مواجهات وإصابات في الضفة خلال مسيرات رافضة لـ"صفقة القرن"

مواجهات وإصابات في الضفة الغربية خلال مسيرات رافضة لـ"صفقة القرن"

14 فبراير 2020
مواجهات عنيفة في الضفة الغربية (العربي الجديد)
+ الخط -
أصيب عشرات الفلسطينيين، اليوم الجمعة، خلال قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي لمسيرات غاضبة شهدتها مناطق متفرقة من الضفة الغربية، رفضاً للخطة التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والتي تهدف لتصفية القضية الفلسطينية، والمعروفة إعلامياً بـ"صفقة القرن"، وتزامن ذلك مع وقفات احتجاجية شهدتها باحات المسجد الأقصى.

وقمعت قوات الاحتلال مسيرة انطلقت نحو المدخل الشمالي لمدينتي رام الله والبيرة (وسط)، باتجاه ما يعرف بحاجز بيت إيل العسكري المقام هناك، دعت إليها القوى والفصائل الفلسطينية، ضد "صفقة القرن"، ما أوقع إصابات بالاختناق بالغاز المسيل للدموع.

وأشعل شبان الإطارات وألقوا الحجارة باتجاه جنود الاحتلال، كما اعتدى جنود الاحتلال على عدد من الصحافيين أثناء التغطية بإلقاء القنابل الصوتية والغازية باتجاههم وطردهم من المكان.

وعلى هامش المسيرة، قال منسق الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان جمال جمعة، لـ"العربي الجديد": "هذا الحراك جزء من الرد على خطة ترامب وتعبير الشعب الفلسطيني عن رفضه لتلك الخطة جملة وتفصيلاً"، لكنه استدرك قائلاً: "ليس هذا الشكل الكافي، نحن بحاجة لاستعادة استراتيجيتنا كشعب بالاستناد إلى الانفكاك من أوسلو وإيقاف كل أشكال التنسيق مع الاحتلال وتحديداً التنسيق الأمني، ووحدة فلسطينية من أجل استمرار المقاومة واستنهاض الهمم".


عصيان مدني

بدوره، قال الناشط صلاح الخواجا، لـ"العربي الجديد": "إن المطلوب قرارات واضحة من القيادة السياسية بوقف كل الاتفاقات مع الاحتلال والإعلان عن الدولة الفلسطينية على كل الأراضي الفلسطينية، والتحضير لأكبر عصيان مدني شامل، بحيث تشمل المواجهة كل المناطق الفلسطينية بشكل يومي وليس موسمياً". وأصيب أربعة فلسطينيين على الأقل بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وعولجوا ميدانياً، وعشرات بحالات اختناق بعد قمع قوات الاحتلال لمسيرة انطلقت في قرية بدرس، غربي رام الله، باتجاه جدار الفصل العنصري، غربي القرية، رفضاً لـ"صفقة القرن". وقال منسق هيئة المتابعة للمقاومة الشعبية نعيم مرار، لـ"العربي الجديد": "إن المسيرة انطلقت بدعوة من حركة فتح بعد صلاة الجمعة مباشرة ضد خطة ترامب لتصفية القضية الفلسطينية"، مشيراً إلى أن مواجهات عنيفة اندلعت بالقرب من جدار الفصل العنصري في بدرس".

في الأثناء، نظمت لجنة المقاومة الشعبية في قرية نعلين، غربي رام الله، المسيرة الأسبوعية ضد جدار الفصل العنصري، وضد "صفقة القرن" بعد صلاة الجمعة مباشرة.

وقال النشاط محمد عميرة، لـ"العربي الجديد": "إن المشاركين بالمسيرة رفعوا الأعلام الفلسطينية وصور مرزوق الغانم، رئيس مجلس الأمة الكويتي، تحية لمواقفه تجاه الشعب الفلسطيني، كما أشعلوا الإطارات قرب جدار الفصل دون اندلاع مواجهات في المكان".

