بغداد تسمي شخصية مثيرة للجدل سفيراً لها بدمشق

بغداد تسمي شخصية مثيرة للجدل سفيراً لها بدمشق

22 مايو 2018
تسلم السفير منصباً دبلوماسياً جديداً فاجأ الأوساط العراقية(فرانس برس)
+ الخط -

تسلّم النظام السوري في دمشق أوراق اعتماد السفير العراقي الجديد، وفقاً لبيان صدر عن وزير خارجية النظام السوري وليد المعلم، اليوم الثلاثاء، قال فيه إنه "تم اعتماد أوراق السفير سعد محمد رضا سفيراً مفوضاً، وفوق العادة لجمهورية العراق لدى سورية".

ويعتبر الإعلان عن تسلم السفير رضا منصباً دبلوماسياً جديداً مفاجئاً للأوساط العراقية، بعد فضيحة طرد رضا من البرتغال، إثر اعتداء نجليه على مواطن برتغالي واتهامهما بمحاولة القتل، وفي مطلع عام 2017 اعتبرت لشبونة حينها السفير غير مرحب به، لتقوم وزارة الخارجية العراقية بسحبه إلى بغداد قبل أن يكشف عن تعيينه مجدداً سفيراً للعراق في دمشق.

والسفير العراقي الجديد سعد محمد رضا (68 عاماً) حاصل على بكالوريوس في الاقتصاد ويعد من أعضاء المؤتمر الوطني بزعامة أحمد الجلبي سابقاً، ثم ما لبث أن تحول إلى خط حزب "الدعوة"، وتحديداً جناح إبراهيم الجعفري وزير الخارجية الحالي.

عمل في السفارة العراقية بالقاهرة عام 2004، ثم عمل سفيراً في ليبيا عام 2013، قبل أن يغادر إلى تونس بعد معلومات عن محاولة اختطافه لمبادلته بمعتقلين ليبين، وفقاً لما نقلته وسائل إعلام ليبية وعراقية حينها، ثم سفيراً في البرتغال لغاية شباط 2017.

وذكر مسؤولون بوزارة الخارجية العراقية في بغداد لـ"العربي الجديد" أن رضا أحد أبرز المقربين من الوزير إبراهيم الجعفري وقبله السفير الإيراني السابق بالعراق حسن دنائي فر.

وأوضح مسؤول في دائرة الدول المجاورة طلب عدم الكشف عن اسمه أن "أقران رضا من السفراء تمت إحالتهم للتقاعد وآخرين طبق عليهم قانون الخدمة الخارجية، وتمت إعادتهم إلى العراق بعد خدمة 4 سنوات خارج البلاد"، لافتاً إلى أن سعد محمد رضا "يحظى بعلاقات واسعة مع الإيرانيين وقيادات حزب "الدعوة" الإسلامية الحاكم بالعراق، أهلته للبقاء خارج مقصلة العقوبات أو الإجراءات الإدارية".

وكشف المسؤول عن أن مبلغ التعويض الذي تم التوصل إليه كتسوية بين السفير والمواطن البرتغالي في لشبونة تم دفعه من موازنة السفارة وليس من حساب السفير الخاص.

 

وقال عضو التيار المدني العراقي حسام العيسى إن تسلم رضا سفارة جديدة للعراق في الخارج أمر يؤكد الفساد والمحسوبية داخل وزارة إبراهيم الجعفري، مبيناً في حديث لـ"العربي الجديد"، أن سمعة السفير "تؤهله للتقاعد والجلوس في منزله لا منحه منصباً آخر".

بدوره، علّق عضو التيار الصدري ماجد الكلابي على ذلك بالقول "هذا ما نتحدث عنه منذ سنوات، ونحاول أن نوقفه من خلال حكومة حقيقية ودولة مؤسسات وقانون بلا وساطة أو شفاعة لأحد"، وفقاً لقوله.

وأشار لـ"العربي الجديد" إلى أن "السفير رضا نموذج لسفراء كثر للعراق بالخارج، ليس لديهم مؤهل سوى أنهم محسوبون على هذه الجهة أو تلك".

ويعتبر السفير العراقي الجديد لدى النظام السوري سعد محمد رضا واحداً من بين 63 سفيراً عراقياً، قدموا من خارج السلك الدبلوماسي أو وزارة الخارجية، إذ تم تعيينهم من قبل أحزاب متنفذة بعد عام 2003.