طهران تطالب أنقرة بمراجعة سياساتها في عفرين السورية

طهران تطالب أنقرة بمراجعة سياساتها في عفرين السورية

05 فبراير 2018
إيران لم تضع ملف عفرين جانباً (فاطمة بهرامي/الأناضول)
+ الخط -

دعت الخارجية الإيرانية، اليوم الإثنين، تركيا لمراجعة خطواتها في عفرين السورية، معتبرةً أن استمرار العمليات العسكرية هناك يزيد من احتمال عودة نشاط التنظيمات الإرهابية في هذه المنطقة.

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، إنّه "على تركيا مراجعة خطواتها في عفرين السورية"، مضيفاً أنّ "عليها إيقافها واحترام السيادة السورية".

وأوصى قاسمي تركيا بالالتزام بمقررات آستانة، واتخاذ قراراتها وأخذ وجهة نظر الحكومة في دمشق بعين الاعتبار، ورفض ما اعتبره البعض بأن إيران قد وضعت ملف عفرين جانباً، قائلاً إن "عمليات التنسيق ما زالت مستمرة بين إيران وروسيا وتركيا بما يصب لصالح حل الأزمة السورية وإعادة الاستقرار لهذا البلد"، حسب وصفه.

وفي جانب آخر يرتبط بالعلاقات الإيرانية الروسية، رد قاسمي على سؤال يتعلق بالموقف الإيراني من زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى موسكو بالتزامن مع عقد مؤتمر "سوتشي"، قائلاً إن "المساعي الإسرائيلية المعادية لإيران ليست الأولى من نوعها، فلطالما حاولت إسرائيل التأثير سلباً على علاقات طهران بالآخرين"، مؤكداً أن "المحادثات والاتصالات الإيرانية الروسية مستمرة في ما يتعلق بالتحولات الإقليمية والدولية".


وفي ما يتعلق بالعراق، أكّد أن وزير خارجية إيران، محمد جواد ظريف، سيشارك في مؤتمر إعادة إعمار العراق الذي سيعقد في الكويت، موضحاً أنّ "موقف إيران مما يجري في العراق قد يكون مختلفاً عن بقية الدول، لكن طهران ستبقى إلى جانب حكومة بغداد وستتعاون معها في كافة القطاعات".

وجدّد قاسمي ترحيب بلاده بإطلاق حوار إقليمي مع الدول الخليجية. وكان ظريف قد نشر مقالاً دعا فيه الاتحاد الأوروبي لرعاية هذه المبادرة، وعن الأمر، قال قاسمي إن "إيران ناقشت وجهة نظرها مع دول أوروبية وأطراف ثانية حول سبل تحقيق استقرار المنطقة والتغلب على الإرهاب". ووصف سياسات بلاده بـ"البناءة على هذا الصعيد"، موضحاً أنها ستستمر بمتابعة هذا الحوار مع الآخرين.

كما حذر من مد جسر علاقات بين السعودية وإسرائيل، قائلاً إن "هذا التصرف غير المدروس إن وقع، فسيضعف المملكة كثيراً ولن تستطيع تغيير وضعها الداخلي غير المنظم باتخاذ خطوة من هذا القبيل"، وتوقع أن يبدي العالم الإسلامي ردة فعل مناسبة إزاء ذلك.

إصرار على الموقف الصاروخي والنووي

ركز قاسمي في جزء كبير من مؤتمره الصحافي على التراشق الإيراني الأميركي المرتبط بمطلب الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بتعديل الاتفاق النووي وضبط منظومة إيران الصاروخية، وأعلن المتحدث باسم الخارجية أنّ بلاده لم تتلق أي معلومات رسمية حول تشكيل لجنة أميركية أوروبية ستعمل على إعادة صياغة الاتفاق بحسب ما تناقلت بعض المواقع أخيرا.

كما أكد أن بعض الدول تحاول فرض وجهات نظرها على الآخرين بما يحقق مصالحها بالنتيجة، واصفا العلاقات الإيرانية الأوروبية في الوقت الحالي بالقوية، مؤكدا كذلك أن طهران لم تتلق أي طلب أوروبي يتعلق بعقد مفاوضات حول الملف الصاروخي.

وفي ما يرتبط بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي سيزور إيران في وقت لاحق، وعن القضايا والعناوين التي سيبحثها، نفى قاسمي صحة المعلومات التي أفادت بأن ماكرون وضع شروطاً مسبقة للزيارة من قبيل لقائه بالمرشد الأعلى علي خامنئي، أو بحثه لموضوع الوساطة بين طهران وواشنطن، وحتى اشتراطه بحث قضية الدور الإيراني في مسائل المنطقة.

ولفت المتحدث باسم الخارجية إلى أن تحديد موعد الزيارة سيتم بعد زيارة أخرى سيجريها وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، لطهران في المستقبل القريب، كما قال إن رؤساء الدول الذين يزورون إيران يلتقون بالمرشد عادة، وهو من ضمن البروتوكول، لكنه قال إن طهران لا تقبل أن تفرض عليها فرنسا أي شروط مسبقة حتى بوجود علاقات جيدة بين الطرفين، ولو صحّ وجود شروط لدى ماكرون فالسياسة الخارجية الإيرانية لا تتقبل هذا النوع من التصرفات، حسب تعبيره.

من جهة أخرى، رد قاسمي على تصريحات أميركية نقلت سابقاً أنه "من الأولى أن تهتم إيران بشؤونها بدلاً من أن تقدم دعماً ماليًا لحزب الله"، قائلاً إنّ "التدخل الأميركي بشؤون إيران مرفوض تماماً، وأن ترامب وإدارته ينشرون تصريحات معادية لإيران لا يجب أخذها على محمل الجد".