إسرائيل تدرس إلغاء المقاطعة الرسمية لأحزاب اليمين المتطرف الأوروبية

ذكرت صحيفة "ميكور ريشون" اليمينة في إسرائيل، أن "خلافات عميقة تدور في وزارة الخارجية الإسرائيلية بشأن الموقف الرسمي المعلن من عدد من أحزاب اليمين المتطرفة في أوروبا"، وفي مقدمتها حزب "الحرية" في النمسا، و"الجبهة الوطنية" بقيادة مارين لوبان في فرنسا، وحزب "الحرية" في هولندا، و"يوكيب" في بريطانيا، وحزب "ألترنتيفا" في ألمانيا.

وبحسب الموقع، فإنّ "المسؤول السابق في جهاز الموساد، والوزير السابق في الحكومة الإسرائيلية، رافي إيتان، وجّه رسالة خاصة للرئيس الإسرائيلي، طالب فيها برفع الحظر عن حزب الحرية النمساوي، وزعيمه يوهانتس شطراخا"، مبيّناً أن الأخير يعتمد في السنوات الأخيرة مواقف مؤيدة لإسرائيل، وقد ساهم في اتخاذ قرارات مناصرة لها في المؤسسات الأوروبية، عدا عن أنه تمكّن من "طرد معادي السامية، ممن كانوا في عهد رئيس الحزب السابق يورغ هايدر".

كما أشار إلى أن موضوع المقاطعة الرسمية، ورغم وجود اتصالات بين أحزاب اليمين الإسرائيلي، لا سيما "الليكود"، مع أحزاب اليمين المتطرف في أوروبا، يشكّل نقطة خلاف عميقة داخل جهاز وزارة الخارجية، إذ يطالب بعض المسؤولين برفع هذه المقاطعة الرسمية، خاصة على ضوء احتمالات فوز بعض هذه الأحزاب الأوروبية في الانتخابات النيابية والرئاسية.

ولفت الموقع أيضاً، إلى أن موضوع رفع المقاطعة المفروضة على رئيس حزب الحرية النمساوي، يوهانتس شطراخا، مطروح على طاولة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وبانتظار قرار نهائي منه، ولا سيما أن شطراخا يعتبر مرشحاً صاحب حظوظ كبيرة في تولي منصب المستشار القادم للنمسا.

وقد وجّه شطراخا أخيراً رسالة رسمية لنتنياهو، لمناسبة اليوم العالمي لذكرى الهولوكوست (المحرقة النازية)، جاء فيها "في مثل هذا اليوم، أحني أنا ورفاقي رؤوسنا لذكرى 6 ملايين يهودي قتلوا على أيدي النازيين في الهولوكوست، وهي الجريمة الأفظع ضد الإنسانية في التاريخ البشري".

ويبدو أن هذه الرسالة تندرج أيضاً في سياق محاولات شطراخا لتعزيز فرص فوزه في الانتخابات لمنصب مستشار النمسا، وهو يلقى، بحسب الصحيفة، تأييد قسم كبير من الجاليات اليهودية في النمسا. ولا يستبعد أن تكون رسالته هذه أتت بناء على نصائح مسؤولين في الجاليات لتفادي معارضة يهودية داخلية، أو موقف إسرائيلي رسمي معارض له.

وبحسب الصحيفة الإسرائيلية، فإن نتنياهو يحتفظ بموقف مزدوج من شطراخا، فهو يمتنع عن رفع الحظر الإسرائيلي الرسمي عن التعامل مع حزب "الحرية" النمساوي، لكنه يسمح في الوقت نفسه، لوزراء وأعضاء كنيست من "الليكود" بالاتصال به.