قمة ثلاثية بدون بوتين في برلين بعد التصعيد بأوكرانيا

قمة ثلاثية بدون بوتين في برلين بعد التصعيد بأوكرانيا

22 اغسطس 2015
محاولات ألمانية لعزل بوتين بعد التصعيد بأوكرانيا (فرانس برس)
+ الخط -
تستقبل المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، بعد غد الإثنين، في برلين الرئيسين الفرنسي والأوكراني في غياب نظيرهما الروسي فلاديمير بوتين لوضع استراتيجية مشتركة بعد تصاعد العنف في شرق أوكرانيا المتمرد، وفقاً لـ"فرانس برس".

وستلتقي ميركل الرئيسين الفرنسي فرنسوا هولاند والأوكراني بترو بوروشنكو للمرة الأولى منذ محادثاتهم الماراتونية في بيلاروسيا في شباط/ فبراير حين أفضت المفاوضات التي استغرقت 17 ساعة إلى توقيع اتفاقات مينسك-2 للسلام.

وقد أتاحت هذه الاتفاقات إرساء هدنة احترمت إلى حد ما في نزاع أسفر عن سقوط 6800 قتيل خلال 16 شهراً، بينهم 1500 منذ توقيع هذه الاتفاقات. لكن رجل روسيا القوي الذي كان حاضراً في مينسك لم يدع إلى برلين بعد غد الإثنين، وفقاً لـ"فرانس برس".

وتعتبر كييف أن غياب الرئيس الروسي يشكل "إشارة مهمة جداً إلى بوتين والحضور الغربي تفيد بأن فرنسا وألمانيا تقفان في صفنا" و"مستعدتان للتواصل من دونه".

أما باريس التي تبدو أقل تشدداً، فتؤكد أنه "تلبية براغماتية جداً" لطلب الرئيس الأوكراني.

وقال مصدر دبلوماسي فرنسي "إنه ليس اجتماعاً ثلاثياً يهدف إلى تنظيم أي معركة دبلوماسية ضد روسيا". وأضاف أن قمة جديدة "رباعية" بمشاركة بوتين يفترض أن تعقد قريباً.

وقلل المصدر من خطورة التصعيد الأخير في العنف، مؤكداً أن اللقاء "هو بالأحرى اختبار (...) ولسنا عشية عملية واسعة النطاق".

وتأتي القمة بعد تصاعد التوتر في شرق أوكرانيا، إذ أعلن المتمردون وكييف، الإثنين الماضي، مقتل عشرة أشخاص بينهم ثمانية مدنيين مع الحديث عن قصف كثيف جداً.

اقرأ أيضاً: أوكرانيا: الانفصاليون يشنون أعنف قصف منذ ستة أشهر

أما أوكرانيا التي تخشى منذ أشهر هجوماً للمتمردين في نهاية الصيف أو بداية الخريف، فتتوقع "تصعيداً واسع النطاق" في مناسبة عيد استقلالها المصادف الإثنين كما حذر الرئيس بترو بوروشنكو الذي أرسل إلى جنوده عشرات الآليات العسكرية وقطع مدفعية.

واعتبر الرئيس الأوكراني أن "التهديد العسكري في الشرق سيبقى لعقود، لن يزول قريباً".

ودان الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وكييف والولايات المتحدة تصاعد العنف وحملوا مسؤوليته لروسيا المتهمة بدعم المتمردين عسكرياً وبنشر قواتها في أوكرانيا.

من جهتها، اتهمت موسكو التي تنفي هذه الاتهامات، كييف، بالإعداد لهجوم ضد الانفصاليين.

وهدأ الوضع نسبياً لكن ليس هناك ما يدل على تهدئة دائمة. وقال مسؤول أوكراني كبير في أجهزة الأمن، طالباً عدم كشف هويته، إن "روسيا في مأزق مثلنا ومثل الغربيين".

وفي هذا الإطار، تسعى كييف إلى وضع خطة تحرك مع حلفائها الأوروبيين استعداداً لتدهور محتمل على الأرض، كما قال مصدر دبلوماسي أوكراني لوكالة "فرانس برس".

وقال هذا المصدر "من الواضح أن الروس لا يغيّرون سلوكهم على الرغم من الضغوط"، مشيراً بذلك إلى العقوبات الاقتصادية القاسية التي فرضت على موسكو العام الماضي. وأضاف "من هنا يأتي السؤال: ما هي الخطوط الحمر التي يفترض أن يتجاوزوها" لفرض عقوبات جديدة.

لكن برلين تبدو قلقة، فقد صرح الناطق باسم وزارة الخارجية الألمانية سيباستيان فيشر الجمعة بأن "الوضع بالغ الخطورة (...) كل قذيفة تفاقم التصعيد وتجعل الوضع أقل استقراراً".

وقال المسؤول الأوكراني في القطاع الأمني إن "هدفهم هو إجبارنا على تقديم تنازلات".

وفي نهاية أغسطس/آب تحلّ ذكرى حزينة على كييف. فقبل عام هزمت في ايلوفايسك المدينة الواقعة في الشرق الأوكراني، والتي كان الجيش مطوقاً فيها وخسر 366 من رجاله، ما اضطر بوروشنكو إلى توقيع سلسلة أولى من اتفاقات السلام بعد أيام، اعتبرها كثير من الأوكرانيين مهينة.


اقرأ أيضاً: فلاديمير بوتين يكرّر نفسه: الغوّاصة نفسها واستعراضات القوّة