قوات المعارضة السورية تقترب من فك حصار القلمون

قوات المعارضة السورية تقترب من فك حصار القلمون

01 ابريل 2017
المعارضة السورية تسعى لربط مناطق سيطرتها بالقلمون والبادية(محمود طه/AFP)
+ الخط -
سيطرت قوات المعارضة السورية، ظهر اليوم السبت، على طريق "أبو الشامات"، في ريف دمشق الشرقي، إضافة إلى موقعين لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، خلال معارك أسفرت عن مقتل وجرح العشرات من عناصر التنظيم.

وقال مسؤول المكتب العسكري في "جيش أسود الشرقية"، "أبو الوليد"، لـ"العربي الجديد"، إن معارك عنيفة جدًّا تدور في المنطقة، وتستهدف السيطرة على منطقة المحسا، آخر معاقل التنظيم في تلك المنطقة، والتي يعني سقوطها فك الحصار عن منطقة القلمون الشرقي، مشيرًا إلى أن مقاتلي المعارضة "اغتنموا أسلحة وآليات عسكرية" خلال معارك اليوم.

وأكد أبو الوليد أن المعارك لا تزال مستمرة في المنطقة، مشيرًا إلى أن معنويات المقاتلين عالية جدًّا، متوقعًا حسم المعركة قريبًا جدًّا إذا اشتركت جميع الفصائل في القتال، لكنه اشتكى من "تخاذل بعض الفصائل"، حيث لا يشارك في معارك اليوم سوى "جيش أسود الشرقية"، و"لواء شهداء القريتين"، ما يجعل المعركة صعبة جدًّا حسب تعبيره.

وتأتي هذه التطورات في إطار معركتي "سرجنا الجياد لتطهير الحماد"، و"صد البغاة" اللتين تخوضهما فصائل عدة من المعارضة ضد تنظيم "داعش"، وأسفرتا حتى الآن عن طرد التنظيم من ريفي دمشق والسويداء، وتتركز المعارك حاليًّا على الحدود مع ريف حمص الجنوبي، بهدف فتح الطريق بين القلمون الشرقي والبادية السورية.

وفي إطار هذه المعارك، التي تدور على مساحات واسعة في مناطق صحراوية مكشوفة على امتداد أكثر من 130 كلم من الحدود السورية مع الأردن والعراق شرقًا، إلى القلمون غربًا، تمكنت قوات المعارضة في الأيام الأخيرة من السيطرة على تل دكوة في منطقة القلمون، حيث انسحب تنظيم "داعش" من التلة ومحيطها بعد تكبده خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد.

وباستعادة تل دكوة، أصبح فك حصار القلمون الشرقي هدفًا يمكن بلوغه، إذ لم يبق بيد التنظيم سوى استراحة السخنة وجبال المنقورة والعبدة والمحسا، وهي تفصل مناطق سيطرة المعارضة في البادية السورية ومناطق سيطرتها في القلمون بمسافة لا تتجاوز 18 كلم.

وإذا تمت السيطرة على هذه النقاط، فإن الحصار المفروض على القلمون الشرقي، منذ أكثر من عامين، من جانب تنظيم "داعش"، وقوات النظام السوري يكون قد انتهى.

وكان مقاتلو المعارضة سيطروا، قبل ذلك، على أهم نقاط التنظيم في منطقة البادية، وهي بئر القصب، بريف السويداء، كما سيطروا أيضًا على منطقة شنوان وبئر العورة وبئر القنيات ورجم الدولة ومنطقة الأصفر ومدرسة الرحيل. وتعتبر منطقة "بئر القصب" الاستراتيجية، التابعة إداريًا لريف دمشق، مدخلًا رئيسيًّا إلى القلمون الشرقي.




وعلى صعيد آخر، أغارت طائرات التحالف الدولي على مدينة الرقة وريفها، اليوم، ما أدى إلى مقتل وإصابة العديد من المدنيين، فيما تقترب مليشيات "قوات سورية الديمقراطية"، المدعومة من طيران التحالف، من إطباق حصارها على مدينة الطبقة، الواقعة على بعد 50 كلم غرب الرقة.

