تردي الخدمات يُغضب سكان طرابلس... والحكومة تطمئن بإصلاحات اقتصادية

تردي الخدمات وانقطاع الكهرباء يغضبان سكان طرابلس... والحكومة تطمئن بإصلاحات اقتصادية

04 اغسطس 2018
تزداد التظاهرات والاحتجاجات في طرابلس (عبد الله دوما/فرانس برس)
+ الخط -

تزداد الأوضاع المعيشية في العاصمة الليبية طرابلس سوءاً مع تزايد مظاهر الاحتجاج التي انتقل صداها إلى مدن ليبية عدّة. في حين تبدو حكومة الوفاق شبه عاجزة، رغم أن بياناتها وتصريحات مسؤوليها بدأت تتجه نحو الشارع، عبر قرارات عدّة، من بينها إطلاق حزمة إصلاحات اقتصادية.

وتعيش طرابلس، التي وصفها ناشطون ليبيون بـ"عاصمة الظلام"، أوضاعاً معيشية صعبة، في ظل تزايد انقطاع ساعات الكهرباء، لتصل في بعض أحيائها إلى 20 ساعة يومياً، بالإضافة إلى شح السيولة النقدية الذي يقابله ارتفاع جنوني في الأسعار.

غضب

دفعت الأوضاع المتردية التي تعيشها العاصمة، خلال الأيام القليلة الماضية، بوتيرة الاحتجاجات الشعبية إلى أقصاها، ففي العزيزية وتاجوراء وغوط الشعال والدريبي، وعدد آخر من أحياء العاصمة، لم تتوقف التظاهرات المنددة بعجز الحكومة عن معالجة أوضاعهم المتردية، بل طالبت بعض تلك المظاهرات بـ"إسقاط الحكومة"، معتبرة أنها سبب أزماتهم المتوالية.

وجاء في بيان إحدى التظاهرات في العزيزية، أمس الجمعة، أن "المتظاهرين سيواصلون التظاهر حتى إسقاط الحكومة".

وتوقّع مراقبون أن تزداد التظاهرات والاحتجاجات، خصوصاً بعد انضمام انقطاع المياه عن بعض الأحياء إلى سلة الأزمات، بسبب تعطل معظم آبار المياه وخروجها عن الخدمة، إضافة إلى إقفال بعض البنوك بسبب عدم توفر السيولة النقدية، مع اقتراب مناسبة عيد الأضحى.

وفي العزيزية أيضاً، رفع المحتجون شعارات ولافتات كتب عليها "جفت مزارعنا وجيوبنا، لا مياه ولا صحة ولا أمن، ارحلوا عنا".

كذلك، تعتبر منطقة طريق الشط في العاصمة، إحدى المناطق التي تعكس الأزمة، إذ يضطر غالبية سكانها إلى اللجوء إلى المصايف وشاطئ البحر لقضاء غالبية ساعات النهار، بسبب غياب الكهرباء، وارتفاع درجة الحرارة بشكل ملحوظ، وعدم توفر المياه في بعض الأحياء السكنية، بل تضطر بعض الأسر إلى الإقامة لأيام في المصايف على البحر.

اغتيال واختطاف

وبموازاة صعوبة العيش وسوء الخدمات، لا تزال ظاهرة الاختطافات والاغتيال ملحوظة في العاصمة، على الرغم من تقارير وتصريحات حكومة الوفاق التي تؤكد أن المستوى الأمني في ارتفاع، لكن حوادث قريبة شهدتها العاصمة تتنافى مع ذلك.

وقُتل مواطن، أول من أمس الخميس، برصاص مجموعة مسلحة مجهولة، في حي قرجي، تعمّدت إطلاق النار عليه بشكل مباشر وسط ازدحام شارع الحي الرئيسي. ورغم الأنباء التي تداولتها وسائل التواصل الاجتماعي التي تفيد بأن القتيل سائق لرئيس المجلس الرئاسي، فائز السراج، إلا أن الأخير لم يُصدر أي بيان أو تعليق على الأمر.

وفي سياق متّصل، حاصرت مليشيات "النواضي"، التابعة لوزارة داخلية الحكومة، مستشفى الحوادث في منطقة بوسليم لساعتين، قبل أن تفك حصارها بعد القبض على شخص مطلوب لديها داخل المستشفى، غير مكترثة للوضع الإنساني للمرضى.

وفي المنطقة ذاتها، داهمت مليشيات "غنيوة الككلي"، التي تتبع وزارة الداخلية أيضاً، عدداً من المنازل، واعتقلت عشرات الأشخاص بتهمة التخابر مع مليشيات أخرى تتمركز بالقرب من مطار طرابلس، كانت قد اشتبكت معها لساعات.

كما اعتقلت مجموعة مسلحة أخرى، الإثنين الماضي، أربعة صحافيين تابعين لوكالات أنباء أجنبية، داخل قاعدة "بوستة" البحرية، جاؤوا لتغطية أخبار تتعلق بملف الهجرة غير الشرعية. ورغم إطلاق سراحهم، إلا أن أي جهة حكومية لم تبيّن أسباب الاعتقال حتى الآن.

وفي الشأن الأمني أيضاً، تداولت وسائل التواصل الاجتماعي أنباء اختطاف مواطن آخر من منطقة العزيزية، الأسبوع الماضي، على يد مليشيات تمتهن الخطف مقابل المال.

وتُعد المليشيات المسلّحة التي تنتشر في طرابلس وتسيطر على أحيائها، تحت مسميات أجهزة حكومية بعضها تابع لوزارة الداخلية؛ إحدى المعضلات التي تواجه حكومة الوفاق، وتدلل على عجزها عن السيطرة على الأوضاع الأمنية في العاصمة، إلى جانب عجزها عن السيطرة على قرار تلك المليشيات التي تمارس أعمال القبض والسجن خارج سلطة الحكومة.

إصلاحات اقتصادية

ولقاء هذا التصعيد الشعبي، بسبب الأزمات المتزايدة، أعلنت حكومة الوفاق عن قرب إطلاقها حزمة إصلاحات اقتصادية تتعلق بحاجة المواطن، من بينها دعم الدينار الليبي المتهاوي لمواجهة غلاء الأسعار، بالإضافة إلى زيادة مخصصات الأسرة إلى 1000 دولار سنوياً للفرد الواحد.