اتصالات عسكرية روسية ـ تركية لمنع التصعيد في إدلب

اتصالات عسكرية روسية ـ تركية لمنع التصعيد في إدلب

05 يونيو 2019
يواصل النظام قصف مناطق مختلفة بالشمال (Getty)
+ الخط -
أعلنت الفصائل الإسلامية العاملة في محافظة إدلب ومحيطها، شمالي سورية، أنها أحبطت محاولة تقدم لقوات النظام بريف حماة الغربي، وسط تواصل القصف الجوي على المحافظة، ما أسفر عن سقوط المزيد من القتلى والجرحى، فيما أعلنت روسيا أن العسكريين الروس والأتراك يواصلون اتصالاتهم لمنع التصعيد في إدلب، رغم فشل الجولة الأولى من المفاوضات التركية الروسية حول تصعيد النظام في الشمال السوري. 

وأعلنت غرفة عمليات "وحرض المؤمنين"، التي تضم تنظيمات إسلامية، عن إحباط محاولة تقدم لقوات النظام على محور خربة الناقوس بريف حماة الغربي. وقالت الغرفة في بيان لها عبر معرفاتها الرسمية، اليوم الأربعاء إنها صدت أكثر من محاولة تقدم على المحور ذاته خلال الأيام الماضية.

وتضم الغرفة العسكرية كلًا من فصائل: تنظيم "حراس الدين"، "أنصار التوحيد"، "جبهة أنصار الدين"، "جبهة أنصار الإسلام".

وذكرت مصادر محلية أن الفصائل المقاتلة دمرت دبابة لقوات النظام على جبهة كفرنبودة، واستهدفت مطار جب رملة بالقذائف المدفعية والصاروخية، فيما ذكرت وكالة "إباء" التابعة لـ"هيئة تحرير الشام"، أن الأخيرة قتلت وجرحت عناصر من قوات النظام في قرية القصابية، شمال حماة.

كما أعلنت "الجبهة الوطنية للتحرير" عبر معرفاتها الرسمية، أنها دمرت عربة عسكرية تجر مدفعا ثقيلا بصاروخ مضاد للدروع على جبهة القصابية في ريف إدلب الجنوبي، إضافة لتدمير دبابة ومدفع عيار 57 ملم بصاروخ مضاد للدروع على الجبهة نفسها.

وفي هذا الوقت، تواصل قوات النظام السوري وروسيا قصف مناطق مختلفة في الشمال السوري بالطائرات والصواريخ والمدفعية.

وقالت مصادر محلية إن طفلين وامرأة ومدنيين اثنين قتلوا وجرح أربعة أطفال جراء قصف طائرات النظام الحربية المنازل السكنية في قرية كفرعويد، جنوبي ادلب.



وذكر الدفاع المدني أن طائرات حربية روسية استهدفت بالصواريخ الأحياء السكنية في قرية جدار الخضر، جنوب إدلب، ما أدى لإصابة أربعة أطفال وامرأة بجروح متفاوتة. كما قصفت طائرات النظام الحربية محيط قرية دير سنبل، ما تسبب باحتراق حقل زيتون. وطاول قصف مماثل مدينة خان شيخون وبلدتي حيش واحسم وقرى حزارين ومعرة الصين وسفوهن وكنصفرة إضافة إلى جبل الأربعين.

من جهة أخرى، أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن العسكريين الروس والأتراك يواصلون اتصالاتهم لمنع التصعيد في إدلب، لكنها قالت إن "التغافل عن هجمات الإرهابيين أمر مستحيل".


وذكرت زاخاروفا، في موجزها الصحافي، اليوم الأربعاء، أنه "بالرغم من الاستفزازات والهجمات العدوانية للإرهابيين، لا تزال روسيا متمسكة بالاتفاقيات التي توصلت إليها مع تركيا حول استقرار الوضع في إدلب. ويواصل عسكريو دولتينا الاتصالات الدائمة وتنسيق أعمالهم من أجل منع تصعيد العنف وعدم الاستقرار".

وأضافت: "في الوقت ذاته لا يمكننا التغافل عن الأعمال الاستفزازية الخطيرة للإرهابيين التي تهدد القاعدة الجوية في حميميم والعسكريين السوريين والسكان المدنيين".

واتهمت زاخاروفا الفصائل العسكرية بما سمته "تنظيم استفزازات جديدة باستخدام الأسلحة الكيميائية"، وزعمت أنه تم العثور على "مشفى ميداني تابع لمنظمة الخوذ البيضاء في شمال محافظة حماة، يحتوي على كمية كبيرة من وسائل الحماية الكيميائية، بما فيها الأقنعة الواقية من الغاز والأزياء الخاصة والأدوات والمعدات الطبية".

وكان مصدر في المعارضة السورية قد ذكر أن تركيا أوقفت المفاوضات الأولية مع روسيا حول العملية العسكرية لقوات النظام السوري بدعم الأخيرة في الشمال السوري.

ونقلت وكالة "سمارت" عن المصدر قوله إن تركيا هي التي أوقفت جولة المفاوضات الأولى التي بدأت مع بداية الحملة العسكرية بسبب فشلها، وليس كما يشاع على وسائل الإعلام أن الروس هم الذين أوقفوها، مرجحة أن يخوض الطرفان مفاوضات جديدة.

وأوضح المصدر أن المفاوضات فشلت لأن الروس طالبوا بتسليم جميع قرى جبل شحشبو الممتدة من ريف حماة الشمالي وحتى النقطة التركية في قرية شير مغار، إضافة إلى قرية كبانة ومحيطها التي تعتبر آخر موقع خارج عن سيطرة قوات النظام بمحافظة اللاذقية.

وأضاف المصدر أن روسيا تطالب بهذه المناطق لحماية قاعدة حميميم العسكرية في اللاذقية ومواقعها بمنطقة السقيلبية، شمالي محافظة حماة، لافتا إلى أن تسليمها يتسبب بسقوط كامل سهل الغاب ناريا. وأشار المصدر إلى أن الفصائل العسكرية تسعى لاستعادة البلدات والقرى التي سيطرت عليها قوات النظام، متوعدا بـ"مفاجآت".