حزب غانتس يرفض دعوة نتنياهو للمشاركة في حكومة ائتلافية

حزب غانتس يرفض دعوة نتنياهو للمشاركة في حكومة ائتلافية

صالح النعامي

avata
صالح النعامي
19 سبتمبر 2019
+ الخط -


رفض حزب "أزرق أبيض" الإسرائيلي الوسطي بزعامة بيني غانتس، اليوم الخميس، عرضاً طرحه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للمشاركة في حكومة ائتلافية تحت قيادته. وقال موشي يعلون، أحد القيادات البارزة في الحزب، للصحافيين خلال فعالية حضرها غانتس: "لن ندخل في ائتلاف يتزعمه نتنياهو".

بدوره، قال غانتس إنه يجب أن يكون رئيس حكومة الوحدة الوطنية التي يجب أن تنبثق من هذه الانتخابات. وقال، قبل اجتماع مع كوادر حزبه للصحافيين: "الإسرائيليون يريدون حكومة وحدة (...) أريد أن أشكل هذه الحكومة على أن أتولى رئاستها".

وعبّر نتنياهو عن خيبة أمله من رفض منافسه في الانتخابات عرضه بحث تشكيل حكومة وحدة، لكنه قال إنه يبقى منفتحاً على الحوار.

وكتب نتنياهو على "تويتر": "أنا مندهش ومحبط من حقيقة أنه، حتى الآن، ما زال بيني غانتس يرفض دعوتي للقاء. عرضي بأن نجتمع ما زال قائما يا غانتس. هذا ما يتوقعه المواطنون منا".

وكان نتنياهو قد دعا غانتس، في وقت سابق من اليوم الخميس، إلى أن يشكلا معاً حكومة وحدة، بعدما أظهرت نتائج الانتخابات العامة الأولية التي أجريت الثلاثاء تقارباً حاداً بينهما، يحول دون إمكانية أن يشكل أحدهما ائتلافاً حكومياً.

وقال نتنياهو في رسالة مصوّرة إنه يفضل "تشكيل ائتلاف يميني، لكن نتائج الانتخابات أظهرت أن ذلك غير ممكن"، مؤكدا أنه بذلك "لن يكون على الناس الاختيار بين الكتلتين".

وتشكل دعوة نتنياهو تطوراً كبيراً بعد الانتخابات العامة التي أُجريت الثلاثاء، التي قد لا تسمح له بالبقاء في منصب رئيس الوزراء الذي يشغله منذ 13 عاماً. وقال نتنياهو: "دعوت خلال الانتخابات إلى تشكيل حكومة يمينية (...) لكن لسوء الحظ، أظهرت نتائج الانتخابات أن ذلك غير ممكن". وأضاف: "دعوت غانتس اليوم إلى تشكيل حكومة وحدة واسعة"، بحسب وكالة "فرانس برس".


ورحّب الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين بدعوة نتنياهو لتشكيل ائتلاف موسع مع منافسه المنتمي لتيار الوسط. وريفلين مكلّف بالموافقة على الحكومة التي ستسفر عنها الانتخابات التي أُجريت هذا الأسبوع.

وقال ريفلين في كلمة ألقاها بحضور نتنياهو ومنافسه بيني غانتس: "أهنئك سيدي رئيس الوزراء على الخروج بهذه الدعوة. هذه دعوة مهمة".

ولمّح نتنياهو، وفق وكالة "رويترز"، إلى التناوب مع غانتس على رئاسة الوزراء، مستشهداً بما حدث بين شمعون بيريس وإسحق شامير في الثمانينيات.

وقد عمد ريفلين إلى جمع كل من نتنياهو وغانتس في لقاء على هامش مشاركتهما في حفل إحياء ذكرى وفاة بيريس، حيث تصافحا أمام كاميرات التصوير.

تقدم "كاحول لفان" على "الليكود" بمقعدين

في سياق متّصل، أظهرت آخر نتائج فرز أصوات الانتخابات الإسرائيلية، تقدم حزب "كاحول لفان"، برئاسة بني غانتس، على منافسه حزب "الليكود" برئاسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بمقعدين.

