الكابينت الإسرائيلي يجتمع لبحث التصعيد الأمني على ثلاث جبهات

الكابينت الإسرائيلي يجتمع في ظل التصعيد الأمني على ثلاث جبهات

26 اغسطس 2019
من المستبعد أن يخرج الاجتماع بقرارات عملية (Getty)
+ الخط -
يعقد المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية لحكومة الاحتلال الإسرائيلي "الكابينت" اجتماعاً طارئاً، اليوم الإثنين، بعدما امتنع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، خلال الأسبوعين الماضيين، عن عقده، بفعل المعركة الانتخابية وكي لا يتحول المجلس إلى ساحة للتراشق الانتخابي.

ويأتي الاجتماع الطارئ، اليوم، على أثر التصعيد الأمني الذي بدأته دولة الاحتلال، أمس الأحد، بقصف موقع لـ"فيلق القدس" في قرية عقربا السورية، بزعم إحباط عملية لضرب إسرائيل بطائرات إيرانية مسيرة، وتلاه اختراق طائرات إسرائيلية مسيرة الأجواء اللبنانية.

وامتد التصعيد الأمني من الجبهتين اللبنانية والسورية إلى الجبهة الجنوبية، مع إطلاق المقاومة الفلسطينية، مساء أمس الأحد، ثلاثة صواريخ باتجاه مستوطنة سديروت، كان اثنان منها كفيلان بتشويش مهرجان موسيقي فني في المستوطنة. ورد الاحتلال بقصف مواقع للمقاومة في بيت لاهيا، وإعلان خفض كميات الوقود التي يتم تحويلها إلى غزة إلى نصف الكمية.

ومع أنه من المستبعد أن يخرج الاجتماع اليوم بقرارات عملية يعلن عنها، إلا أن حالة التأهب الجوي أعلنت في الشمال منذ أمس، مع نشر بطاريات منظومة القبة الحديدية في الجولان، ورفع حالة التأهب على الحدود مع لبنان بما في ذلك تعزيز عمليات المراقبة وجمع المعلومات الاستخباراتية ورصد ما يحدث في الجانب اللبناني، خاصة بعد التهديدات التي أطلقها أمين عام "حزب الله"، حسن نصر الله، أمس، وتوعده برد حتمي.

في غضون ذلك، أقرّ محللون للشؤون العسكرية في الصحف الإسرائيلية بأن عمليات الأمس، ولا سيما تسيير طائرتين في الضاحية الجنوبية في بيروت، شكلت خرقاً وكسراً لقواعد الاشتباك مقابل "حزب الله"، والتي كانت سائدة منذ عدوان يوليو/تموز 2006، بحسب ما ذهب إليه عاموس هرئيل في صحيفة "هآرتس"، مشيراً إلى أن "الخطوة القادمة ستكون من طرف حزب الله".

واعتبر هرئيل أن التطورات والأحداث الأخيرة في سورية ولبنان والعراق تؤكد التصعيد في المواجهة الإيرانية الإسرائيلية، التي لا يزال القسم الأكبر منها يتم سراً.

ومع أن هرئيل أشار إلى أن إسرائيل خرجت عن المألوف في اعترافها بالمسؤولية عن العملية في قرية عقربا السورية، مقابل التنصل والصمت التام إزاء ما حدث في بيروت، إلا أنه قال إن ذلك قد يكون نابعاً أيضاً من اعتبارات انتخابية، وأن إسرائيل قد تكون أرادت توجيه إنذار لـ"حزب الله".


في المقابل، اعتبر أليكس فيشمان في صحيفة يديعوت "أحرونوت"، أن استهداف الطائرات المسيرة يعكس حقيقة تحول هذه الطائرات إلى سلاح فعال في المواجهة العسكرية مقابل إيران، وأن إيران ستعيد الكرة وتحاول تنفيذ هجوم مستخدمة هذه الطائرات لاحقاً، مع إشارته إلى أن تهديدات أمين عام "حزب الله"، حسن نصر الله، جدية، وأن الجيش بدأ بخطوات استباقية، وبالأساس استخباراتية لمواجهتها.

واتفق كل من هرئيل وفيشمان على أن حالة التأهب والاستعداد على الجبهة الشمالية، السورية واللبنانية، ستستمر لفترة من الوقت.

ويبدو أن دولة الاحتلال في خضم حالة التأهب قد تعطي مجالاً لاتصالات دبلوماسية ودولية غير مباشرة مع كل من "حزب الله" وإيران، عبر طرف ثالث (كرئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري الذي أجرى أمس اتصالاً هاتفياً مع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو) لنقل رسائل بين هذه الأطراف، وعبر اتصالات أوروبية وربما مع روسيا أيضاً لنقل رسائل لطهران.