أهالي الحويجة العراقية بين فكي كمّاشة "داعش" و"الحشد الشعبي"

أهالي الحويجة العراقية بين فكي كمّاشة "داعش" و"الحشد الشعبي"

05 فبراير 2017
أهالي الحويجة يطلقون نداءات استغاثة (مروان ابراهيم/ فرانس برس)
+ الخط -




يعيش أهالي بلدة الحويجة التابعة لمحافظة كركوك العراقية ظروفا مأساوية جداً، ما بين بطش تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) والجوع والأمراض التي استشرت بسبب الحصار الخانق عليها، وبين تعطيل مليشيات "الحشد الشعبي" لأي معركة قد تطلق لتحريرها، بسبب تضارب المصالح السياسية في البلدة، بينما يطلق الأهالي نداء استغاثة إلى الحكومة والجهات المسؤولة بإنقاذهم.

ويسيطر "داعش" منذ نحو سنتين ونصف السنة على بلدة الحويجة، وارتكب جرائم كبيرة ضدّ أهلها، بينما لم تحرّك الحكومة ساكناً تجاه البلدة، في وقت يؤكد مسؤولون أنّ المعركة بحاجة إلى توافق سياسي بين "الحشد" والبشمركة الكردية والحكومة.

وقال المجلس العربي في كركوك، في بيان صحافي، إنّ "أهالي الحويجة يطلقون نداءات استغاثة لإنقاذهم وتحريرهم من قبضة داعش"، مبيناً أنّ "العصابات ارتكبت جرائم إبادة جماعية وجرائم ضدّ الإنسانية في البلدة".

وأكد المجلس أنّ "الجرائم التي ارتكبت في البلدة كارثية، وتم قتل الآلاف من الأهالي منذ عام 2014، كما أنّ هناك آلاف المغيبين والمعتقلين"، مشيرا إلى "انعدام كل سبل الحياة في البلدة، نتيجة الحصار المفروض عليها، والذي تسبب بانتشار الجوع والأمراض وانهيار البنى التحتية".


وطالب "بإطلاق عملية تحرير البلدة وإنقاذ أهلها"، داعياً المنظمات الدولية إلى "ممارسة دورها مع الحكومة للإسراع بإنقاذ تلك المناطق، والتي أصبحت تشكّل خطرا على كركوك والمحافظات المجاورة".

وحمّل المجلس العربي في البلدة "الحكومة ورئيسها حيدر العبادي مسؤولية التأخير بإطلاق المعركة"، مبدياً استغرابه من "إهمال وترك تلك المناطق رغم معاناتها الكبيرة".

من جهتها، ردّت مليشيات "الحشد الشعبي" على تلك المطالبات، بأنّ "معركة الحويجة مؤجّلة حتى يتم الانتهاء من الموصل".

وقال المتحدّث باسم "الحشد" النائب أحمد الأسدي، في تصريح صحافي، إنّ "تشكيلات الحشد الشعبي ستكون المشارك الأساسي في معارك تحرير الحويجة"، مؤكدا أنّ "المعركة لن تطلق حتى يتم الانتهاء من معركة الموصل بشكل كامل".

وأشار إلى أنّ "فصائل الحشد مستنفرة اليوم، وتقوم بالاستعدادات المطلوبة لمعركة الساحل الأيمن للموصل، والتي تعدّ بالنسبة لنا من أهم المعارك، والتي ستكون الخاتمة النهائية لتنظيم داعش في تلعفر والمحلبية والساحل الأيمن"، مبيناً أنّ "ذلك يتطلّب تأجيل معركة الحويجة". 

يشار إلى أنّ مسؤولين وقادة عشائريين وجّهوا انتقادات، خلال تصريحات سابقة لـ"العربي الجديد"، إلى الحكومة بسبب تعاملها سياسيا مع ملف بعض المناطق التي ما زالت خاضعة لسيطرة تنظيم "الدولة" داخل المحافظات المحرّرة ومنها الحويجة، مؤكدين أنّ المساومات والصفقات السياسية التي تدار بشأن تلك المناطق، حالت دون التحرّك عسكرياً لتحريرها، وأنّ تصارع المصالح منح التنظيم فرصة البقاء في تلك المناطق.

​