مواجهة كورونا تفجّر خلافات بين حكومة نتنياهو وجيش الاحتلال

مواجهة كورونا تفجّر خلافات بين حكومة نتنياهو وجيش الاحتلال

11 ابريل 2020
قطيعة تامة بين نتنياهو وبينت (غالي تيبون/فرانس برس)
+ الخط -
في الوقت الذي تعاظم فيه الخلاف بين المؤسستين السياسية والعسكرية إزاء التعاطي مع فيروس كورونا، توقعت مصادر صحية للاحتلال الإسرائيلي ارتفاعاً كبيراً في عدد الإصابات والوفيات بالفيروس خلال الأسبوع الجاري.
ونقلت قناة التلفزة "13"، ليل أمس الجمعة، عن المصادر قولها إن التوقعات بزيادة عدد الوفيات تعود إلى ارتفاع عدد المرضى الذين يحتاجون إلى أقسام العناية المركزة وأجهزة التنفس الصناعي. ولفتت المصادر إلى أن الأماكن التي يقطن فيها أتباع التيار الديني الحريدي ما زالت تشهد أكبر نسبة من الإصابة بفيروس كورونا، لا سيما القدس، وتل أبيب، وموديعين، وبيت شيمش.
وبحسب معطيات وزارة الصحة، فقد بلغ عدد الإصابات بكورونا في إسرائيل حتى صباح اليوم السبت 10505، في حين بلغ عدد الوفيات 94.
وفي سياق متصل، لفتت قناة التلفزة الرسمية "كان"، ليل أمس الجمعة، الأنظار إلى أن العلاقات بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الأمن نفتالي بينت تشهد قطيعة تامة، بسبب الخلاف بين الجانبين حول طابع التعاطي مع الوباء.
وأشارت القناة إلى أن كلاً من بينت ورئيس هيئة أركان جيش الاحتلال أفيف كوخافي يطالبان نتنياهو بأن يتولى الجيش المسؤولية عن إدارة مواجهة الوباء، لا سيما إجراء اختبارات الكشف عن الفيروس، بسبب عدد الفحوصات القليل جداً الذي تتمكن وزارة الصحة من إجرائه.
ولفتت القناة إلى أن نتنياهو يرفض المس بصلاحيات وزارة الصحة، إلى جانب انتقاده بشكل كبير سلوك بينت الذي لم يتردّد في الإفصاح عن الخلافات التي تنشب بينهما في الجلسات المغلقة، في مقابلاته الإعلامية.
ووصلت الأمور إلى حد قيام نتنياهو بإصدار بيان رسمي ينتقد فيه سلوك بينت، الذي يزعم أنه من دون إجراء عمليات فحص واسعة ومكثفة، فإنه سيتم تعطيل المرافق الاقتصادية إلى أجل بعيد.
ويعود رفض نتنياهو المسّ بصلاحيات وزارة الصحة إلى حرصه على عدم إغضاب وزير الصحة الحاخام موشيه لتسمان، أحد قادة حركة "يهودوت هتوراة" المشاركة في الحكومة، والتي يراهن رئيس الحكومة على تواصل تحالفه معها كمتطلب لضمان بقائه في الحكم.
من ناحيته، انتقد رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق الجنرال غيورا آيلاند بشدة عملية صنع القرار أثناء مواجهة الوباء، مشيراً إلى أن جل الضرر الذي لحق بإسرائيل جراء هذا الوباء يعود إلى عدم حرص صناع القرار على مراعاة كل المصالح "الوطنية".
وفي مقابلة أجراها معه موقع "نيوز 1"، شدد آيلاند على وجوب أن تتعامل إسرائيل مع الوباء كما تتعامل مع حرب شاملة متجندة بكل الأدوات والوسائل. ولفت إلى أن إسرائيل، خلال مواجهتها للوباء، مطالبة بإحداث توازن بين أربعة متطلبات أساسية، وهي: "الأوضاع الصحية للجمهور، الاقتصاد، حقوق المواطن، والعلاقات الدولية والإقليمية للدولة".