كاميرون يدافع عن البقاء بالاتحاد: لا نلعب بمستقبل أطفالنا

كاميرون يدافع عن البقاء بالاتحاد: لا نلعب بمستقبل أطفالنا

03 يونيو 2016
أسئلة الجمهور كانت هجومية (Getty)
+ الخط -

في مناظرة تلفزيونية للدفاع عن بقاء بلاده في الاتحاد الأوروبي، قبل أقل من أسابيع على استفتاء مرتقب، أكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، مساء أمس "نحن لا نلعب بمستقبل أطفالنا".

وافتتح رئيس الحكومة المحافظ أول أمسية من أصل ثماني مناظرات، ستأخذ شكل نقاشات وأسئلة وأجوبة مع الجمهور عبر قنوات مختلفة، مخصصة للاستفتاء المقرر في الثالث والعشرين من يونيو/حزيران.

وفي أمسية مساء الخميس، تم استجواب كاميرون بداية لمدة نصف ساعة من قبل رئيس القسم السياسي في قناة "سكاي نيوز" فيصل إسلام، الذي أصرّ على موضوع الهجرة.

ثم أجاب رئيس الوزراء البريطاني على أسئلة الجمهور، التي كانت هجومية وفي بعض الأحيان عدائية، على غرار المرأة التي اتهمته بالنفاق وتخويف الناس.

واستطاع كاميرون بشكل عام، رغم شعوره بالحرج في بعض الأحيان، الحفاظ على قدرته في تبرير مواقفه، لا سيما الاقتصادية، حيال الوضع الراهن.

وشدّد على أن "الخروج من الاتحاد الأوروبي سيكون عملاً من أعمال إيذاء النفس اقتصادياً"، مذكراً بأن السوق الموحدة كانت "الأكبر في العالم، أكبر من الاقتصاد الصيني، وأكبر من اقتصاد الولايات المتحدة".

لكنه أقرّ بأن "هذه المنظمة" جعلته في بعض الأحيان "مجنوناً"، و"هذا الاتحاد غير الكامل" هو مصدر "إحباطات عدّة".

وأضاف كاميرون "لكن نحن هاربون؟ الاتحاد الأوروبي لا ينتهي إذا رحلنا، وقناة المانش لن تتوسع". ومشيراً إلى "قلقه العميق"، أعرب عن خشيته من أن يؤدي الطلاق مع بروكسل إلى "تحطيم اقتصادنا".

وخلص كاميرون إلى القول "نحن لا نلعب بمستقبل أطفالنا". في حين تشير استطلاعات الرأي (51 في المائة مع البقاء و49 في المائة يؤيدون الخروج من الاتحاد الأوروبي، وفقاً لأحدث النتائج) إلى أن كبار السن هم الذين يعتزمون خصوصاً التصويت لصالح خروج بريطانيا.

ويتعرض كاميرون لانتقادات عديدة، تحديداً لناحية ترهيبه الناخبين من مخاطر الخروج من الاتحاد الأوروبي، إلى حدّ القول إن "خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قد يُؤدي إلى اندلاع حرب عالمية ثالثة". وقد سبق وأن وصفت الكاتبة البريطانية سوزي بونيفيس، خطاب كاميرون "التخويفي" بـ"الجنون".

وعلى الرغم من المعارضة القوية التي يواجهها كاميرون، داخل حزبه "المحافظين"، من بوريس جونسون، والصديق الشخصي له وزير العدل، مايكل غوف، ووزير العمل المُستقيل، ايان دنكان سميث، فإن زعيم حزب "العمال" البريطاني، جيريمي كوربين، انضم، بشكل رسمي، إلى جانب حملة البقاء في الاتحاد الأوروبي.

ويبقى الصراع محتدماً بين مؤيدي ورافضي بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، إذ استعان مؤيدو الخروج من الاتحاد، بتحليلات مؤرخين بريطانيين، وصفت مزاعم منع الحروب في بريطانيا بسبب وجودها في الاتحاد الأوروبي بالباطلة، ولا أساس لها من الصحّة، وذلك بعدما حذّر جون سويرز، مدرّب "MI6" (وحدة مسؤولة عن حماية الأمن الداخلي في المملكة المتحدة)، من أنّ مغادرة الاتحاد الأوروبي من شأنه أن يجعل بريطانيا "أقل أمناً"، وأن بريطانيا ستحرم من المشاركة في القرارات الرئيسية والحاسمة ومن تبادل البيانات.