ماذا أراد البغدادي من وراء العملية الانتحارية لابنه حذيفة؟

ماذا أراد زعيم "داعش" البغدادي من وراء العملية الانتحارية لابنه حذيفة؟

04 يوليو 2018
العملية تكشف تقهقر التنظيم المتطرف (انترنت)
+ الخط -
بعد الإعلان عن مقتل نجل زعيم تنظيم "داعش" الإرهابي، أبو بكر البغدادي، المدعو حذيفة، ليل الثلاثاء، بعملية انتحارية استهدفت قوات النظام السوري بالقرب من مدينة حمص، فسر ذلك على أنه رسالة داخلية من البغدادي لقيادات وخلايا التنظيم بالعراق وسورية التي تعاني، بحسب تقارير استخبارية، من ضعف التواصل والتنسيق في ما بينها، بسبب هوية منفذ العملية والمسارعة إلى الكشف عن تفاصيلها.

وحذيفة إبراهيم عواد علي البدري السامرائي (13 عاماً)، هو الابن الأكبر لزعيم التنظيم المتطرف من الذكور، وأول فرد من أسرته يعلن عن مقتله بعملية انتحارية في سورية، وكان البغدادي نفسه يكنى بـ"أبي حذيفة" قبل أن يتولى منصب زعيم تنظيم "داعش" الإرهابي.

ووفقا لتقارير استخباراتية صادرة عن وزارة الدفاع ببغداد، فإن للبغدادي خمسة أبناء ذكور من زوجتيه العراقية والسورية، وحذيفة أكبر الذكور وهو من زوجته الأولى العراقية، ورافق والده بالتنظيم المتطرف منذ عام 2013، في سورية والعراق. ولدى البغدادي أبناء آخرون هم عمر ومحمد وعبدالله وعلي.

وقال جنرال عراقي بارز في بغداد لـ"العربي الجديد"، إن "المعلومات المتوفرة هي أن نجل البغدادي نفذ هجوماً انتحارياً بشاحنة مفخخة استهدفت محطة كهرباء يتواجد فيها العشرات من أفراد القوات النظامية السورية والقوات الروسية".

وأوضح أن ذلك جاء بعد مناوشات وقصف بالهاون متبادل بين عناصر التنظيم وقوات النظام السوري، مؤكدا أن "العملية تمت يوم الاثنين الماضي وأعلن مساء الثلاثاء عنها".

وحول دلالات العملية، قال إن "مقتل نجل البغدادي لا يعني أن والده موجود قرب حمص ولو كان موجوداً فعلاً قرب حمص لما أعلن عن العملية أو على الأقل عن مكان تنفيذها بهذه الدقة"، وفقا لقوله.

وتوقع أن البغدادي حالياً لا يتواجد مع أي من أفراد أسرته لأسباب أمنية لحمايتهم وحماية نفسه أيضاً من الاستهداف، حيث يتعقب أكثر من 21 جهاز استخبارات من دول التحالف ودول عربية مختلفة تحركاته في محاولة للقضاء عليه.

وذكر بيان لما يعرف بـ"ولاية حمص" ضمن تنظيم "داعش"، ليلة أمس الثلاثاء، أن "الأخ حذيفة البدري نجل الخليفة أبو بكر البغدادي، قتل منغمساً في النصيرية والروس بالمحطة الحرارية في ولاية حمص".

وحول دلالات العملية، قال الخبير بشؤون الجماعات الإسلامية في العراق، أحمد الحمداني، لـ"العربي الجديد"، إن "البغدادي أراد أن يوصل رسالة للتنظيم ولقياداته وخلاياه بأنه ضحى بابنه في محاولة منه لاستعادة مكانته".


وأضاف "بالعادة التنظيم لا يصدر بيانات فردية حول عملياته الانتحارية بل تعودنا منه على إصدارات شهرية تتضمن عددا من العمليات الانتحارية لعناصره ووصاياهم وأحاديثهم وكيفية صعودهم إلى السيارات المفخخة ثم تفجير أنفسهم، لكن أن يتم الإعلان عن عملية منفردة وبالتفاصيل والاسم بعد ساعات من تنفيذها، فهي رسالة بالنهاية للتنظيم يمكن اعتبارها أنها داخلية وتشي بأجواء تحمل عدم الرضا عن زعيم داعش بين القيادات والأفراد، خاصة بعد انكسار التنظيم في العراق بشكل كامل وسورية أيضا بشكل كبير جدا"، وفقا لقوله.