اشتباكات بالعاصمة طرابلس تمهيداً لعودة حكومة المؤتمر الوطني للواجهة

اشتباكات بالعاصمة طرابلس تمهيداً لعودة حكومة المؤتمر الوطني للواجهة

14 ديسمبر 2017
احتمال اندلاع مواجهات لفرض السيطرة بطرابلس (عبدالله دومة/فرانس برس)
+ الخط -
شهدت العاصمة الليبية طرابلس، مساء أمس الأربعاء، اشتباكات مسلحة بين كتيبة مسلحة موالية لحكومة الإنقاذ التابعة للمؤتمر الوطني العام، وقوة الردع الخاصة التابعة لحكومة الوفاق، حول قاعدة امعيتيقة بطرابلس.

وذكر مصدر أمني بمديرية أمن طرابلس، لــ"العربي الجديد"، أن الكتيبة الموالية لحكومة الإنقاذ، والتي يقودها بشير خلف الله، والتي تتمركز في تاجوراء، الضاحية الشرقية لطرابلس، سيطرت قبل أيام على مقر تابع للأمن الخارجي بالقرب من قاعدة امعيتيقة، وحاولت أمس التقدم نحو القاعدة التي تسيطر عليها قوة الردع الخاصة قبل أن تنسحب منها وتفشل في اقتحامها.

وكشف المسؤول الأمني عن أن سبب هذه الاشتباكات محاولات لتعزيز نفوذ حكومة الإنقاذ في طرابلس، تمهيدا لعودتها إلى العاصمة بعد 17 من ديسمبر/ كانون الأول الجاري.

وقال المصدر إن "العدّة تعد حاليا بين مؤيدي حكومة الإنقاذ وقادتها للعودة للمشهد السياسي بعد يوم 17 ديسمبر/ كانون الأول، على اعتبار أن حكومة الإنقاذ والمؤتمر أفسحوا المجال للاتفاق السياسي وحكومة الوفاق، تنفيذا لرغبة المجتمع الدولي، وقد فشلت، لتؤول الشرعية لحكومة الإنقاذ والمؤتمر لشغل الفراغ السياسي بعد انتهاء مدة الاتفاق المرتقبة".

وأكد المصدر أن اتصالات حثيثة تجريها حكومة الإنقاذ حاليا مع العديد من المجموعات المسلحة في طرابلس والمدن المجاورة لها انطلاقا من مصراته، المعقل الحالي للحكومة، تمهيدا للعودة للمشهد.

وأبرز أن مجموعات مسلحة بطرابلس موالية لحكومة الإنقاذ لا تزال تسيطر على مواقع هامة، خاصة في تاجوراء وجنزور، الضاحيتين الشرقية والغربية للعاصمة، بالإضافة إلى وجود مسلح كبير في مدينة ترهونة، الواقعة جنوب شرق العاصمة.

وبالاتجاه لمصراته، أفاد مصدر عسكري مطلع بأن هناك تحضيرات كبيرة لهذا الحدث، لكنه استبعد، في حديث لــ"العربي الجديد"، دخول العاصمة في قتال جديد بين الحكومتين، مرجحا أن تتمكن حكومة الإنقاذ من الحصول على اعتراف مجموعات مسلحة داخلها وتأييدها، وفرض نفسها مجددا في المشهد كعامل مهم في أي تسوية قادمة.

وأكد أن قطاعا كبيرا في مدينة مصراته يعارض عودة حكومة المؤتمر الوطني، في إشارة إلى انقسام الرأي العام بالمدينة حيال الحكومة التي يقودها خليفة الغويل، الذي لا يزال يتخذ من فندق بالمدينة مقرا لحكومته يزوال منه أعماله.

وتشكلت حكومة الإنقاذ بقرار من المؤتمر الوطني العام إثر عودته للمشهد في النصف الثاني من عام 2014، حيث كلفت عمر الحاسي بتشكيلها في سبتمبر/ أيلول من العام ذاته، قبل أن يقال من منصبه ويتم تعيين خليفة الغويل بدلا عنه.

وإثر إعلان أكبر المجموعات المسلحة في العاصمة ولاءها لحكومة الوفاق، دخلت الأخيرة في قتال شرس على مدى أشهر مع قوات حكومة الإنقاذ، التي يقودها صلاح بادي، القائد البارز في عملية فجر ليبيا، ولتتمكن من إخراجها من مقارها الحكومية في مجمع ريكسوس الحكومي نهاية مارس/ آذار الماضي، وتتمركز قوات الإنقاذ في مناطق مجاورة لطرابلس، وفي مصراته تحديدا.

وحصل تذبذب في موقف حكومة الإنقاذ والمؤتمر من الاتفاق السياسي. فبعد معارضة معلنة لحكومة الإنقاذ والاتفاق السياسي لمدة أشهر، أعلن الغويل موافقته على تسليم الحكم لحكومة الوفاق في يونيو/ حزيران من العام الماضي، لكنه ما لبث أن عاد لموقفه الرافض للاتفاق السياسي. 

وبعد تمكن حكومة الوفاق من دخول طرابلس، أصر الغويل على مزاولة حكومته لأعمالها من مقار حكومة الوفاق، ما تسبب في تنفيذ عملية اقتحام للمقرات وسط العاصمة، فاضطر للخروج نهائيا منها، لكنه واصل عدم اعترافه بالاتفاق السياسي ومخرجاته.