تونس تحبط مخططات "إرهابية" لاستهداف أمنيين خلال رمضان

تونس تحبط مخططات "إرهابية" لاستهداف عسكريين وأمنيين خلال رمضان

11 مايو 2020
مصادرة معدات لصناعة الألغام والمتفجرات (فتحي بلعيد/فرانس برس)
+ الخط -
أحبطت وزارتا الدفاع والداخلية في تونس "عدداً من المخططات الإرهابية" التي كانت تستهدف أمنيين وعسكريين خلال شهر رمضان. وتمكنت الوحدات العسكرية، أمس الأحد، من العثور في مرتفعات القصرين على مخبأ يحتوي على أسلاك كهربائية ومعدات لصناعة الألغام والمتفجرات.

وأوضح المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الرائد محمد زكري، في تصريح لـ"العربي الجديد"، اليوم الاثنين، أن "الوحدات العسكرية في مرتفعات القصرين رصدت تحركات مشبوهة، وبعد تمشيط وتفتيش المنطقة تم العثور على مخبأ وإحباط مخطط لتحضير عملية إرهابية كانت ستستهدف عسكريين وأمنيين".

ولفت زكري إلى أنه "بتمشيط المكان وتفتيشه، تم العثور على قارورة غاز وحاشدات وأسلاك كهربائية وقطع حديدية وكمية من مادة الأمونيتر تقدر بنحو 20 كيلوغراما، وتوابع مخصصة لصناعة الألغام والعبوات الناسفة".

وبيّن أن "تشكيلة من الهندسة العسكرية تعاملت مع المحجوزات على عين المكان، وأذنت النيابة العسكرية بتسليم المحجوز إلى المصلحة الجهوية".

وحول إن كان قد تم القبض على "عناصر إرهابية"، رد زكري أنه "عند رصد أي تحركات مريبة يتم تفتيش المكان وتمشيطه، ولكنه، باستثناء المواد المحجوزة مساء أمس، لم يعثر على إرهابيين بالمخبأ المذكور"، موضحاً أن "العملية شبيهة بعملية 7 إبريل/الماضي حيث رصدت الوحدات العسكرية تحركات مشبوهة بمرتفعات ولاية القصرين، وأحبطت مخططات التحضير لعمل إرهابي كان سيستهدف العسكريين والأمنيين العاملين بالمنطقة، وأنه بتمشيط المكان تم العثور على مخبأ يحتوي على مواد أولية لصناعة المتفجرات، متمثلة أساساً في قذيفة قديمة من مخلفات الحرب وحاشدات وأسلاك كهربائية وقطع حديدية صغيرة، وهي توابع كانت مخصّصة لصناعة الألغام والعبوات الناسفة، تعاملت معها تشكيلة الهندسة العسكرية وفجرتها على عين المكان".

وفي إطار رصد التحركات والأنشطة المشبوهة والتصدي لمخططات إرهابية محتملة وإحباطها في طورها التحضيري، أمكن للإدارة المركزية لمكافحة الإرهاب، بالتنسيق مع الوحدة الوطنية للأبحاث في جرائم الإرهاب، "تفكيك خلية إرهابية ناشطة عبر الفضاء الافتراضي بجهة صفاقس، والكشف عن عناصرها التي سعت إلى التحريض على محاربة النظام القائم والعمل على إسقاطه، وتجييش عناصره التكفيرية لاستغلال الظرف الراهن، المتعلق بانشغال مؤسسات الدولة في مجابهة فيروس كورونا، للخروج للشارع وإحداث حالة من الفوضى والهلع"، بحسب بلاغ لوزارة الداخلية.

وأضاف أنه تم الكشف عن مسلح يقطن بمنطقة القيروان بايع تنظيم "داعش" الإرهابي، وهو ناشط سخّر مؤهلاته العلمية، لتحضير عبوات ناسفة كان يعتزم استغلالها في القيام بعمليات إرهابية بتونس، وقد تم حجز مواد مكونة للعبوات الناسفة وقطع إلكترونية لتطويرها والتحكم فيها عن بعد.

ولفت البيان إلى أنه تم أيضاً "إيقاف عنصر بجهة منوبة (غير معروف أمنياً)، لفت الانتباه بنشاطه المشبوه بالفضاء الافتراضي من خلال الإبحار في مواقع تابعة للتنظيمات الإرهابية، واطلاعه على إصدارات ووثائق رقمية لشرح كيفية صناعة الأسلحة النارية والخراطيش والعبوات الناسفة"، كاشفاً عن نيته السعيَ إلى "تحضيرها وإعدادها ثم عرضها عبر المواقع الإلكترونية المشفرة لبيعها لغايات ربحية، وقد تم إصدار بطاقات إيداع بالسجن في شأنهما".

ويرى الخبير الأمني فيصل الشريف، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "المجموعات الإرهابية تحاول، من خلال مختلف المواد التي تجمعها، استغلالها كسلاح لشن هجمات في الوقت المناسب، سواء باستعمال وسائل تقليدية أو غير تقليدية، وهو ما يفسر العثور على قارورة غاز لأنها قد تستغل للتفجير، وأسلاك ومواد حديدية"، موضحاً أن "مادة الامونيتر، التي تستعمل في النشاط الفلاحي والمراقبة من قبل وزارة الفلاحة، يسهل الحصول عليها واقتناؤها وتستغل لصناعة الألغام والمتفجرات".

ويبين الشريف أن "العناصر الإرهابية عادة ما تحاول استغلال شهر رمضان لإثبات وجودها والقيام بعمليات نوعية كتلك التي قامت بها منذ عدة سنوات، ولكنها تغيرت واختلفت تماماً عن السنوات السابقة، نظراً للحرب على كورونا والوضع الوبائي، وبالتالي، وعكس ما يعتقده الإرهابيون، فإن تحركاتهم أصبحت أصعب ويمكن تقصي مخططاتهم، وهناك عديد العناصر التي تم القبض عليها وهي حالياً موقوفة على ذمة القطب القضائي لمكافحة الإرهاب، ما يعني توفر معلومات ومعطيات عن مخططات يتم التحضير لها".

المساهمون