شبه خاوية، وتحذيره من الانحدار إلى ما وصفه بـ "الفوضى"، لغطاً في الشارع العراقي، إذ عد سياسيون أن الكاظمي يتعرض لتهديدات من بعض الكتل، فيما دعته جهات سياسية إلى كشف تلك الكتل التي تضغط عليه.

وأكد الكاظمي أنه "يواجه وعوداً متناقضة من الكتل السياسية في استكمال الحكومة، وآذاناً غير صاغية في تصحيح المسار، في ظل خزينة للدولة شبه خاوية بسبب الفساد".
وأوضح في مقال له نشرته الصحف العراقية أن التحديات التي يواجهها تتطلب من الجميع التكاتف لتذليلها، قبل أن يضيف "ما أقوم به من مداولات وحوارات بناءة ومكثفة مع كل القوى السياسية هدفه الوصول إلى ما يرضي شعبنا ويعيد الثقة بإمكانية تجاوز العملية السياسية للازمة المتفاقمة التي تواجهها وتضع عراقنا أمام مفترق طرق".

وتابع قائلاً "التركة الثقيلة التي تواجهني على كل الأصعدة وفي جميع الميادين الحيوية التي ترتبط بحياة المواطنين، وأمن وسيادة واستقلال البلاد، وأن الأزمة شاملة وتدخل في نسيج الدولة ومؤسساتها، وتعرقل قوتها الاقتصادية التي تعثرت خلال الفترة الماضية، فلم يتحقق ما من شأنه النهوض الشامل بالأمن الغذائي للبلاد، رغم أن الثروة التي دخلت خزائن العراق على مدار السنوات الـ 17 الماضية، كانت تكفي لإعادة بناء البلاد وتأسيس صندوق المستقبل".

وأكد أنه يواجه "تحديات تتمثل بالتناقض بين الوعود العلنية التي أكدت على حريتي في اختيار التشكيلة الوزارية، وما يدور وراء الكواليس من مناورات وشد من قبل البعض، وهو ما يعرقل ويعطل استكمال الحكومة، وأن السعي لوضع البلاد على طريق المعافاة لا يجد آذاناً صاغية لدى البعض هنا أو هناك"، محذراً من أن "البلاد مهددة بما سيضعنا جميعاً أمام خيارات ليس فيها رابح وأفضلها الانحدار إلى الفوضى".
وأضاف أنه "ليس أمامنا سوى خيار الاستجابة للمطالب الشعبية العادلة التي عبرت عنها الحركة الاحتجاجية وساحات التظاهر، وليس بالإمكان المباشرة بأية خطوة جادة دون الشروع بما يعيد للدولة هيبتها وبسط سيادتها، وهو ما يتطلب ألا يكون أي طرفٍ مهما كان شأنه أو مصدر قوته أو موالاته فوق إرادة الدولة والدستور والقانون".
ولفت إلى أن "المهمة التي أنيطت بي هي عبور المرحلة الانتقالية بأسرع وقت ممكن، والاستجابة لمهام ملحة مباشرة، أبرزها تأمين كل ما يلزم لإجراء الانتخابات في أقرب وقتٍ ممكن، واتخاذ كل التدابير العاجلة لمواجهة الأزمة الاقتصادية والمالية، وترشيد الإنفاق ومحاربة الفساد والبدء بالإصلاحات الضرورية، وحماية شعبنا من جائحة كورونا، وحماية المتظاهرين السلميين".
وشدد بالقول "وأنا أعلن هنا بأنني لم ولن أصدر أي أمر بإطلاق الرصاص ضد أي متظاهر سلمي، ومن يقوم بذلك سيقدم إلى العدالة. ومن واجب وزارة الداخلية وأجهزة الأمن منع أي طرف ثانٍ أو ثالثٍ من التداخل مع المتظاهرين".
وأشار إلى أنه "قبل كل تلك المهام مهمة استعادة هيبة الدولة وتأكيد السيادة الوطنية وحصر السلاح بيد المؤسسات الرسمية المعنية، وضمان أمن البلاد أمام التهديدات الإرهابية، وإرساء سيادة القانون وأن يكون الجميع سواسية أمامه"، مؤكدا مضيه في "إنجاز التعهدات والمهام، على الرغم مما يقال بأنني بلا حزبٍ سياسي ولا كتلة نيابية تحميني".
حديث الكاظمي عن تلك التحديات الخطيرة، أثار جدلا سياسيا، إذ أكد النائب علي الصجري، أنها تؤشر إلى تهديدات يتعرض لها.
وكتب الصجري في تغريدة له إن "تصريح الكاظمي بأن البعض أخبره بأن ليس له كتلة تحميه داخل البرلمان، هي إشارات تهديد مبطنة"، مؤكدا "نحن وكل الشرفاء من النواب وهم كثر سيكونون لكم (الكاظمي) كتلة قويه تمتاز بالنبل والشجاعة، وتفضل مصلحة العراق على مصلحة أحزابهم التي دمرت ونهبت ثروات العراق والنواب براء منهم".


أما النائب عن تحالف "القرار"، أثيل النجيفي، فقد قال في تغريدة له "مقال الكاظمي يؤكد ما كنا نحذر منه منذ أكثر من عام، وإذا استمرت المسيرة الخاطئة فأفضل الخيارات المتاحة هو الانحدار نحو الفوضى"، مؤكداً أن "المواجهة مع الكتل المهيمنة على القرار في البرلمان قادمة .. ويجب تغييرها بانتخابات نزيهة عاجلة قبل الخيارات الأسوأ".


"تحالف سائرون" الذي يتزعمه مقتدى الصدر، دعا الكاظمي إلى الكشف عن الجهات التي تضغط عليه بالكواليس، وقال النائب عن التحالف، سلام الشمري، إن "هناك كتلاً سياسية أعلنت تفويضها الكاظمي في اختيار الوزراء، لكنها تضغط عليه في الخفاء محاولة كسب المغانم وتنصيب الشخصيات المتحزبة".
ودعا النائب، الكاظمي، إلى "الكشف عن تلك الجهات، والتي تحدث هو عنها بأنها تضغط عليه بالكواليس".


من جهته، أكد عضو اللجنة المالية البرلمانية، أحمد حمه، أن "الأزمة المالية ستبقى عقبة أساسية أمام حكومة الكاظمي"، مبينا أنه "ليس باستطاعة الكاظمي تجاوز الأزمة المالية لأن الاقتصاد العراقي متدهور أساسا، ويعتمد على القطاع النفطي فقط".

بالمقابل، اعتبر السياسي العراقي صادق الموسوي حديث الكاظمي بأنه يبرر لنفسه مسبقا الفشل، وأضاف في تدوينة له على موقع "تويتر"، قائلا: "أول مقال كتب باسم الكاظمي... الأسلوب ليس أسلوبه لأنه ليس بكاتب يستطيع أن يرص الكلمات بهذه البلاغة، المكتوب فيه رفع وكبس، وعود مع مثبطات، إنه يرسم ميداناً للإصلاح وفي الوقت ذاته يضع حواجز لا يستطيع القفز عليها، بالاختصار رسم لنفسه طريق الفشل ومبرراته من أول الطريق".

المساهمون