عصيان 6 إبريل يُقلق السيسي

عصيان 6 إبريل يُقلق السيسي

11 يونيو 2015
النظام يتخوّف من امتداد الحملة لأحزاب أخرى (الأناضول)
+ الخط -

الدعوة للعصيان "نجحت قبل أن تبدأ، بل وحققت جملة من أهدافها السياسية، والمجتمعية، بغض النظر عن مدى انتشارها واستقطابها لأعداد كبيرة من المصريين". هكذا يصف باحث في مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، الدعوة التي تبنتها "حركة 6 أبريل"، للعصيان اليوم الخميس، قائلاً إن "الدعوة استنفرت الأجهزة الأمنية، وكشفت عجز العديد من الأحزاب القائمة، وأضافت حيوية للحراك الثوري المناهض للانقلاب، ووجهت رسالة جديدة للنظام السياسي الحالي في مصر، بأن المعارضة أكثر اتساعاً من أن تنحصر في تيار الإسلام السياسي بصفة عامة، وجماعة الإخوان المسلمين، بشكل خاص". ويضيف الباحث، في حديث لـ "العربي الجديد"، رافضاً نشر اسمه: "المشهد السياسي المصري في مأزق بالنسبة للسلطة، لكنه حيوي في الشارع، على الرغم من كل العنف الذي يصل للقتل اليومي والإخفاء القسري، والاعتقال".

ويدفع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بكل طاقاته والأجهزة الأمنية والأذرع الإعلامية لتشويه أي حركة أو حملة ناشئة لرفض سياساته في التعامل مع الأزمات والمشكلات المعيشية اليومية. وكان النظام المصري قابل إطلاق "حركة 6 إبريل" دعوة للعصيان المدني اليوم، رفضاً لسياسات النظام والغلاء وارتفاع الأسعار، بسلسلة اعتقالات لنشطاء من "6 إبريل" وخارجها، على مدار أكثر من أسبوعين. وبلغ عدد المعتقلين من الحركة وحدها ما يربو على 11 من عدة محافظات.

وأطلق نظام السيسي أذرعه في الإعلام، لتشويه العصيان المدني والحركة، وطالت الاتهامات كما هو معتاد في أي موقف يهدد النظام الحالي، بأنها "ممولة من الخارج، حركة عميلة، تعمل مع جماعة الإخوان المسلمين، وتزعزع الاستقرار، وتضر بالأمن القومي"، وغيرها من الاتهامات.

ويمكن النظر إلى دعوة العصيان المدني، في إطار بدء التحرك والترتيبات ضد نظام الحكم، خصوصاً عقب الفشل الذي يعانيه وتأثيره على الأوضاع المعيشية، فضلاً عن هدر الحريات العامة والتوسع في ملاحقات النشطاء.

اقرأ أيضاً: تزايد حالات الإخفاء القسري في مصر

وبدأت بعض الحركات الثورية ترتيب أوضاعها والتنسيق فيما بينها من أجل التوحد ضد النظام الحالي، وهو ما كشف عنه منسق "حركة 6 إبريل"، عمرو علي لـ "العربي الجديد"، في وقت سابق. ويحاول السيسي الوقوف بقوة أمام الحملة الحالية، حتى يضمن عدم تكرارها، لأن امتداد فعاليات الحركة وانتقالها إلى حركات وأحزاب أخرى، يمكن أن يشكّل خطراً كبيراً على بقاء السيسي ونظامه بأكمله.

وبحسب مصادر في الحركة، فإن الحملة لها صدى كبيرا لدى قطاع عريض من الشباب، وبعض الفئات العمرية الأكبر سناً، وتحديداً في المناطق العشوائية. فيما طالبت الحركة، القوى السياسية بتحمل مسؤوليتها تجاه الشعب الذي عانى من ظروف معيشية صعبة، والمشاركة في الدعوة إلى العصيان المدني. وأكدت استمرارها في مشاورات مع بعض الحركات وعدد من الأحزاب من أجل استقطابهم للمشاركة في هذا العصيان.

وقال الخبير السياسي، محمد عز، إن الدعوة للعصيان المدني من قبل "حركة 6 إبريل" في المجمل جيدة، في ضوء التحركات الرافضة لسياسات النظام الحالي، معتبراً في حديث لـ"العربي الجديد"، أنه "كان على الحركة تأخير فكرة الإضراب لفترة، حتى يتم القيام بفعاليات لتوعية الشعب أكثر وأكثر، بالأوضاع الاقتصادية والسبيل للخروج منها، حتى تكون الاستجابة أكبر".

وأشار إلى أن "الدعوة للعصيان نجحت في الصدى الخاص بها، وإمكانية البناء عليها سواء من حركة 6 إبريل أو غيرها من الحركات"، مشدداً على أن النظام الحالي يخشى بشكل كبير من نجاح وتأثر دعوة العصيان المدني، لأنها تعني أن الشعب بدأت يتململ منه بشكل كبير، وهو مؤشر خطر عليه.

من جهته، قال خبير سياسي في مركز الأهرام للدراسات السياسية، إن النظام الحالي يتخوّف من أي حراك في الشارع حتى لا يلقى مصير الرئيس المخلوع حسني مبارك والرئيس المعزول محمد مرسي، وإن كان الأخير تم عزله بانقلاب عسكري.

وأضاف الخبير، الذي طلب عدم ذكر اسمه لـ "العربي الجديد"، أن "السيسي لن يسمح بحدوث تفاعل من القوى الثورية والسياسية مع الأزمات والفشل الذي يعاني منه النظام الحالي، ولذلك قد يلجأ إلى أي شيء في سبيل ذلك"، مشيراً إلى أن "السيسي يظن أنه بالاعتقالات والقتل ورفع الدعم سيضغط على الشعب والنشطاء، وهذا خطأ كبير، فالشباب الذي واجه الموت من أجل حلمه مستعد لمواجهة مرة أخرى".

اقرأ أيضاً: السلطات المصرية تستبق عصيان 11 يونيو بالقمع