اتساع حملة الاعتقالات بالسعودية: احتجاز مؤسس أكبر الشركات السياحية

اتساع حملة الاعتقالات في السعودية: احتجاز مؤسس أكبر الشركات السياحية

06 نوفمبر 2017
تأتي الحملة لتعزيز نفوذ بن سلمان(الأناضول)
+ الخط -
تُواصل السعودية موجة اعتقالات لم يسبق لها مثيلٌ في التاريخ الحديث للمملكة، والتي تطاول أمراء ووزراء ومسؤولين، تحت عنوان "محاربة الفساد"، لتعزيز قبضة ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، على مقاليد الحكم كافة، وجميع المؤسسات الأمنية والاقتصادية والإعلامية، تمهيداً لتسلّمه العرش.

واتسع، اليوم الإثنين، نطاق حملة الاعتقالات، بعد تردد أنباء عن اعتقال مؤسس واحدة من أكبر شركات السياحة في المملكة.

وهبط سهم مجموعة "الطيار" للسفر السعودية بنسبة عشرة بالمئة بعد دقائق من بدء التداول، بعد أن نقلت الشركة عن تقارير إعلامية قولها إن السلطات أوقفت ناصر بن عقيل الطيار الذي لا يزال عضواً بمجلس إدارة الشركة.

ولم تذكر الشركة مزيداً من التفاصيل، لكن صحيفة "سبق" الإلكترونية الاقتصادية التي تربطها صلات وثيقة بالحكومة، ذكرت أن الطيار اعتقل في إطار تحقيق تجريه هيئة عليا جديدة لمكافحة الفساد يرأسها ولي العهد محمد بن سلمان.

وأصدر العاهل السعودي، سلمان بن عبد العزيز، مساء السبت، أوامر ملكية تقضي بعزل وزير الحرس الوطني، نجل الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، متعب بن عبدالله، كما أمر الملك سلمان بتأسيس لجنة عليا لمكافحة الفساد، برئاسة نجله، وعضوية رئيس هيئة الرقابة والتحقيق، ورئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد.

ومن بين المحتجزين الأمير الوليد بن طلال، أحد أشهر رجال الأعمال السعوديين على مستوى العالم والمستثمر في شركات مثل سيتي جروب وتويتر.

وتحدّت صحيفة عكاظ السعودية في صفحتها الأولى اليوم، رجال الأعمال أن يكشفوا عن مصادر أصولهم، قائلة في عنوان باللون الأحمر "من أين لك هذا؟"، وذكرت صحيفة الشرق الأوسط، أنه تم إعداد قائمة بأسماء الممنوعين من السفر، وإن قوات الأمن في بعض مطارات المملكة تمنع الطائرات الخاصة من الإقلاع بدون تصريح.

وقال مسؤولون سعوديون إن من بين المعتقلين 11 أميراً وأربعة وزراء حاليين وعشرات الوزراء السابقين.

وقال مسؤول سعودي لرويترز إن من بين الاتهامات الموجهة لهم غسل الأموال وتقديم رشى وابتزاز بعض المسؤولين واستغلال النفوذ لتحقيق مصالح شخصية.

 ولم يتسن التحقق بشكل مستقل من هذه الاتهامات أو الاتصال بأسر المقبوض عليهم.

وأفاد أمر ملكي صدر يوم السبت أن الحملة تأتي "نظراً لما لاحظناه ولمسناه من استغلال من قبل بعض ضعاف النفوس الذين غلبوا مصالحهم الخاصة على المصلحة العامة، ... مستغلين نفوذهم والسلطة التي اؤتمنوا عليها في التطاول على المال العام وإساءة استخدامه واختلاسه متخذين طرائق شتى لإخفاء أعمالهم المشينة".

ويقول محللون إن الحملة إجراءٌ استباقي آخر من ولي العهد لاستبعاد شخصيات قوية، بينما يسعى لإعادة تشكيل الاقتصاد والمجتمع في أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم.

(العربي الجديد، رويترز)