تركيا: المهلة الأميركية لإلغاء صفقة "إس-400" تنتهي منتصف يونيو

"حرييت": المهلة الأميركية لتركيا لإلغاء صفقة "إس 400" تنتهي منتصف يونيو

02 يونيو 2019
عرض أميركي "معدّل" لتركيا بشأن الصفقة (كرم كوكلار/ الأناضول)
+ الخط -

كشفت صحيفة "حرييت" التركية، اليوم الأحد، نقلاً عن مصادر مطلعة في رئاسة الجمهورية، أنّ المهلة الأميركية لأنقرة، من أجل إلغاء صفقة صواريخ "إس 400" الروسية، والحصول عوضاً عنها على صواريخ "باتريوت" الأميركية، تنتهي منتصف يونيو/ حزيران الجاري.

وأفادت الصحيفة نقلاً عن المصادر التي تحدثت معها، عقب إجراء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مكالمة هاتفية، مع نظيره الأميركي دونالد ترامب، قبل أيام، بأنّ المهلة الأميركية المقدمة في عرضها "المعدّل" لشراء تركيا صواريخ "باتريوت"، ستنتهي منتصف الشهر الجاري، وعلى تركيا أن تقدم ردها على هذا العرض، بينما لم ترد أنقرة، حتى الآن، أو تقدم جواباً مكتوباً على العرض الأميركي.

ولفتت الصحيفة إلى أنّ الجانب التركي يكثّف من إجراء اتصالاته مع الجانب الأميركي لمناقشة العرض على مستويات عدة، حيث تصرّ أنقرة في كل لقاء على إلغاء الشرط المسبق في الصفقة، وهو التراجع عن صفقة الصواريخ الروسية، والحديث بعد ذلك عن الصفقة الأميركية وتفاصيلها، بينما تصر واشنطن من جهتها على شرطها بتراجع أنقرة عن الصفقة، وإعلان ذلك بشكل واضح وصريح.

وعمّق اتفاق تركيا مع روسيا لشراء المنظومة الصاروخية "إس 400" الخلاف بين أنقرة وواشنطن، التي ترى أنّ المنظومة الروسية لا تتوافق مع منظومات "الناتو"، محذرة من تعرض برنامج تسليم أنقرة طائرات مقاتلة "إف 35" للخطر.

وأوضحت الصحيفة أنّ المصادر رفيعة المستوى أكدت تزايد الضغوط على تركيا، كلما اقترب موعد انتهاء المهلة من قبل واشنطن، ويتجلّى ذلك بقرارات لمجلس النواب الأميركي حول إلغاء العرض، والتهديد باتخاذ عقوبات بحق أنقرة، في وقت لا يوجد فيه أي تعديل على موعد تسليم شحنات الصواريخ الروسية التي من المنتظر أن تبدأ بالوصول في نهاية يونيو/ حزيران، وأوائل يوليو/ تموز.

وتحدثت "حرييت" عن قبول ترامب مقترحاً من أردوغان حول تشكيل لجنة فنية مشتركة تركية أميركية، حول صواريخ "إس 400"، ومقاتلات "إف 35"، وهو مقترح جديد، بحسب مصادر الصحيفة.

ورفضت واشنطن مسبقاً عرضاً من قبل أنقرة بتشكيل اللجنة ما بين تركيا وحلف شمال الأطلسي "الناتو"، بحجة "عدم رغبتها تسييس عمل اللجنة".

غير أنّ مصادر الصحيفة، أكدت أنّ موافقة ترامب على تشكيل اللجنة "لا يعني أنّها كافية ونهائية"، مشيرة في هذا الإطار إلى أنّ اللجنة تحتاج موافقة وزارة الدفاع الأميركية، وبقية المؤسسات الفاعلة.

ومن المنتظر أن يتصل وزير الدفاع التركي خلوصي آكار، بنظيره الأميركي بالوكالة باتريك شاناهان، للحديث عن اللجنة وعملها.


ومن المرتقب أن يلتقي أردوغان وترامب، على هامش قمة العشرين كما هو معلن، أما في ما يتعلق بزيارة ترامب لتركيا على هامش جولته الأوروبية، في يوليو/ تموز المقبل، فمن المنتظر، وفق الصحيفة، أن يتصل المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، مع مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، لترتيب الزيارة، في حال لم تحصل تطورات تتعلق بإلغاء صفقة الصواريخ الروسية.

وأشارت الصحيفة في ختام تقريرها إلى أنّ الملف السوري كان حاضراً في مكالمة أردوغان وترامب، لا سيما الأوضاع في محافظة إدلب.

وأبلغ الجانب الأميركي نظيره الروسي بأهمية الالتزام بوقف إطلاق النار، فيما أكد الجانب التركي للجانب الأميركي أنّ عملية تشكيل المنطقة الآمنة شرق الفرات تسير ببطء شديد، مشدداً على ضرورة تسريع المشاورات حول تشكيل تلك المنطقة.