ألمانيا: ضوء أخضر خافت لشولتز لمواصلة المفاوضات مع ميركل

ألمانيا: ضوء أخضر خافت للاشتراكي شولتز لمواصلة المفاوضات مع ميركل

22 يناير 2018
جنّب تصويت الاشتراكيين ميركل وشولتز "زلزالا سياسيا" (ماجا هيتيج/Getty)
+ الخط -
تفاوتت ردود الفعل في المشهد السياسي الألماني بشأن "التصويت الإيجابي" لمندوبي الحزب الاشتراكي في مؤتمره الاستثنائي، أمس الأحد في مدينة بون، بين الترحيب والامتعاض، إثر قرار الحزب الموافقة على مواصلة التفاوض مع الاتحاد المسيحي، بزعامة المستشارة أنجيلا ميركل، لتشكيل حكومة ائتلافية. 

وفيما جنّب التصويت ألمانيا وميركل ورئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي، مارتن شولتز، "زلزالا سياسيا"، فإن الطريق إلى الحكومة مازالت طويلة، فالجميع ينتظر موقف أعضاء الحزب الـ450 ألفا عند انتهاء المفاوضات وقبل الشروع في تشكيل الائتلاف الكبير.

وشهد المؤتمر كلمات لعشرات المندوبين، الذين رفعوا فيها سقف مطالبهم، وعبروا عن اعتراضهم على الشراكة من جديد مع الاتحاد المسيحي، وقدموا حججا مشحونة بالكثير من العواطف، مقابل محاولة زعيم الحزب وقادة آخرين إقناعهم بالتصويت لصالح الدخول في المفاوضات، لكن النتيجة لم تحسم إلا بعد عدّ الأصوات. 

ولم تتأكد، خلال المؤتمر، نوايا الأكثرية من المؤتمرين من خلال التصويت برفع الأيدي، فيما كان التوتر باديا على وجه شولتز وقادة الاشتراكي المؤيدين لـ"غروكو"، إلى أن جاءت النتيجة بأغلبية ضئيلة مؤيدة للدخول في المفاوضات (362 نعم، أي 56.2% مقابل 279 صوتا (ضد)، وامتناع شخص واحد عن التصويت)، سمحت لشولتز بالحصول على الضوء الأخضر لخوض المفوضات.

وسجلت خلال المؤتمر برودة في التعاطي والتفاعل مع خطاب رئيس الاشتراكي، إذ غادر المشاركون قاعة المؤتمر مباشرة بعد إعلان النتائج، على عكس كلمة المعارض للائتلاف، كيفن كونريت، التي لاقت الكثير من التصفيق الحار، وهو الذي ناشد رفاقه في الحزب بـ"عدم الخجل من التصويت بلا"، موضحا: "اليوم ولمرة واحدة قزم، على أن تصبح عملاقا مرة أخرى في المستقبل"، في إشارة إلى وصف رئيس كتلة الاجتماعي المسيحي في البوندستاغ، ألكسندر دوبرندت، مقاومة شبيبة الاشتراكي للدخول في المفاوضات بأنها "تمرد قزم".

وكان شولتز صرح، مساء أمس الأحد، لقناة "فينيكس" الإخبارية الألمانية، بأن "الجميع مرتاحون للقرار"، وأنه سيحاول بعد المناقشات الصعبة التي شهدها المؤتمر "رأب الصدع" داخل صفوفه، والتقرب من المشككين والمنتقدين للائتلاف، مضيفا أنه "يتعين على الأطراف في الاتحاد أن تتكيف مع حقيقة أن مفاوضات الائتلاف ستكون صارمة"، وأنه "سيتم ترتيب خريطة طريق المفاوضات بعد التحدث إلى قادة الاتحاد المسيحي". 

وخلال كلمته في المؤتمر، أبرز شولتز أنه "لا يتعين أن يكون الاشتراكي الشريك الأصغر أو المساعد في آلية التنفيذ، بل إن كلمته ستكون مرئية ومسموعة ومعروفة"، مشددا على أنه "من الإهمال عدم اغتنام هذه الفرصة"، وأن "على الحزب أن يتحمل المسؤولية من دون خوف ولا خداع".

في المقابل، قال الاشتراكي ستيف هودسون، أحد خصوم "غروكو": "الآن لدى الأعضاء الفرصة لإنقاذ الحزب، وستكون النتيجة أفضل بكثير"، ولم يستبعد إمكانية تحقيق ذلك عند تصويت الأعضاء الـ450 ألفا مع نهاية المفاوضات.

من جهتها، رحبت المستشارة ميركل بتصويت الاشتراكييين بـ"نعم"، وقالت إنها تتوقع "مشاورات مكثفة"، وأن "السعي سيكون لتشكيل حكومة مستقرة في ألمانيا"، فيما رحبت نائب رئيس الحزب المسيحي الديمقراطي، يوليا كلوكنر، بالقرار، وكتبت على تويتر: "تهانينا على القرار واستعداد الاشتراكي لوضع نفسه في خدمة البلاد".

بدوره، اعتبر زعيم الليبرالي الحر، كريستنسان لندنر، تصويت مؤتمري الاشتراكي بـ"الأغلبية المحدودة" بمثابة "رهن عقاري"، وتوقع أن تعرف مفاوضات الائتلاف "نكسات"، بالنظر إلى "التناقضات الموجودة بين الشركاء". 

وقال زعيم البديل من أجل ألمانيا اليميني الشعبوي، يورغ ميوتن، إن الاشتراكي قرر الآن مواصلة "رحلته العمياء"، ومشيرا إلى أن ذلك سيشكل فرصة لحزبه لأن يصبح "ثاني أقوى قوة بين الأحزاب على المدى الطويل"، فيما كانت جمعية الحزب اعتبرت أن القرار "مهين غير قابل التصديق".

أما حزب اليسار فوصف القرار بـ"الخطأ التاريخي"، وشددت الزعيم الشريك في رئاسة الحزب، كاتيا كيبينغ، على أنه "يهدد الانحلال النهائي للديمقراطية الاجتماعية الألمانية"، كما هاجمت القرار القيادية في حزب الخضر، كاترين غورينغ ايكارت، التي قالت: "كان هناك شعور ضئيل بالرحيل وشغف وشهوة من أجل الحكم".