موسكو تنفي مناقشة ترامب وبوتين خطة "منطقة عازلة" بسورية

موسكو تنفي مناقشة ترامب وبوتين خطة "منطقة عازلة" بسورية خلال قمة يوليو

29 يونيو 2018
عملية عسكرية واسعة للنظام وروسيا بدرعا (محمد أبازيد/فرانس برس)
+ الخط -
ذكرت تقارير وسائل إعلام أميركية، أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يسعى لعقد اتفاق مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، خلال القمة المرتقبة بينهما في يوليو/تموز المقبل، بشأن إنشاء "منطقة عازلة" جنوبي سورية، الأمر الذي نفته موسكو، اليوم الجمعة.

ونقلت شبكة "سي إن إن" الأميركية، اليوم الجمعة، في تقرير، عن مصادر مطلعة على اللقاء الذي جمع ترامب بالملك الأردني عبدالله الثاني، قبل أيام، قولها، إنّ الرئيس الأميركي يريد إنشاء "منطقة عازلة" في جنوب غرب سورية، قبل أن يسيطر عليها النظام، والتي كانت تخضع لوقف إطلاق نار، وتمتد على طول الحدود مع الأردن، في إشارة إلى محافظة درعا.

وأضافت المصادر أنّ "ترامب يريد الحصول على ضمانة من روسيا بعدم تعرّض قوات المعارضة المدعومة من بلاده إلى مجازر، لأنّه يريد منحهم فرصة الخروج الآمن من المنطقة"، في مقابل إنشاء روسيا "منطقة عازلة" لضمان عدم وجود القوات الإيرانية هناك.

ومن المنتظر أن يلتقي الرئيسان الروسي والأميركي، بعد قمة حلف شمالي الأطلسي (الناتو)، في العاصمة الفنلندية هلسنكي، في 16 يوليو/تموز المقبل.


وتشنّ قوات النظام السوري، منذ نحو عشرة أيام، عملية عسكرية واسعة في محافظة درعا جنوبي سورية، انضمّت إليها حليفتها روسيا، قبل أيام، وحققت بفضلها تقدماً سريعاً على حساب الفصائل المعارضة.

وأجبرت العملية العسكرية للنظام السوري وحليفته روسيا، في محافظة درعا، عشرات الآلاف من المدنيين على الفرار من بلداتهم وقراهم، خصوصاً في الريف الشرقي، وتوجّه معظمهم إلى المنطقة الحدودية مع الأردن الذي أكّد أنّه سيبقي حدوده مغلقة.

وكان الجنوب السوري الذي يضم محافظات درعا والقنيطرة والسويداء، يشهد وقفاً لإطلاق النار أعلنته موسكو مع واشنطن وعمان، منذ يوليو/تموز الماضي، بعدما أُدرجت المنطقة في محادثات أستانة برعاية روسية وإيرانية وتركية، كإحدى مناطق "خفض التصعيد" الأربع في سورية.

وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان الأمير زيد بن رعد الحسين، اليوم الجمعة، إنّ المدنيين في محافظة درعا، "ربما يتعرّضون للحصار والقصف على غرار ما حدث في معركة الغوطة الشرقية" بريف العاصمة دمشق، محذراً من "كارثة".

موسكو تنفي

في المقابل، نفى الكرملين صحة التقارير بشأن إنشاء "منطقة عازلة" جنوبي سورية، مؤكداً في الوقت عينه أنّ بوتين وترامب سيبحثان في قمة هلسنكي، الملف السوري "بشكل شامل ومفصل".

وأعلن الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، أنّ بوتين وترامب سيجريان مناقشات مفصلة بشأن سورية، عند اجتماعهما في يوليو/تموز المقبل.

وقال بيسكوف، للصحافيين، اليوم الجمعة، وفق ما ذكرت "روسيا اليوم"، إنّه "لا شك في أنّه ستتم مناقشة الملف السوري بشكل شامل. سيجري هناك حديث مفصل حول سورية".

وعبّر عن دهشته من الأنباء التي نشرتها "سي إن إن" الأميركية بشأن إنشاء "منطقة عازلة" جنوبي سورية، وأضاف: "لا أفهم على أي معلومات تعتمد أنباء (سي إن إن)، وما إذا كان هناك شيء وراء هذه الأنباء، لا نعرف شيئاً عنه. وتدهشنا هذه الأنباء".

وأبلغت الولايات المتحدة فصائل المعارضة السورية بألا تعول على دعمها العسكري في التصدي للهجوم الذي يشنه النظام على الجنوب السوري.

وورد في رسالة بعثت بها واشنطن إلى قادة "الجيش السوري الحر"، ونشرتها وكالة "رويترز"، مساء السبت الماضي، أنّ الحكومة الأميركية تريد توضيح "ضرورة ألا تبنوا قراراتكم على افتراض أو توقع قيامنا بتدخل عسكري".

وأوضحت الرسالة لمقاتلي المعارضة أنّ "الأمر يعود إليهم فقط في اتخاذ القرار السليم بشأن كيفية مواجهة الحملة العسكرية التي يشنها جيش النظام بناء على ما يرون أنّه الأفضل بالنسبة لهم ولشعبهم".


ومن جهة أخرى، ذكر بيسكوف، أنّه "إذا أثار ترامب مزاعم تدخل روسيا في الانتخابات الأميركية عام 2016، سيؤكد بوتين مجدداً أنّ موسكو لا علاقة لها بالأمر".

وأضاف أنّ "بوتين على استعداد للمضي صوب تطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة، إذا أبدت واشنطن نفس القدر من الاستعداد".