خامنئي: لا تفاوض مع أميركا ولن تقع الحرب

خامنئي: لا تفاوض مع أميركا ولن تقع الحرب

13 اغسطس 2018
خامنئي أكد ضرورة امتلاك إيران القوة الكافية للتفاوض (Getty)
+ الخط -
رد المرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي، على العرض الأميركي الذي طرحه الرئيس دونالد ترامب على إيران، والمتعلق بالدخول في حوار ثنائي غير مشروط، مؤكدًا أنه يرفض التفاوض بالمطلق، ولن يسمح به إلا لحين تحقيق إيران للقوة المطلوبة، والتي تسمح لها بمواجهة الضغط والضوضاء الأميركية، مشيرًا إلى أن المرشد الأعلى السابق، روح الله الخميني، منع التفاوض، وهو يمنعه أيضًا.

وخلال لقاء شعبي عقده اليوم الإثنين، اعتبر خامنئي أن التفاوض مع واشنطن غير مطروح، وأن الحرب لن تقع على بلاده، واصفًا التصريحات الأميركية المستخدمة خلال الأشهر الستة الأخيرة بـ"الوقحة"، قائلًا: "في السابق كانت أميركا تراعي الحد الأدنى من الآداب الدبلوماسية، لكنها تخلت عن ذلك في خطابها الموجه مؤخرًا لكل الدول".

وأضاف أن تصريحاتها إزاء إيران متناقضة، إذ تتحدث عن "التفاوض وعن احتمال وقوع الحرب لتخيف الجبناء، إلى جانب فرض العقوبات"، كما تتحدث عن "حوار غير مشروط، ثم تضع شروطًا له"، وتساءل عن السبب الذي من الممكن أن يدفع إيران للتفاوض مع الولايات المتحدة طالما أنها دولة غير أمينة وتنتهك وعودها، بحسب قوله.

وأكد خامنئي أنها ليست المرة الأولى التي تعرض فيها واشنطن الحوار على إيران، وأن المقترح وصل إلى بلاده أكثر من مرة، ورأى أنها تريد التفاوض الذي يشبه الصفقة التجارية والذي يعتمد على القوة والمال، وأنها "لا تتنازل عن متطلباتها أو املاءاتها، وإذا ما رفض الطرف المقابل منحها أي امتياز، تبدأ واشنطن بإثارة الجلبة".

وفيما يتعلق بالمفاوضات النووية التي وافق على خوضها سابقًا، أوضح المرشد الإيراني أنه "وضع الكثير من الخطوط الحمراء التي لم تراعَ بالكامل"، مؤكدًا أنه "تشدد" في التعامل مع تلك المفاوضات.


مشكلات الداخل

وفي شق آخر من خطابه، لم يخف خامنئي أن الشعب الإيراني يعيش تحت ضغط الظروف المعيشية في الوقت الراهن والتي يتسبب بها الغلاء وانهيار العملة المحلية، قائلًا: "لا يمكن اعتبار أن العقوبات لم تترك تأثيرًا، لكن المسببات الرئيسة مرتبطة بعوامل داخلية".

ونقل أن سوء الإدارة وعدم التنبه للمشكلات زادا من الضغوطات، وتابع بالقول "إن البعض استغل مشكلة انخفاض سعر العملة المحلية أمام الدولار، وحصل على العملة الصعبة بالسعر المخفض، وهذا يعني أن المسؤولين عن ذلك ارتكبوا خطأ كبيرًا".

ودعا خامنئي للتعامل مع المشكلات الاقتصادية بصرامة، كونها غير مستحيلة، ويمكن إيجاد حلول لها، مطالبًا القضاء والسلطات المعنية بالتعامل مع المفسدين ومحاسبتهم بشدة، وحين ردد الحاضرون شعارًا طالبوا فيه بإعدام هؤلاء، رد خامنئي بالقول إن "هذا القرار من صلاحية السلطات المعنية، وأحكام المتهمين تختلف بحسب جرائمهم، ومن غير المقرر أن يكون الإعدام من نصيب الكل" حسب وصفه.

البقاء في الاتفاق أفضل من خسارته

في سياق متصل، ذكر المتحدث باسم مؤسسة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالوندي، في حوار خاص مع وكالة "إيسنا"، أن بقاء طهران في الاتفاق النووي والحفاظ عليه أفضل من تمزيقه، لأن ذلك قد يخفف من تبعات العقوبات عليها.

وأكد كمالوندي أن طهران ستصمد وستقف بوجه العقوبات، لتفهم الولايات المتحدة أن سلوكها لن يصل لنتيجة مربحة.

ورغم تعويل طهران على عرض الأطراف الأوروبية المتعلق بمنح ضمانات لحصد المكتسبات الاقتصادية من الاتفاق، إلا أن كمالوندي أشار إلى أن الاتحاد الأوروبي لن يدخل في حالة نزاع مع الولايات المتحدة لأجل إيران.


وكان ترامب قد أعلن انسحاب بلاده من اتفاق إيران النووي مع السداسية الدولية في مايو/أيار الماضي، وأعاد فرض العقوبات الأميركية على طهران والتي دخلت حيز التنفيذ العملي مجددا الثلاثاء الفائت.

وطرح ترامب على إيران، بعد تصاعد حدة التصريحات المتبادلة بين الطرفين، الدخول في حوار غير مشروط، وعاد وزير خارجيته مايك بومبيو ليضع شروطا، ورفضت طهران العودة لطاولة الحوار مع أميركا باعتبار أن تجربة المفاوضات النووية كانت كافية وأكدت أن أميركا غير أهل للثقة، فاشترط مسؤولوها، في وقت سابق، أن تتخذ واشنطن عدة خطوات، من قبيل إنهاء العداء وإلغاء الحظر الاقتصادي والعودة للاتفاق النووي، حتى تفكر طهران بعدها بخيار التفاوض.