وقال الموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، وفقاً لوكالة "الأناضول"، إن حزب "كاحول لفان" حصل على 33 مقعداً مقابل 31 مقعداً لحزب "الليكود". وذكر أن القائمة العربية المشتركة حصلت على 13 مقعداً.


ولفت إلى حصول "شاس" اليميني على 9 مقاعد، وحزب "إسرائيل بيتنا" اليميني على 8 مقاعد، وحزب "يهودوت هتوراه" اليميني على 8 مقاعد وحزب "يمينا (إلى اليمين)" على 7 مقاعد.

في المقابل، فقد أشار إلى حصول تحالف "العمل-غيشر" الوسطي على 6 مقاعد، وتحالف "المعسكر الديمقراطي" الوسطي على 5 مقاعد.

وما زالت هذه الأرقام غير نهائية، بانتظار النتائج الأخيرة للفرز المتوقعة خلال نهار الخميس.

 

مؤشرات على تصدع تحالف أحزاب اليمين
وفي وقتٍ ظهرت مؤشرات أولية على تصدع تحالف أحزاب اليمين الذي أعلن عنه نتنياهو الليلة الماضية ككتلة مانعة تحول دون تشكيل حكومة لا يرأسها، حذر معلقون في تل أبيب من أن دعوته لتشكيل حكومة "وحدة وطنية" بمشاركة حزب "كاحول لفان" تهدف إلى تسويغ إجراء انتخابات جديدة.

وقد حذر معلقون في تل أبيب غانتس من مغبة الاستجابة لدعوة نتنياهو، على اعتبار أنها تأتي في إطار المراوغة وشراء الوقت، والدفع نحو إجراء انتخابات جديدة.

وقال يوآف فرادي، المعلق في قناة التلفزة الرسمية الإسرائيلية "كان"، إن نتنياهو يدعو غانتس للانضمام إلى حكومة "وحدة وطنية" تكون فقط برئاسته، بزعم أن نتائج الانتخابات تدلّل على أن "الشعب" معني بحكومة وحدة بقيادة الليكود.

ولفت فرادي في تغريدات على حسابه على "تويتر"، إلى أن نتنياهو عرض على غانتس الانضمام لحكومة وحدة برئاسته، حتى يحمّله المسؤولية عن توجه إسرائيل لانتخابات جديدة في حال رفض عرضه. وأشار إلى أن قدرة نتنياهو على المناورة ستكون أكبر عندما ينجح في الدفع نحو مواجهة عسكرية على إحدى الجبهات، لا سيما ضد غزة، حيث إنه سيزعم حينها أن المسؤولية الوطنية تستدعي أن ينضم غانتس إليه.

أما يوسي ميلمان، المعلق في صحيفة "معاريف"، فقد حذر على حسابه على "تويتر"، صباح اليوم الخميس، غانتس من مغبة الاستجابة لطلب نتنياهو على اعتبار أنها تأتي للمراوغة، مشدداً على أنه يتوجب عليه أن يعي أنه قد خسر الانتخابات وعليه أن يغادر الحلبة السياسية.


من ناحية ثانية، ظهرت مؤشرات أولية على تفكك تحالف أحزاب اليمين والمتدينين، الذي أعلن عنه نتنياهو الليلة الماضية، بوصفه "كتلة مانعة" تحول دون تشكل حكومة لا تكون برئاسته. فقد أعلنت إياليت شاكيد، وزيرة القضاء السابق، وزعيمة حزب "يمينا" اليميني، أن كثيراً من الغموض يحيط بمفهوم "الكتلة الحاسمة" التي أعلن عنها نتنياهو، والتي تضم إلى جانب حزبها كلا من "الليكود"، وحزبي "شاس" و"يهدوت هتوارة"، اللذين يمثلان التيار الديني الحريدي.

ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية، اليوم الخميس، عن شاكيد قولها إن الإعلان عن "الكتلة المانعة" يجب ألا يعني جر إسرائيل لجولة انتخابات ثالثة.

