اليمين المتطرف يعود للبرلمان الألماني للمرة الأولى منذ 1945

اليمين المتطرف يعود إلى البرلمان الألماني للمرة الأولى منذ 1945

24 أكتوبر 2017
تهدف الجلسة لانتخاب رئيس جديد للمجلس (Getty)
+ الخط -

يشارك نحو مئة نائب من اليمين المتطرف، اليوم الثلاثاء، للمرة الأولى في مجلس النواب الألماني المنتخب حديثاً، وبدأت الجلسة الافتتاحية للبوندستاغ (البرلمان)، الذي تشكل إثر الانتخابات التشريعية في 24 سبتمبر/أيلول الماضي.

وحملت نتائج الانتخابات التشريعية مفاجأة على مستوى الأصوات التي حققها الحزب اليميني المتطرف (البديل)، الذي حلّ ثالثاً ودخل البرلمان الاتحادي للمرة الأولى في تاريخه.

وجاءت النتائج متوافقة مع التقديرات حيال فوز حزب المستشارة (المسيحي الديمقراطي) بما نسبته 32.7 في المائة من الأصوات، في مقابل 20.2 في المائة للحزب الاشتراكي الديمقراطي، الذي أعلن الانتقال إلى صفوف المعارضة وعدم المشاركة في الحكومة المقبلة.

وتهدف الجلسة الافتتاحية اليوم خصوصاً إلى انتخاب الرئيس الجديد للمجلس، المحافظ فولفغانغ شويبله، الذي يحظى بتأييد كبير من مختلف الأحزاب.

وكانت ميركل أقنعت شويبله بالتخلي عن منصبه على رأس وزارة المالية، مبررة ذلك بحاجتها الى رجل بمكانته لإدارة النقاشات في المجلس، والتي من المتوقع أن تكون عاصفة مع قدوم اليمين المتطرف.

كما تم بذل كل الجهود لتفادي أن يلقي نائب من اليمين المتطرف كلمة الافتتاح. فهذه المهمة منوطة بالعضو الأكبر سنا، وكان من المفترض أن تعود هذه المرة إلى النائب من حزب "البديل من أجل المانيا" فولفغانغ فون غوتفريد (77 عاما).

إلا أن النائب من المشككين في محرقة اليهود. ولقطع الطريق عليه غير البرلمان الألماني قواعده. وبالتالي لم يعد أكبر النواب سنا بل النائب الذي يشغل المقعد لأطول فترة هو الذي يلقي الكلمة. لذلك سيلقي نائب ليبرالي في الـ 76 الكلمة الافتتاحية.

ومن المتوقع أن تشهد الجلسة الأولى نقاشا حول انتخاب نواب الرؤساء.

ويحق لحزب "البديل من أجل المانيا" شغل مثل هذا المنصب بما أنه كتلة نيابية. لكن الأحزاب الأخرى تعارض مرشحه البريشت غلاسر بسبب مواقفه إزاء الإسلام، الذي يشير إليه بأنه "عقيدة" لا تشملها حرية الديانة التي يضمنها الدستور.

ويشكل وصول اليمين المتطرف إلى البرلمان صدمة لقسم كبير من الرأي العام الألماني، الذي مازال يعيش تحت وطأة هواجس النازية.

كما لا يريد أي حزب الجلوس بشكل دائم إلى جانب نواب اليمين المتطرف في يمين القاعة، وخلال الجلسة الافتتاحية سيخصص هذا المكان للحزب الليبرالي.

 الحرب على ميركل

سبق لليمين المتطرف أن خرق العديد من المحرمات الوطنية خلال حملته خصوصا تنديده بالتعويضات عن جرائم النازية.

كما تعهد أحد أبرز مسؤوليه في البرلمان ألكسندر غولاند "شن الحرب على ميركل". أما زميلته أليس فيدل فتريد تشكيل لجنة تحقيق نيابية في استقبال اللاجئين.

وتعهد حزب اليمين المتطرف، فور صدور النتائج، بـ"تغيير هذا البلد"، وهو الذي تقوم حملته على التحريض ضد اللاجئين والأجانب عموماً، وعلى الخروج من الاتحاد الأوروبي، شأنه شأن كل أحزاب اليمين الأوروبي المتطرف. وقال ألكسندر غولاند الذي شارك في تزعم قائمة الحزب: "سنطارد السيدة ميركل. سنستعيد بلادنا".

وتظاهر آلاف الأشخاص الأحد في برلين ضد دخول اليمين المتطرف إلى البرلمان.

في الوقت الحالي لن يكون أمام البرلمان مهام كبيرة لأن الحكومة الحالية برئاسة ميركل ستتولى الثلاثاء رسميا "تسيير الأعمال" إلى حين تشكيل حكومة جديدة.

وبدأت محادثات صعبة في هذا الصدد بين ثلاث تشكيلات لكل منها برنامج يختلف كثيرا عن الأخريين وهي: المحافظون بزعامة ميركل والليبراليون وحزب الخضر.

ومن المقرر ان تستمر المحادثات حتى نهاية العام الحالي وربما تتواصل في 2018.

(العربي الجديد، فرانس برس)