ونقلت وكالة "سمارت" عن مصادر محلية قولها إن الطائرات استهدفت مبنى سكنيًّا في حي الفردوس بمدينة الرقة، ما أسفر عن مقتل خمسة مدنيين بينهم امرأة وطفلها وجرح أربعة آخرين، كما قتل مدني بقصف مماثل على قرية المنصورة الواقعة على بعد 30 كم غرب مدينة الرقة.

كما شنت طائرات التحالف غارات على مدينة الطبقة، قرب المجمع التجاري في السوق، وقرب مدرسة محمد الفارس في الحي الثاني، فيما استهدفت طائرات حربية، يرجح أنها للتحالف أيضًا، سيارة لنقل النفط تابعة لتنظيم "داعش" في قرية رطلة جنوب الرقة، ما أسفر عن احتراق السائق ومعاونه.

وقتل عشرات المدنيين في الأيام الأخيرة جراء غارات لطائرات التحالف على الرقة والمناطق الشرقية في سورية، وهي غارات أقرّ التحالف ببعضها، واعتبر أنها وقعت عن طريق الخطأ.

من جانبها، قصفت مليشيات "قسد" مزرعة القادسية وحمرة بويتية شرق مدينة الرقة، فيما استهدفت المدفعية الفرنسية التابعة للتحالف والمتمركزة في قرية جعبر، مدينة الطبقة، تزامنًا مع محاولات "قسد" التقدم باتجاه مزرعة الصفصاف وسطاني وتحتاني لمحاصرة المدينة، لكن عناصر تنظيم الدولة فجروا سيارة للقوات المهاجمة ما أدى إلى مقتل ستة من عناصرها بحسب إذاعة "البيان" التابعة للتنظيم .

وأعلنت قوات (قسد) أنها وصلة الى أطراف قرية الصفصافة شرق مدينة الطبقة، وتحاول السيطرة عليها في خطوة لإطباق الحصار على المدينة بشكل كامل. وقالت إن اشتباكات عنيفة تدور بين مقاتلي "غضب الفرات" وعناصر التنظيم على أطراف قرية الصفصافة الواقعة على مسافة ستة كيلومترات شرق الطبقة.

وقالت صفحة "حملة تحرير الرقة" إن قوات (قسد) صدّت هجومًا لتنظيم "داعش" على قرية المشيرفة من أربعة محاور شمال غربي الطبقة. وحققت تلك القوات "خلال أسبوع تقدمًا كبيرًا في محيط الطبقة، وباتت على حدود سد الفرات من الجهة الشمالية للمدينة".

من جهة أخرى، سيطرت قوات النظام والمليشيات المساندة لها على ناحية المهدوم بريف حلب الشرقي، الواقعة غرب مطار "الجراح" العسكري، بعد انسحاب "داعش" منها دون اشتباكات. ويأتي ذلك بعد يومين من سيطرة قوات النظام، بدعم جوي روسي، على مدينة دير حافر، وأجزاء واسعة في محيط مطار الجراح العسكري، تزامنًا مع خسارة التنظيم أجزاء من طريق حلب-الرقة الدولي، لصالح "قوات سورية الديموقراطية".

إلى ذلك، قتل عدد من عناصر قوات النظام جراء تفجيرين لـ"داعش" استهدفا موقعين لهم بريف حمص الشرقي. وقالت مصادر محلية إن سيارة مفخخة انفجرت عند حاجز لقوات النظام عند مفرق الزقاريط على طريق الفرقلس-التياس، ما أدى لمقتل معظم عناصره وتدمير عدد من الآليات.

كما نفذ عناصر التنظيم "عملية انغماسية"، إذ فجر أحدهم نفسه عند نقطة العمود، ما أدى لمقتل تسعة عناصر للنظام، والاستيلاء على أسلحة ثقيلة ومتوسطة، وتدمير ثلاث دبابات.