زيمبابوي: ملامح أزمة جديدة على خلفية نتائج الانتخابات

زيمبابوي: ملامح أزمة جديدة على خلفية نتائج الانتخابات

01 اغسطس 2018
+ الخط -
دخلت زيمبابوي أزمة جديدة، على خلفية الانتخابات الرئاسية والنيابية والبلدية التي جرت يوم الإثنين الماضي، مع إعلان الحزب الحاكم فوزه النيابي، وسط رفض قاطع للمعارضة، معتبرة أن "الإعلان تمهيد لنتيجة مماثلة رئاسياً". ومن شأن الأزمة الجديدة أن تؤخر إنقاذ البلاد من الأزمة الاقتصادية المتدهورة، وتسمح بتدخل جديد للجيش، القوي في زيمبابوي، والذي دعم الرئيس إيمرسون منانغاغوا، منذ الانقلاب على الرئيس السابق روبرت موغابي في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وكان موغابي قد باشر التمهيد العام الماضي، لترشيح زوجته غريس، لخلافته، إلا أن منانغاغوا، الذي كان حليفه الأساسي، ونائب الرئيس، انتفض على ذلك، ممهداً الطريق لنبأ حول محاولة اغتياله. وفي ظلّ رفض الجيش عموماً ترشيح غريس موغابي، وجد منانغاغوا في قائد الجيش، الجنرال كوستانتينو شوينغا، حليفاً له، ساهم في دعمه. وأمام أي من الفائزين، مهمة صعبة تقضي بإنقاذ البلاد مالياً. مع العلم أن أكثر من نصف أراضي البلاد القابلة للزراعة، التي يمكن أن تنتج حاصلات، مثل الذرة، والقطن، والتبغ، والزهور والسكر، غير مستغلة بسبب سياسات موغابي التي أدارت الأمور بشكل سيئ. ولدى البلاد أيضاً ثالث أكبر احتياطي من البلاتينيوم.

انتخابياً، فاز الحزب الحاكم بالأغلبية المطلقة من مقاعد الجمعية الوطنية في الانتخابات التشريعية التي كانت الأولى منذ سقوط الرئيس روبرت موغابي، بحسب نتائج رسمية أعلنت يوم الأربعاء. وقالت المجموعة العامة للإعلام "زد بي سي"، نقلاً عن نتائج للجنة الانتخابية إنه "من أصل 153 دائرة تم جمع نتائجها، حصل الاتحاد الوطني الأفريقي لزيمبابوي-الجبهة الوطنية (زانو-الجبهة الوطنية) على 110 مقاعد وحركة التغيير الديموقراطي على 41 مقعداً". وتضم الجمعية الوطنية 210 مقاعد وحصل الحزب الحاكم بذلك على الأغلبية المطلقة في مجلس النواب.

وضع دفع بالمرشح الرئاسي لحزب المعارضة الرئيسي في زيمبابوي، نيلسون شاميسا، إلى اتهام الحزب الحاكم بـ"محاولة سرقة الانتخابات العامة". واتهم شاميسا على حسابه الرسمي على "تويتر" مفوضية الانتخابات بـ"إعلان النتائج البرلمانية أولاً بهدف تمهيد فوز إيمرسون منانغاغوا لشعب زيمبابوي". وقال: "هذه الاستراتيجية تعني إعداد زيمبابوي ذهنياً لتقبّل النتائج الرئاسية المزيفة. حصلنا على عدد أصوات أكبر مما حصل عليه (منانغاغوا). فزنا بأصوات الشعب وسندافع عنها".


ودار التنافس بين منانغاغوا (75 عاماً) ونيلسون شاميسا (40 عاماً) يوم الإثنين، في أول انتخابات تشهدها البلاد منذ إجبار الرئيس السابق روبرت موغابي على الاستقالة، بعد انقلاب في نوفمبر/تشرين الثاني على حكمه الذي استمر قرابة 40 عاماً. وفازت حركة التغيير الديمقراطي المعارضة التي يقودها شاميسا في أغلب المراكز الحضرية حيث تتمتع بتأييد الأغلبية. واتهمت الحركة يوم الثلاثاء مفوضية الانتخابات بتأجيل إعلان النتائج عمداً لمصلحة الحزب الحاكم وتحدثت عن وقوع مخالفات.

ولم تعلن نتائج الاقتراع الرئاسي التي قالت اللجنة الانتخابية إنها لن تتوفر قبل الجمعة أو السبت، ما يثير قلق الحزب المعارض الذي يتهم اللجنة بأنها تريد تزوير الانتخابات، وإذا لم يحصل أي مرشح على الأكثرية المطلقة في الدورة الأولى، تنظم دورة ثانية في الثامن من سبتمبر/أيلول المقبل. وكانت المعارضة قد استبقت النتائج الرسمية بالإعلان الثلاثاء عن فوزها بالانتخابات. وقال المسؤول في حركة التغيير الديمقراطي تنداي بيتي، إن "النتائج تظهر بما لا يقبل الشك أننا ربحنا الانتخابات وأن الرئيس المقبل لزيمبابوي هو نيلسون شاميسا"، موضحا أنه "يستند إلى معلومات مندوبي الحزب".

في المقابل، تجمّع العشرات من أنصار المعارضة الزيمبابوية لليوم الثاني خارج مقر الحزب، ولكن تم استبدال الاحتفالات السابقة ليحل محلها التحدي والمرارة بشأن ما يعتقدون أنها انتخابات مسروقة. وردد أعضاء "حركة التغيير الديمقراطي" شعارات مناهضة للحكومة، حيث وُجدت الشرطة مع مدافع المياه في مكان قريب. "أتألم عندما أفكر في صوتي"، هكذا غنى ناخبو المعارضة، بعد أن قالت لجنة الانتخابات في زيمبابوي إن حزب الاتحاد الوطني الأفريقي لزيمبابوي-الجبهة الشعبية الحاكم فاز بأغلبية برلمانية في انتخابات يوم الإثنين. وقالت إيداه هانياني البالغة من العمر 78 عاماً: "لقد سرقوا الانتخابات ... أريد استعادة صوتي".

(رويترز، أسوشييتد برس، فرانس برس)

دلالات

ذات صلة

الصورة
موغابي/سياسة/6/9/2019

سياسة

توفي الرئيس السابق لزيمبابوي روبرت موغابي، الجمعة، ليطوي معه مساراً حمل طابعه الخاص في العقود الماضية، في رحلة سياسية بدأها بالمطالبة باستقلال البلاد عن بريطانيا، وصولاً لإطاحته من السلطة قبل نحو عامين.
الصورة
(أفريقيا

أخبار

توفي روبرت موغابي، أول زعيم في زيمبابوي بعد الاستقلال، عن عمر ناهز 95 عاماً.
الصورة
زيمبابوي/سياسة/31/7/2018

سياسة

بدأت المرحلة الجديدة في زيمبابوي بعد عهد الرئيس المخلوع روبرت موغابي، عقب الانتخابات التي شهدتها البلاد يوم الاثنين، فيما بدا التنافس على إعلان الفوز واضحاً بين معسكري الرئيس إيمرسون منانغاغوا ومنافسه المعارض نيلسون شاميسا، المدعوم من موغابي.
الصورة
زيمبابوي/انتخابات/Getty

أخبار

فتحت مراكز الاقتراع في زيمبابوي أبوابها، في أول انتخابات تجريها البلاد منذ الإطاحة بالرئيس السابق روبرت موغابي، وهي أول انتخابات أيضاً منذ نحو 40 عاماً في غياب موغابي نفسه.