وتُعدّ ملاحظة شاكيد هذه ضربة لجهود نتنياهو الهادفة إلى منع تشكيل ائتلاف حاكم لا يضمن تمرير مشروع قانون في البرلمان يمنحه حصانة من المحاكمة في قضايا الفساد الثلاث المتهم بها، والتي يمكن أن يصدر بحقه حكم بالسجن لمدة 15 عاماً، في حال أدين بها.

ويدلّل تصريح شاكيد على أنه في حال لم يتمكن نتنياهو من تشكيل حكومة برئاسته، فإن حزبها لن يعيق تشكيل حكومة بديلة، سواء برئاسة قيادي آخر من حزب "الليكود" أو برئاسة منافسه بني غانتس، رئيس حزب "كاحول لفان".

وعلى الرغم من أنه لا يوجد ما يدل على أن شاكيد تعبر عن زملائها في قيادة "يمينا"، إلا أن ملاحظتها تكتسب أهمية، حيث إن قناة التلفزة الإسرائيلية "12" نقلت، ليل أمس الأربعاء، عن مصادر قريبة من نتنياهو، قولها إنه لا يستبعد الدعوة لانتخابات جديدة.

من ناحية ثانية، كشف موقع "وللا"، اليوم الخميس، النقاب عن أن ممثلي الأحزاب الدينية واليمينية المشاركة في "الكتلة المانعة" التي أعلن عنها نتنياهو يطالبونه بالتوقيع على تعهد يلتزم فيه بعدم المشاركة في ائتلاف مع حزب "كاحول لفان" يشكل على أساس التعاطي مع الخطة الأميركية للتسوية، المعروفة بـ"صفقة القرن".

ونقل الموقع عن مصادر في حزب "يمينا" قوله إن هناك أساساً للافتراض أن غانتس قد يكون راغباً في المشاركة في ائتلاف برئاسة نتنياهو، على قاعدة التعاطي مع "صفقة القرن"، ما يعني أن نتنياهو قد يكون مستعداً للتخلي عن الأحزاب اليمينية والدينية المشاركة في الكتلة الحاسمة، مقابل ترؤسه حكومة قادمة تضمن تمرير مشروع حصانة يعفيه من المحاكمة.



وأوضحت المصادر أن ممثلي الأحزاب الدينية واليمينية الذين سيلتقون نتنياهو، اليوم، سيطالبونه بالتوقيع على التزام بترؤس حكومة فقط تعارض تقديم أي "تنازلات" في إطار الاستجابة لخطة ترامب.

ومما يزيد الأمور تعقيداً بالنسبة لنتنياهو، حقيقة أنه على الرغم من أن قادة حزب "الليكود" الذي يقوده، يتنافسون في التعبير عن حرصهم على وحدة الحزب، إلا أنه بات من غير المستبعد أن يحدث تمرد داخل الحزب ضده.

وقد نقل موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم الخميس، عن قياديين في "الليكود" قولهم إنه في حال لم يتمكن نتنياهو من تشكيل حكومة، فإنه لن يكون من المستبعد أن ينشق عدد من أعضاء "الليكود" لينضموا إلى حكومة برئاسة غانتس، تضم أيضاً حزب "يسرائيل بيتنا".


تحذيرات من تصعيد لمساعدة نتنياهو على تشكيل حكومة

من جانبها، حذرت وسائل إعلام إسرائيلية من لجوء نتنياهو إلى توظيف التصعيد العسكري على إحدى الجبهات، أو استخدام الخطة الأميركية لتسوية الصراع مع الشعب الفلسطيني لكي يتمكن من تشكيل حكومة برئاسته، عقب إخفاق الليكود والأحزاب المتحالفة معه في الحصول على أغلبية مطلقة في الانتخابات.

ولفتت صحيفة "هآرتس" إلى أن نتنياهو يمكن أن يعمد إلى الدفع نحو مواجهة عسكرية على إحدى الجبهات، من أجل إقناع الأحزاب المختلفة بضرورة تشكيل حكومة طوارئ برئاسته.
وفي تحليل نشرته هآرتس، اليوم الخميس، دعا معلقها العسكري عاموس هارئيل قادة الجيش والمؤسسة الأمنية إلى توخي الحذر وعدم التجاوب مع رغبات نتنياهو والانجرار إلى مواجهات عسكرية لا تخدم المصالح الأمنية والاستراتيجية لإسرائيل.
وأشار هارئيل إلى أن نتنياهو يمكن أن يستغل التوتر مع إيران و"حزب الله" في الساحتين السورية واللبنانية ومع حماس في قطاع غزة، من أجل التمهيد لمواجهة تؤسس لبيئة أمنية تمكنه من تسويغ تشكيل حكومة طوارئ برئاسته.

