لبنان: ماذا تبقى من يوم "الحرية والسيادة والاستقلال"؟

لبنان: ماذا تبقى من يوم "الحرية والسيادة والاستقلال"؟

15 مارس 2017
اللبنانيون يكتفون بذكريات عن يومهم المجيد (رمزي حيدر/فرانس برس)
+ الخط -
مرّ 12 مرة، تاريخ 14 مارس/آذار منذ عام 2005 وحتى اليوم في لبنان. تبدّلت خلالها المواقع السياسية، فانفرط عقد التحالف السياسي والشعبي الواسع الذي انعقد بعيد اغتيال رئيس الوزراء رفيق الحريري، وبقيت أحداث اليوم حاضرة في أذهان ناشطين من مُختلف المناطق اللبنانية، تشاركوا نفس المعاناة والهدف السياسي.

اجتمع بعض هؤلاء، أمس الثلاثاء، في المقرّ العام لحزب "الوطنيين الأحرار" بالعاصمة بيروت، وتحديداً في منطقة السوديكو. كانت هذه المنطقة، نقطة تجمّع للناشطين المُشاركين في مظاهرات فريق الرابع عشر من آذار، ينطلقون منها إلى ساحتي الشهداء ورياض الصلح وسط بيروت، للمطالبة بإسقاط حكومة الرئيس الراحل عمر كرامي، وبالخروج السوري العسكري من لبنان.

لكنّها تحوّلت بعد أكثر من عقد، إلى مقرّ لاجتماع الناشطين من "الحزب التقدمي الاشتراكي"، "تيار المستقبل"، "القوات اللبنانية"، "الكتائب اللبنانية"، "اليسار الديمقراطي"، وغيرهم من الأحزاب والمجموعات التي شكّلت يوماً التحالف الوطني العريض.

كما حضر الناشط والصحافي أسعد بشارة، وهو أيضاً مستشار وزير العدل السابق والمدير العام السابق للمديرية العامة لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي. بات للأخير حيثية يختلف المراقبون في تقييم وزنها الانتخابي، ولكنّه حاضر.

يجمع أغلب الحاضرون في الاجتماع "شعورهم بالخذلان من تيار المستقبل"، كما يقول أحد المدعوين إلى المشاركة. غُيّب بعضهم عن أجواء التفاوض المُستمر والطويل بين "حزب الله" والتيار، وغابوا مُتفرقين عن المشاركة في الحُكم.

غابت "القوات اللبنانية" عن المشاركة في الحكومة يوماً، واليوم يغيب "الكتائب". وغاب "التقدمي الاشتراكي" عن حسابات "المستقبل" في الكثير من المواقع، كما يقول هذا المدعو لـ"العربي الجديد".

مواقف رسمية

غابت "الأمانة العامة لقوى 14 آذار" عن الذكرى، وغاب معها أيضاً "المجلس الوطني لقوى 14 آذار" الذي شكّل محاولة أخيرة للملمة الصفوف وإعادة احتواء الناشطين غير المُحزبّين، المؤمنين بمبادئ هذا التحالف السياسي.

وتقاسم الناشطون المُجتمعون في السوديكو تركة الأمانة العامة، مع "حزب الكتائب" الذي نظّم احتفالاً سياسياً في الذكرى. وألقى رئيس الحزب النائب سامي الجميل، كلمة أكد فيها "الالتزام بالقضية"، واعداً "جمهور 14 آذار وكل المستقلّين، بمواصلة الدفاع عن لبنان وسيادته".

وقال: "لن نسكت عن أي تجاوز لسيادة لبنان، ولن نقبل بأن نتنازل عن أي شبر من الاستقلال".

وروّجت مواقع إخبارية محلية، أنّ اجتماع السوديكو "يؤسّس لجسمٍ جديد يطرح نفسه بديلاً عن الأمانة العامة التي أصيبت بشللٍ، نتيجة انقسام المواقف داخل فريق 14 آذار".

سعد الذي يشبه بشار

وفي تقارب "شكلي" على الأقل، بين إعلان رأس النظام السوري بشار الأسد "انتصار حلب" من خلال الظهور واقفاً في أحد المقرّات الرئاسية والحديث بـ"عفوية" أمام كاميرا هاتف، ظهر رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، بنفس الطريقة، ناشراً فيديو له على حساباته الرسمية في مواقع التواصل الاجتماعي، للحديث عن ذكرى "اليوم الذي انطلقت فيه مسيرتنا السياسية".

تحدّث الحريري عن 5 عناوين طبعت ذكرى 14 آذار، وهي "الحرية، السيادة، الاستقلال، العدالة، والحقيقة".

وأعلن أنّه "والحمد لله تحقّقت العدالة والحقيقة من خلال تأسيس المحكمة الدولية الخاصة بلبنان". تلك المحكمة المعنية بالتحقيق في جريمة اغتيال الحريري الأب، والتي يتهم فريق الادعاء قادة من "حزب الله" بارتكابها.

وبعد أن شطب الحريري عنوانين من العناوين الخمسة، تحدّث عن "العمل يومياً لصون الحرية والسيادة والاستقلال"، من خلال "الحفاظ على لبنان واللبنانيين".


لم يبدُ الخطاب مقنعاً، ولم يدعمه استخدام عبارة "شيء" في وصف العناوين السيادية لثلاث مرات في أقل من دقيقة. ولكن لا هم، فالجمهور مقتنع وللحريري حيثية ثابتة تحت مسمى "نجل الرئيس الشهيد" و"حامل الأمانة"، أمّا الناشطون الذين وجدوا أنفسهم خارج التجارب الحزبية، أو حتى خارج لبنان الذي هجروه بحثاً عن فرصة عمل، فيكتفون اليوم بذكريات عن يومهم المجيد الذي تحوّلت فيه إرادتهم إلى قرار دولي (1559) لانسحاب الجيش السوري من لبنان.

المساهمون