الداعية السعودي سفر الحوالي وأبناؤه وشقيقه لا يزالون بالمعتقل

"معتقلي الرأي": سفر الحوالي وأبناؤه وشقيقه لا يزالون رهن الاعتقال التعسفي

24 ديسمبر 2019
الشيخ الحوالي يتعرض للإهمال الطبي (تويتر)
+ الخط -
أكد حساب "معتقلي الرأي" المهتم بالحالة الحقوقية في السعودية، اليوم الثلاثاء، أن الداعية والمفكر الإسلامي سفر الحوالي وأبناءه وشقيقه لا يزالون رهن الاعتقال التعسفي منذ يوليو/تموز 2018، بينما قال عبد الله، نجل الداعية السعودي البارز سلمان العودة، الموقوف منذ 2017، إن السلطات تلاحق ظل والده.

وأشار الحساب الحقوقي، في تغريدة له على "توتير"، إلى أن "الشيخ الحوالي يشكو من أمراض مزمنة ولا يزال يتعرض للإهمال الصحي المتعمد"، مبيناً في الوقت نفسه أن "أبناءه تعرضوا للتعذيب الجسدي".

وأضاف أنه "تم استدعاء زوجة الشيخ وزوجات أبنائه للتحقيق"، مشدداً على أن "هذه جرائم حقوقية كبرى لا يجب السكوت عنها".

واعتقلت السلطات السعودية الحوالي، الذي يعد من أبرز وجوه "تيار الصحوة"، وعدداً من أبنائه، وفق ما أعلنه حساب "معتقلي الرأي"، في 12 يوليو/ تموز العام الماضي، وذلك بعد أيام من نشره كتابه الضخم "المسلمون والحضارة الغربية"، الذي هاجم فيه السلطات السعودية والأسرة الحاكمة وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد.

وقال حساب "معتقلي الرأي" في حينه، إنّه تمت مداهمة منزل الشيخ الحوالي، وتمت تغطية عينيه وتقييده هو وابنه إبراهيم، وترويع الأطفال الموجودين في المنزل، ومصادرة الهواتف المحمولة والأجهزة الإلكترونية.

واعتقل الشيخ الحوالي برفقة أبنائه عبدالله وإبراهيم وعبدالرحمن.

وانتشرت نسخة إلكترونية من كتاب ضخم مكون من 3000 صفحة يحمل عنوان "المسلمون والحضارة الغربية"، من تأليف الحوالي، وهاجم فيه الأسرة الحاكمة التي قال إنّها "تضيع الأموال على مشاريع وهمية"، كما هاجم تقرّب ولي العهد محمد بن سلمان من إسرائيل، ووصف هذا التقارب بـ"الخيانة"، وشدد على ضرورة الابتعاد مما سماه "نهج بن زايد في الإمارات".

يُذكر أنّ الحوالي الذي حصل على شهادة الدكتوراه في الأديان والعقائد، وكان أحد أهم مفكري ما يعرف بـ"الصحوة" في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، وأحد مؤيدي نظرية صراع الحضارات بين العالمين الإسلامي والغربي، وأشد المعادين للوجودَين الأميركي والإسرائيلي في المنطقة، تعرّض للسجن منتصف تسعينيات القرن الماضي، مع عدد كبير من أبناء "تيار الصحوة" بسبب اعتراضهم على دخول القوات الأميركية إلى البلاد، ومطالبتهم بعدد من الإصلاحات السياسية والاقتصادية.

بالتزامن، قال عبد الله، نجل الداعية السعودي البارز سلمان العودة، الموقوف منذ 2017، الثلاثاء، إن السلطات السعودية تلاحق ظل والده في ورقة اختبار شاردة.

جاء ذلك في تغريدة عبر حسابه الموثق بموقع تويتر، غداة قرار وزارة التعليم السعودية فتْح تحقيق في امتحان ناقش سيرة الداعية الإسلامي الموقوف سلمان العودة.

وقال العودة الابن: "والدي حتى وهو في سجنه، ويطالبون فيه بأقسى العقوبات، يعرفون حب الناس له وقيمته. فيزبدون ويرعدون لمجرد ذكر اسمه، فيلاحقون ظله في ورقة اختبار شاردة".

وأوضح عبد الله، أن "القصة هي لمدرّس قدّم سلمان العودة كجزء من الشخصيات الدينية والفكرية في السعودية، وهو الشيء الذي تعرفه وتؤمن به مؤسسات الدولة، قبل تلك الدعاية الرسمية المختطفة التي تريد صناعة حالة انتقام لحظي على حساب الوطن وتاريخه وشخوصه".

وتابع: "الفكر والوعي لا يمكن أن تقضي عليهما بالقضبان والحديد والنار أبداً، بل قد لا تزيدهما المحن إلا تأكيدًا على مصداقيتهما وقوتهما".

وأضاف: "الانحراف الفكري هو حلب المواطنين لتقديم المال والمنح قرابين للخارج، وأخذ رؤوس الأموال بالقسر والإكراه لأجل مشاريع ارتجالية عبثية تفيد الطغمة الفاسدة والمجموعة الصغيرة المرتبطة بها".

واختتم عبد الله العودة، تغريدته بالقول: "لكن سيعود الوطن للمواطنين من كل خاطفيه بإذن الله".

والإثنين، قررت وزارة التعليم السعودية، فتح تحقيق في امتحان ناقش سيرة الداعية الإسلامي الموقوف سلمان العودة.

وقالت المتحدثة باسم وزارة التعليم، ابتسام الشهري، عبر "تويتر"، إن "وزير التعليم وجه بالتحقيق بالموضوع وإشعار الجهات الأمنية المختصة لإكمال ما يلزم". دون تفاصيل أكثر.

كما أشارت الشهري، إلى أن "المعلم غير سعودي، بمدرسة أهلية، طرح سؤالاً في ورقة عمل قبل أسبوعين تضمنت ذكر أحد الموقوفين أمنياً من ذوي الفكر المنحرف"، دون أن تذكر الاسم.

غير أن إعلاميين ومغردين سعوديين تداولوا، اليوم الثلاثاء، القرار وورقة امتحان للصف الثالث المتوسط، بنين، فيها شرح عن حياة العودة ونشأته ومؤلفاته، ويصفه بالمفكر وعالم الدين.

والخميس الماضي، قال عبد الله العودة، إن محكمة سعودية قررت البدء بسلسلة جديدة من جلسات المحاكمة بحق والده.

يُذكر أن المحكمة الجزائية أرجأت آخر محاكمة للعودة في 27 من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، إلى 30 يناير/كانون الثاني 2020.

ومنذ مطلع سبتمبر/ أيلول 2017، شنّت السلطات السعودية حملة اعتقالات واسعة ضد "تيار الصحوة"، أكبر التيارات الدينية في البلاد، حيث بدأت الحملة باعتقال الداعية سلمان العودة، وعوض القرني، فضلاً عن العشرات من الدعاة والإعلاميين والكتّاب الصحافيين.