افتتاح "المنطقة الخضراء": التحدي الأكبر أمام الحكومة العراقية

افتتاح "المنطقة الخضراء": التحدي الأكبر أمام الحكومة العراقية

27 أكتوبر 2018
تعهد عبد المهدي بافتتاح المنطقة الخضراء الحكومية(Getty)
+ الخط -

وضع رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي نفسه في موقف معقّد، حين تحدث عن نيته افتتاح المنطقة الخضراء أمام المواطنين، في ظل وجود قيادات سياسية بارزة ترفض هذا الأمر، ولا تقبل بمغادرة قصور النظام العراقي السابق (نظام صدام حسين) داخل المنطقة الحكومية المحصنة.

وتعهد عادل عبد المهدي بافتتاح المنطقة الخضراء الحكومية، موضحاً خلال كلمته أمام البرلمان في يوم نيله الثقة، أنه سيعمل أيضاً على تقليل الحواجز الأمنية في بغداد.

إلا أن هذا الأمر لم يرق عدداً من القيادات السياسية التي تقطن هذه المنطقة، وفقاً لما أفاد به مسؤول رفيع في أمن المنطقة الخضراء قال لـ "العربي الجديد"، إن الحديث عن فتح المنطقة "ليس بالأمر السهل، بسبب وجود سياسيين بارزين فيها، فضلاً عن احتوائها على دوائر سياسية وأمنية حساسة عراقية وأجنبية".

وأضاف المسؤول: "حاولنا جسّ نبض عدد من السياسيين المتمركزين في قصور النظام السابق داخل المنطقة الخضراء، وأبلغونا رفضهم القاطع لافتتاحها، مبررين ذلك بأنه يمسّ أمنهم بشكل مباشر"، مبيناً أن هذا الأمر "يتطلب تفاهمات سياسية قبل الشروع به، وقد يتطلب ذلك وقتاً طويلاً".

من جهته، اعتبر السياسي العراقي دلدار زيباري أن افتتاح المنطقة الخضراء "يعد أمراً صعباً جداً، بسبب هيمنة القيادات السياسية الفاسدة عليها"، مؤكداً لـ"العربي الجديد" أن المنطقة الخضراء "أصبحت مكاناً لإيواء السارق".

وبين زيباري وهو أحد أعضاء مجلس محافظة نينوى، أن المنطقة الخضراء الحكومية "تمثل أساس البلاء الذي أصاب العراقيين خلال الفترة الماضية"، موضحاً أن "أساليب الكذب التي يتبعها سياسيو هذه المنطقة، هي التي تسبب بتراجع العراق بشكل كبير".

وتابع: "المنطقة الخضراء التي يقطنها السياسيون محصنة بشكل كبير، ولا تتأثر بالوضع الأمني في البلاد".



وكان عضو البرلمان العراقي عن تحالف "سائرون" التابع للتيار الصدري محمد رضا، قد صرّح الأسبوع الماضي بأن "الوقت أصبح مناسباً لفتح بوابات المنطقة الخضراء، ورفع الحواجز الكونكيرتية عنها"، مبيناً أن هذا الافتتاح يجب أن لا يكون كلياً أو عشوائياً.

ولفت رضا إلى وجود خطة ستعد لهذا الأمر، موضحاً أن افتتاح المنطقة الحكومية سيجعل التواصل مباشراً بين المواطنين من جهة، والسياسيين، ومؤسسات الدولة من جهة أخرى.

وأشار إلى أن هذا الأمر لن يضر الحكومة بل سينفعها، لأنه سيعطي صورة إيجابية ورسالة مهمة للشعب العراقي.

وتقع المنطقة الخضراء في منطقة كرادة مريم وسط العاصمة العراقية، وعرفت بهذا الاسم بعد الاحتلال الأميركي للعراق عام 2003، الذي استقر فيها وحولها إلى منطقة معزولة أمنياً عن بقية أنحاء بغداد، قبل أن تتحول تدريجياً إلى مقارّ للحكومة العراقية والبرلمان، وسكن المسؤولين، وعدد من البعثات الأجنبية، من بينها السفارة الأميركية في العراق.

ومن أبرز القيادات السياسية التي تسكن المنطقة الخضراء، نائب الرئيس العراقي السابق نوري المالكي، ووزير الخارجية السابق إبراهيم الجعفري، اللذان يشغلان أكبر قصور نظام صدام حسين، وقيادات سياسية وأمنية أخرى.

 

 

 

المساهمون