ولم يستبعد هارئيل أن يمثل انفجار الأوضاع الأمنية مسوغا لبعض نواب حزبي "كاحول لفان" و"العمل" لتبرير الانشقاق والانضمام لحكومة يرأسها نتنياهو بحجة أن أوضاع الطوارئ تفرض ذلك.
وأعاد هارئيل للأذهان أن نتنياهو سبق أن تمكن من إقناع حزب "كاديما" برئاسة شاؤول موفاز بالانضام لحكومته عام 2012 بحجة الحاجة إلى مواجهة البرنامج النووي الإيراني.

ولفت هارئيل إلى ما كشفته "هآرتس" و"معاريف" قبل عدة أيام من أن نتنياهو حاول استغلال إطلاق الصواريخ على مدينة أسدود، الأربعاء قبل الماضي، في تبرير شن عملية عسكرية واسعة على قطاع غزة حتى يتمكن من إقناع لجنة الانتخابات المركزية بتأجيلها، على اعتبار أن استطلاعات الرأي العام كانت قد توقعت أنه لن يتمكن من الحصول على أغلبية مطلقة.

وأشار إلى أن ما يدلل على طابع الاعتبارات السياسية التي دفعت نتنياهو لمحاولة شن حرب على غزة، حقيقة أنه على مدى عامين حاول صد الدعوات لشن هذه الحرب عبر تقديم الكثير من المسوغات التي تدعم موقفه.


وفي سياق متصل، كشفت قناة التلفزة الإسرائيلية الرسمية "كان" أن نتنياهو سيحاول توظيف الإعلان المرتقب للخطة الأميركية لتسوية الصراع مع الشعب الفلسطيني المعروفة بـ"صفقة القرن" في محاولة تحسين قدرته على تشكيل ائتلاف حكومي.

وذكرت غيلي ليفي، المراسلة السياسية للقناة، أن نتنياهو سيحاول إقناع الأحزاب بالانضمام لحكومته على قاعدة إحباط أي بند من بنود الصفقة لا ينسجم مع المصالح الإسرائيلية.
ونقلت ليفي عن مسؤول في الإدارة الأميركية قوله إن واشنطن لم تحدد بعد موعد الإعلان عن الخطة.

وحسب القناة، فقد ألغى نتنياهو اجتماعا كان من المقرر أن يعقده مع ترامب على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، بحجة التفرغ لمحاولة تشكيل الحكومة الجديدة.

ذات صلة

الصورة
وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو (إكس)

سياسة

دعا وزير إسرائيلي متطرف، الجمعة، إلى "محو" شهر رمضان وعدم التخوف من تصاعد التوتر بالضفة الغربية والقدس الشرقية خلال الشهر، نتيجة الحرب على قطاع غزة.
الصورة
جو بايدن/بنيامين نتنياهو (رويترز)

سياسة

يتصاعد التوتر بين الجانبين الأميركي والإسرائيلي على خلفية الحرب على غزة، ويبدو أن بايدن ونتنياهو يتّجهان نحو التصادم بشأن أجندة ما بعد الحرب وحكم غزة.
الصورة
معاملة مهينة للمعتقلين شمال غزة (منصة إكس)

سياسة

نفذ الاحتلال حملات اعتقال بحق مئات الفلسطينيين في شمال غزة وفرق بين أفراد عائلات، وأجبر رجالاً على التعري شبه الكامل قبل نقل بعضهم بالشاحنات إلى معسكر اعتقال.
الصورة

سياسة

جيش الاحتلال الإسرائيلي يشعر بالإحباط، لأنّ الحكومة لم تحدد أهداف الحرب على قطاع غزة، رغم مرور أكثر من شهرين على شنّها، بحسب ما أوردته صحيفة هآرتس، اليوم السبت.