تفجير معهد الأورام: الأجهزة المصرية تجاهلت تحذيرات أوروبية

تفجير معهد الأورام: الأجهزة المصرية تجاهلت تحذيرات أوروبية

القاهرة

العربي الجديد

العربي الجديد
07 اغسطس 2019
+ الخط -
كشفت مصادر دبلوماسية غربية في القاهرة، عن تلقي مصر منذ نحو شهر تقريباً، تحذيرات أمنية أوروبية عبْر قنوات رسمية، بشأن عملية إرهابية قد تستهدف قلب القاهرة، وهو ما قلّل حينها المسؤولون المصريون من أهميته. وتفتح هذه المعطيات، ربطاً بتعليق خطوط جوية دولية أواخر شهر يوليو/ تموز الماضي إلى القاهرة، التساؤلات عما ما إذا كان بالإمكان تفادي وقوع التفجير الذي ضرب محيط معهد الأورام في كورنيش النيل (البحر الصغير) بين منطقتي المنيل وقصر العيني في قلب القاهرة يوم الأحد الماضي، الذي راح ضحيته العشرات بين قتيل وجريح.

وبحسب المصادر التي تحدثت مع "العربي الجديد"، أكد المسؤولون المصريون رداً على التحذيرات التي تلقوها، "صعوبة تنفيذ عملية كبرى داخل العاصمة (القاهرة) نظراً إلى يقظة أجهزة الأمن والمعلومات المصرية، التي نجحت في الحدّ من فاعلية مجموعات مثل حسم ولواء الثورة وتنظيم داعش، عبر توجيه ضربات أمنية متتالية لهم".

وقالت المصادر إن تعليق الخطوط الجوية البريطانية "بريتيش إيروايز"، والألمانية "لوفتهانزا"، رحلاتهما للقاهرة في 20 و21 من شهر يوليو/ تموز الماضي (استأنفت الأولى رحلاتها بعد أسبوع والثانية في اليوم التالي)، جاء بسبب تلك التحذيرات. وكشفت أن لجنة التنسيق الأمني المصرية - البريطانية أبلغت الجانب المصري، حصولها على معلومات شبه مؤكدة، بشأن اتصالات بين عناصر متطرفة لتنفيذ أعمال عدائية في قلب القاهرة، ما يشكل خطورة داهمة على المدنيين، وهو ما أكد وقتها المسؤولون المصريون في اللجنة صعوبة حدوثه، نظراً إلى الإجراءات الأمنية الصارمة التي يجري تنفيذها داخل العاصمة، لمنع دخول أي عناصر أو موادّ متفجرة.

ورجحت المصادر، أن تكون محاولة الجانب المصري التعتيم على حقيقة تفجير معهد الأورام، في بادئ الأمر، وحالة التخبط التي عاشها الإعلام المحلي، عائدتين لعدم رغبة القاهرة في ذكر السبب الرئيسي الذي يؤكد صحة التحذيرات البريطانية التي تلقتها مصر في وقت سابق، ولم تتعامل معها على ما يبدو بقدرٍ كافٍ من الاهتمام، على حد تعبير المصادر.

من جهة أخرى، ذكرت مصادر أمنية خاصة لـ"العربي الجديد"، أن الرئيس المصري تلقى تقريراً وافياً بشأن "العمل الإرهابي"، تضمن معلومات بشأن خطّ سير دخول المتفجرات إلى قلب القاهرة، لافتة إلى أن عدداً من التغييرات ستطاول قيادات كبيرة مسؤولة في جهاز الأمن الوطني، بسبب ما وصفته المصادر بـ"القصور المعلوماتي الواضح". وأوضحت المصادر أن جهازاً أمنياً مصرياً رفيع المستوى يجري تحقيقات بشأن العملية بالكامل والتعامل معها، لافتةً إلى وقوع أخطاء فادحة في التعامل مع السيارة المفخخة في اللحظات الأخيرة.

وكشفت المصادر أنه تمّ رصد معلومات بشأن تحرك عناصر يشتبه في قيامها بأعمال عدائية، وتم تعميم مواصفات سيارة مختطفة وتشديد الإجراءات والأقوال الأمنية في منطقة وسط البلد ومربع السفارات بمنطقة "غاردن سيتي"، وهو ربما ما لاحظه مخططو العمل التفجيري. وبحسب المصادر، فإن السيارة كانت تقوم فقط بنقل المتفجرات لمكان آخر بهدف تجهيزها، ولم تكن تنوي القيام بأي عملية في ذلك اليوم، لكن بعدما لاحظ المخططون زيادة الإجراءات الأمنية بخلاف المعتاد في تلك المنطقة، اضطروا إلى تغيير وجهتهم، في محاولة للهرب، قبل أن يفاجأوا بموكب العروس، الذي اصطدمت إحدى سياراته بالسيارة التي كانت تحمل المتفجرات أمام معهد الأورام.

وشهد قلب العاصمة المصرية القاهرة، مساء الأحد الماضي تفجيراً شديداً، راح ضحيته 20 قتيلاً، وأصيب العشرات، بعدما انفجرت سيارة مبلّغٌ بسرقتها من محافظة المنوفية، كانت تحمل موادّ متفجرة، أمام معهد الأورام التابع لجامعة القاهرة، إذ أكدت وزارة الداخلية المصرية بعد أكثر من 16 ساعة طبيعة الانفجار الضخم الذي هزّ العاصمة، وبعدما سرّبت أكثر من رواية حوله لم يقتنع بها المصريون، كان من بينها حصول تصادم بين عدد من السيارات، وكذلك انفجار خط للغاز الطبيعي بالمنطقة، وهي روايات تم نفي جميعها.

دلالات

ذات صلة

الصورة
مئات يترقبون انتشال المساعدات على شاطئ بحر غزة (محمد الحجار)

مجتمع

يواصل الفلسطينيون في قطاع غزة ملاحقة المساعدات القليلة التي تصل إلى القطاع، وبعد أن كانوا يلاحقون الشاحنات، أصبحوا أيضاً يترقبون ما يصل عبر الإنزال الجوي.
الصورة

سياسة

نقلت وكالة "رويترز"، اليوم الجمعة، عن أربعة مصادر أن مصر بدأت تمهيد منطقة على الحدود مع قطاع غزة يمكن استخدامها لإيواء لاجئين فلسطينيين.
الصورة

منوعات

شهدت كلمة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، موجة من السخط والدهشة، بعدما قارن حالة المصريين في ظل التردي الاقتصادي بحالة أهالي قطاع غزة.
الصورة

سياسة

كشف تحقيق لصحيفة "ذا غارديان"، الاثنين، عن أن الفلسطينيين اليائسين لمغادرة قطاع غزة يدفعون رشاوى لسماسرة تصل إلى 10 آلاف دولار، لمساعدتهم على مغادرة القطاع.