روسيا تهرّب السلاح إلى سورية والعراق بتزوير أوراق الشحن

روسيا تهرّب السلاح إلى سورية والعراق وفيتنام عبر تزوير أوراق الشحن

06 نوفمبر 2018
تعبر السفن الروسية المياه الدنماركية(Getty)
+ الخط -
كشف النقاب، اليوم الثلاثاء، في كوبنهاغن، عن تحايل روسي متعمّد لتهريب شحنات سلاح روسي نحو دول مثل سورية والعراق وفيتنام، في المياه الدنماركية وبحر الشمال، عبر تزوير أوراقها والادّعاء بأنّها تحمل شحنات مدنية، بما يخالف القوانين الدولية. 

ففي آخر مرور عبر المياه الدنماركية، تكشف صحيفة "إنفارماسيون" اليوم، أنه "صباح أمس الإثنين، كانت السفينة الروسية سبارتا الثالثة تعبر تحت جسر الحزام الكبير (الواصل بين جهتي الدنمارك الشرقية والغربية) قادمة من سانت بطرسبرغ، مدعية أنها تحمل شحنات عادية".

ووفقاً لما تكشف الصحيفة، فإن "سفينة سبارتا 3، وبعدما عبرت سكاين (سكاجين) في أقصى شمال البلد نحو بحر الشمال، أظهرت في أنظمتها أنها تنقل بضائع خطيرة من التصنيف الأعلى  Cargo Hazard A Major، وبعد أميال عدة، بدأت تعلن عن وجهتها الحقيقية نحو ميناء هايفونغ في فيتنام".

أهمية الكشف الدنماركي عن طريقة تصرف البواخر الروسية في المياه الإقليمية، هي أنها ليست المرة الأولى التي تعبر فيها هذه البواخر التي تنقل شحنات سلاح لوزارة الدفاع الروسية، وتحديداً من شركة الأسلحة الروسية المملوكة للدولة، "أوبورونلوجيستيكا".

ووفقاً لما تكشف الصحيفة، بناء على معلومات خاصة بها من البحرية الدنماركية، فإن "سبارتا تقوم منذ سنوات برحلات منتظمة لنقل السلاح من الميناء الروسي نوفوروسيسك إلى سورية دون الإفصاح عن الشحنات الحقيقية، وبمخالفةٍ صريحة للقوانين التي تنظم عبور البحار بحمل شحنات خطرة دون إبلاغ سلطات الدول التي تمر فيها عما تحمله".

وتنقل الصحيفة عن "المركز الدنماركي للعمليات العسكرية" أن "سبارتا" قامت بالإفصاح عن أنها تحمل شحنات مدنية نحو فيتنام، لأنهم يعرفون بأن بواخرهم تحت مراقبة حلف شمال الأطلسي حين يمرون في مياه دول الحلف. وتؤكد مصادر الصحيفة الدنماركية أن البواخر الروسية التي تقوم بنقل السلاح والذخائر الخطيرة "تقوم بإطفاء نظام التعريف التلقائي AIS لإخفاء ما تحمله، وهو ما يعد انتهاكاً صريحاً لأنظمة البحار، ويشكل خطورة على مسارات الشحن وعلى الدول التي تمر من خلالها". ويعتبر ذلك النظام الآلي مرادفاً للتعريف الراداري، وهو ملزم به للبواخر الكبيرة للتعريف عن السرعة والوجهة الأخيرة والشحنات بشكل مرئي حتى  لبقية البواخر.

ووفقاً لما تنقل صحيفة "إنفارماسيون" عن كبير الباحثين من مركز "سيبري" لبحوث السلام في استوكهولم في مجال استخدام السلاح، سيمون فيزمان، فإن "هذه تعتبر مشكلة خطيرة جداً بمرور بواخر روسيا في مياه الدول من خلال تزوير المعلومات عما تحمله، فالسلطات يجب أن تعرف ما تشحنه تلك البواخر، وأيضاً لاتخاذ احتياطات في حال حصول حادث أو انفجارات". وتفصح الصحيفة بالاستناد إلى معطيات مسرّبة من مصادرها أنها "طريقة متبعة من الروس بتزوير نظام التعريف الآلي وتغطية نقل السلاح والذخيرة بغطاء شحنات مدنية".

ووفقاً لما يقول أستاذ القانون الدولي في أكاديمية الدفاع الاستراتيجي، يورغن ستاون، فإن الدنمارك تستطيع رفع دعوى دولية ضد روسيا لتزويرها معلومات عن نقل السلاح الخطير عبر مياهها، "ويمكن لوزارة الخارجية تقديم احتجاج رسمي أمام موسكو". ويرى هذا الخبير في القانون الدولي أنه "في نهاية المطاف يحق للسلطات الدنماركية اتخاذ قرار وقف البواخر والصعود على متنها لتفتيشها".

وهذه ليست المرة الأولى التي تقوم روسيا بنقل عتاد عسكري دون إعلام السلطات الغربية التي تمر عبر مياهها. ففي وقت سابق من العام الحالي، كشف النقاب عن قيام بواخر نقل روسية بتغيير معلومات الشحنات من مدنية إلى عسكرية، بعدما عبرت القناة الإنكليزية بمعلومات مزورة عن أنها شحنة مدنية، ليتبين أنها دبابات يجري نقلها إلى العراق من ميناء سانت بطرسبرغ.

ويعتبر فيسمان من معهد "سيبري" أن هذه الطريقة هي التي تنتهجها موسكو في تصدير السلاح من ميناء سانت بطرسبرغ، باعتباره الميناء الأهم لنقل السلاح بحراً، بعد نقله براً، عبر الأراضي الروسية، "وخصوصاً أننا نتحدث عن عمليات نقل خطير للذخائر لكل أنواع السلاح والمتفجرات والعتاد العسكري من مختلف الأنواع". وتكشف الصحيفة عن أنه "منذ شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2017، جرى نقل شحنات ومتفجرات خطيرة عبر 500 رحلة بحرية من موانئ مثل بطرسبرغ وأوست لوجا وفلاديفوستوك، وكل تلك الشحنات جرى تزوير معلوماتها باعتبارها شحنات مدنية وبإطفاء نظام التعريف الآلي".  

ومن "مركز عمليات الدفاع الدنماركية"، يقول كيم بيترسن إن "السلطات الدنماركية كانت تتعامل بثقة مع ما يفصح عنه الروس في بواخر الشحن، وكان يصعب أن تراقب حقيقة ما يشحنون عبر مياهنا، لكن يبدو أن علينا التحوط والانتباه أكثر من الآن فصاعداً".

تزايدت عمليات نقل السلاح والذخائر من روسيا إلى دول أخرى، في المنطقة العربية وآسيا، خلال السنوات الأخيرة، بعدما وقعت موسكو عقود بيع سلاح لعدد من الدول، إضافة إلى استخدام المياه الأوروبية لنقل العتاد العسكري والذخائر إلى سورية، حيث تورطت بتدخلها هناك منذ أكثر من ثلاث سنوات، "وكل عمليات نقل وتصدير السلاح تتم من خلال شخصية قريبة من الكرملين هو ديمتري شويغيف"، بحسب الصحيفة.​