​خامنئي يصعّد ضد واشنطن... وروحاني يعلن استعداداً مشروطاً للتفاوض

​خامنئي يصعّد ضد واشنطن... وروحاني يعلن استعداداً مشروطاً للتفاوض

طهران

العربي الجديد

العربي الجديد
01 يناير 2020
+ الخط -
أعلن المرشد الإيراني علي خامنئي، اليوم الأربعاء، في أول تعليق له على الأحداث الأخيرة في العراق، أن بلاده "تدين بشدة الهجمات الأميركية على الحشد الشعبي"، مهددا بـ"ضرب أي طرف يهدد المصالح" الإيرانية. فيما أكد الرئيس الإيراني، حسن روحاني، أن طهران مستعدة للتفاوض مع واشنطن بشرط أن تعود الأخيرة عن "المؤامرة وطريقها الخاطئ".

وعن تطورات الأوضاع في العراق، قال خامنئي، في لقاء مع الممرضين في طهران: "إنني والحكومة والشعب الإيراني ندين بشدة" الهجمات الأميركية على مقرات "الحشد الشعبي" في العراق، التي وصفها بأنها "خباثة".

واعتبر خامنئي أن واشنطن من خلال هذه الضربات "تنتقم من الحشد الشعبي، لأنه قضى على "داعش" الذي صنعوه".

ورد المرشد الإيراني على تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالرد على طهران بعد اتهامها بتنظيم احتجاجات أمام السفارة الأميركية في بغداد واقتحامها، قائلا إن ترامب "بعد أن سادت بغداد والعراق أجواء ضد أميركا، يغرد ويقول نحن نرى أن إيران وراء ذلك، وسنرد عليها"، إلا أنه خاطب الرئيس الأميركي بالقول: "أولا خسئتم، وثانيا كونوا منطقيين، وأنتم لستم هكذا".

وعزا خامنئي الاحتجاجات ضد الولايات المتحدة في بغداد واقتحام سفارتها إلى "كراهية شعوب المنطقة لأميركا"، قائلا: "إنكم ارتكبتم جرائم في العراق وأفغانستان وقتلتم الناس".

وأكد أن "زيارات المسؤولين الأميركيين لبعض دول المنطقة من دون إذنها، والذهاب إلى مواقعهم العسكرية، من التصرفات المهينة لهذه الدول وشعوبها، وتوفر أسباب الكراهية"، نافيا دور بلاده في تنظيم اقتحام السفارة الأميركية، من خلال القول إن "الجمهورية الإسلامية إذا ما قررت مواجهة أي دولة ومعارضتها فإنها تقوم بذلك علناً".

وصعّد خامنئي في مواجهة التهديدات الأميركية، مهددا بـ"مواجهة وضرب أي طرف يهدد مصالح وشوكة إيران"، مشيرا إلى "أننا نصون مصالح ومنافع أمتنا وبلدنا، وملتزمون بعزّتهما".

من جهته، أكد الرئيس الإيراني، في كلمة له بمحافظة أردبيل شمالي غرب البلاد، أن طهران "تتعرض لمؤامرة بهدف كسر شوكتها وإخضاعها وإجبارها على الاستسلام"، مشيرا إلى أن "الشعب الإيراني لن يسمح بذلك، وعلى الأعداء العودة عن المؤامرة والطريق الخاطئ الذي بدأوه".



وعن احتمال التفاوض مع واشنطن، قال روحاني: "إنهم (الأميركيين) يعلنون استعدادهم للتفاوض، ونحن أيضا نقول إننا مستعدون وأهلا وسهلا، لكن شريطة أن تعودوا إلى النقطة الأولى، وتلتزموا بتعهدات أنهيتموها"، في إشارة إلى العودة إلى الاتفاق النووي، الذي انسحبت واشنطن منه في مايو/أيار 2018، وإثره فرضت عقوبات شاملة على طهران.

وطرح روحاني شرطا آخر وهو اعتراف الأميركيين بـ"أن الطريق الذي سلكوه كان خاطئا"، لكنه قال، في الوقت نفسه: "إذا رفضتم قول ذلك على اللسان، فأثبتوا من خلال العمل أنكم أخطأتم".

وفي السياق، أشار روحاني إلى أنه بعد تحقيق هذه الشروط "نحن مستعدون لأن نتحاور معكم ونستمع إليكم، وعليكم أيضا أن تستمعوا لنا".

احتجاج إيراني

في غضون ذلك، استدعت الخارجية الإيرانية القائم بأعمال السفارة السويسرية لدى طهران، راعية المصالح الأميركية فيها، لإبلاغه "احتجاجها الشديد" على التصريحات والاتهامات الأميركية لها بشأن التطورات الأخيرة في العراق، التي وصفت بأنها "تدعو للحرب وتعتبر انتهاكا لميثاق الأمم المتحدة". 

وأعلنت الخارجية الإيرانية، في بيان، أنها طالبت سويسرا بنقل "رسالة" إلى واشنطن أن "العراق دولة مستقلة وشعبه ينشد الحرية والاستقلال"، مشيرة إلى أنها أكدت أن الشعب العراقي "من الطبيعي أن يرد على احتلال أرضه وقتل شبابه بعد قتل الجيش الأميركي 25 عراقيا وإصابة عدد كبير، من دون وجود أدنى دليل على ضلوعهم في الهجمات" على القواعد الأميركية، بحسب البيان. 

وأضاف البيان أن قيام واشنطن بضربات متزامنة في العراق وسورية "يشير إلى أن لها أهدافا أخرى وتبحث عن ذرائع"، داعيا المسؤولين الأميركيين إلى "التخلي عن الإسقاطات وتوجيه اتهامات واهية لإيران". 

وأكدت الخارجية الإيرانية أنها أبلغت القائم بأعمال السفارة السويسرية أن إيران "لا تريد الحرب، لكنها لن تبقى مكتوفة الأيدي أمام أي تهديد وتصرفات حمقاء، وستدافع عن نفسها بكل قوة". 

ذات صلة

الصورة
أبو تقوى السعيدي (إكس)

سياسة

أسفر استهداف طائرة مسيّرة مقراً لفصائل "الحشد الشعبي" يتبع لـ"حركة النجباء"، عن مقتل المسؤول العسكري للحركة مشتاق طالب علي السعيدي المكنى "أبو تقوى".
الصورة

سياسة

توعّد الحرس الثوري الإيراني، اليوم السبت، بـ"إغلاق بقية الممرات" المائية الدولية، إذا واصل الاحتلال الإسرائيلي جرائمه بحق سكان غزة.
الصورة

سياسة

تحلّ ذكرى وفاة مهسا أميني، والتي كانت أجّجت احتجاجات عارمة في إيران قبل عام، فيما لا تزال السلطة تتعامل من منطلق أمني بحت مع الحدث، الذي حرّك جدلية الحجاب الإلزامي.
الصورة
بريكس في اختتام اجتماعاتها في جوهانسبرغ أمس (Getty)

اقتصاد

تواجه مجموعة بريكس عبر توسيع عضويتها مجموعة من التحديات على صعيد التوافق حول القرارات التي تتخذ بالإجماع، ولكنها تجني بعض الفوائد، إذ تزيد هيمتنها على سوق الطاقة العالمي، وتحصل على تمويلات من الفوائض البترولية لبنك التنمية الآسيوي.