السيستاني: ليكن العراق سيّد نفسه يحكمه أبناؤه لا "غرباء"

السيستاني: يجب أن يكون العراق سيّد نفسه يحكمه أبناؤه لا "غرباء"

10 يناير 2020
تناول السيستاني في خطبته الأحداث الأخيرة (حيدر حمداني/فرانس برس)
+ الخط -
قال المرجع الديني العراقي علي السيستاني، اليوم الجمعة، إن العراق يجب أن يكون سيّد نفسه، يحكمه أبناؤه ولا دور للغرباء في قراراته، داعياً إلى أن يكون حكم البلاد خاضعاً لإرادة الشعب.
ونقل ممثل المرجعية الدينية في كربلاء أحمد الصافي عن السيستاني قوله في خطبة الجمعة في كربلاء: "كفى الشعب ما عاناه من حروب ومحن وشدائد على مختلف الصعد طوال عقود من الزمن، في ظل الأنظمة السابقة وحتى النظام الراهن، فلترتقِ الأطراف المعنية إلى مستوى المسؤولية الوطنية، ولا تضيع فرصة التوصل إلى رؤية جامعة لمستقبل هذا الشعب، يحظى فيه بما حلم به الآباء، ولم يتحقق للأبناء إلى هذا اليوم، وهو أن يكون العراق سيّد نفسه، يحكمه أبناؤه، ولا دور للغرباء في قراراته، يستند الحكم فيه إلى إرادة الشعب، ويكون حكماً رشيداً يعمل لخدمة جميع المواطنين على اختلاف انتماءاتهم القومية والدينية".
وأضاف، خلال خطبة الجمعة: "في أوقات المحن والشدائد، تمسّ الحاجة إلى التعاون والتكاتف، ولا يتحقق ذلك إلا مع استعداد جميع الأطراف للتخلي، ولو عن جزء من مصالحهم الذاتية، وترجيح المصالح العامة عليها"، مبيناً أن التعامل بأسلوب المغالبة من قبل الأطراف المختلفة التي يملك كل منها جانباً من القوة والنفوذ والإمكانات، ومحاولة كل منهم فرض رؤيته على الباقين، سيؤدي إلى استحكام الأزمة واستعصائها على الحلّ، وبالتالي ربما يخرج الجميع منها خاسرين، وتكون الخسارة الأكبر من نصيب البلاد، وعامة الناس الذين ليس لهم دخل في الصراعات الداخلية والخارجية الجارية، ولا يعنيهم أمرها بمقدار ما يهمهم أمن بلدهم واستقراره، والمحافظة على استقلاله وسيادته، وتوفير حياة حرة كريمة لهم ولأولادهم".
وأشار إلى أن ما وقع في الأيام الأخيرة من اعتداءات خطيرة وانتهاكات متكررة للسيادة العراقية، مع ضعف ظاهر للسلطات المعنية في حماية العراق وأهله من تلك الاعتداءات والانتهاكات، هو جزء من تداعيات الأزمة الراهنة، والمطلوب من الجميع أن يفكروا ملياً في ما يمكن أن تؤول إليه الأوضاع إذا لم يتم وضع حدّ لها، بسبب الإصرار على بعض المواقف ورفض التزحزح عنها، وأن من المتوقع أن يؤدي ذلك إلى تفاقم المشاكل في مختلف جوانبها الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، وأن يفسح المجال للآخرين بمزيد من التدخل في شؤون البلد، وانتهاز الفرصة لتحقيق مطامعهم فيه.
وأوضح أنّ شعور الجميع بالمسؤولية الوطنية، وترجمة هذا الشعور إلى مواقف مؤثرة في وضع حلّ للأزمة الحالية، بالاستجابة لمتطلبات الإصلاح وفق الخارطة التي تكرّر الحديث بشأنها، يشكّل المخرج الصحيح من هذه الأزمة، لو أريد إنهاؤها بنتيجة مقبولة، بعد كل التضحيات الجسيمة التي قدمها أبناء هذا البلد في مختلف الجبهات والساحات.
في المقابل، طالب خطيب جمعة الكوفة، هادي الدنياوي، بإنهاء التواجد الأجنبي الأميركي في العراق، داعياً حكومة العراق إلى إطلاق سراح الذين قاوموا القوات الأميركية ممن يقبعون بالسجون حالياً. وأضاف "على مدى ستة عشر عاماً، كان خير العراق لغيره، وشرور الغير على رأسه"، مستطرداً "ومن هنا تأتي المطالبة الشعبية برحيل القوات الأميركية وإلغاء أي اتفاقية معهم".
يأتي ذلك في وقت تشهد فيه ساحات الاحتجاج تدفقاً لآلاف المتظاهرين المطالبين بإصلاح النظام السياسي، والإسراع باختيار رئيس وزراء مستقل بعيد عن سطوة الأحزاب الحاكمة.
ودعا عضو البرلمان العراقي عن تحالف "سائرون" صباح طلوبي القوى السياسية إلى اختيار رئيس وزراء قوي قادر على التعامل مع الملفات الخطيرة في البلاد، موضحاً في تصريح صحافي أنّه لو كان في العراق رئيس حكومة قوي، لما تم استهداف المتظاهرين، ولما تم تنفيذ الهجمات الأميركية والردّ الإيراني عليها.