يافطات تشكر الكويت لموقفها من الصفقة (محمد عميرة/العربي الجديد)

وأصيب مشاركون بالاختناق خلال قمع الاحتلال مسيرة سلمية بقرية بلعين، غرب رام الله، التي انطلقت عقب صلاة الجمعة من وسط القرية باتجاه جدار الفصل العنصري الجديد في القرية رفضاً لصفقة القرن ومساندة للقيادة الفلسطينية، فيما رفع المشاركون الأعلام الفلسطينية، وأحرقوا الإطارات المطاطية وقذفوها خلف الجدار، وفق بيان المنسق الإعلامي للجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في بلعين، راتب أبو رحمة.

كذلك، اندلعت مواجهات عند مدخل قرية عابود، إلى الشمال الغربي من مدينة رام الله، بعد توجه مسيرة شبابية باتجاه المدخل استنكاراً للإغلاقات المتكررة لمدخل القرية الرئيسي وطرقها الفرعية خلال الأيام الماضية.

وقال رئيس مجلس قروي عابود حنا خوري، لـ"العربي الجديد": "إن قوات الاحتلال أعادت ليلة أمس، فتح مدخل القرية بعد إغلاقات متكررة لمدخل القرية ومداخل القرى المجاورة"، مشيراً إلى أن المسيرة انطلقت للتعبير عن رفض سياسة الإغلاقات والعقاب الجماعي.

مواجهات عنيفة

وعلى المدخلين الشمالي والجنوبي لمدينة قلقيلية (شمالاً)، اندلعت مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال رفضاً لـ"صفقة القرن"، ما أوقع عدداً من الإصابات بحالات اختناق تم علاجها ميدانياً، وفق ما أفاد لـ"العربي الجديد"، مسؤول ملف الجدار والاستيطان في محافظة محمد أبو الشيخ.

وأشار أبو الشيخ إلى أن مواجهات أخرى اندلعت في بلدة عزون، شرق قلقيلية، بين الشبان وقوات الاحتلال التي أغلقت المدخل الشمالي لعزون ببوابة حديدية، ما أوقع عشرات الإصابات بحالات اختناق عولجت ميدانياً.

قمع جيش الاحتلال المسيرات الأسبوعية (العربي الجديد)

وأصيب عشرون شاباً، بينهم أطفال ومتضامنون أجانب، بالاختناق الشديد خلال قمع جيش الاحتلال للمسيرة الأسبوعية في قرية كفر قدوم والمناهضة للاستيطان والتي خرجت في إطار الفعاليات التي تنظمها حركة "فتح" تنديداً بـ"صفقة القرن"، وفق تصريحات لمنسق المقاومة الشعبية في كفر قدوم مراد شتيوي، الذي أشار إلى شدة المواجهات في القرية، وإلى استهداف الاحتلال للطواقم الإعلامية، كما أفشل الشبان كمينا لقوات الاحتلال التي حاولت اقتحام القرية. إلى ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال ثلاثة شبان فلسطينيين خلال المواجهات المندلعة على مدخل بلدة بيتا، جنوب نابلس (شمالاً)، عقب فعالية أقامها الأهالي لرفع علم فلسطين على سارية كبيرة على قمة جبل مهدد بالاستيطان.

في حين اندلعت مواجهات أخرى على المدخل الجنوبي لمدينة أريحا (شرقاً)، بين الشبان وقوات الاحتلال، ولم يبلغ عن وقوع إصابات.

كما اندلعت مواجهات عنيفة قرب جدار الفصل العنصري، غرب بلدة قفين، شمال طولكرم (شمالاً). وأفاد عضو بلدية قفين نشأت صباح، لـ"العربي الجديد"، بأن قوات الاحتلال أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي، ما أوقع عدة حالات اختناق تمت معالجتها ميدانياً. وفي بلدة بيت أمر، شمال الخليل (جنوباً)، اندلعت مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال، ما أوقع عشرات الإصابات بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع تمت معالجتها ميدانيا، فيما استهدفت تلك القوات منازل الأهالي بالمياه العادمة، وفق ما أفاد به لـ"العربي الجديد"، الناشط الإعلامي في بيت أمر محمد عوض، مشيراً إلى أن قوات الاحتلال نكلت بشابين خلال تلك المواجهات.

بموازاة ذلك، اقتحمت قوة خاصة من شرطة الاحتلال باحات المسجد الأقصى، عقب انتهاء صلاة الجمعة، وأزالت لافتة علقت على منطقة المتوضأ المقابلة للمسجد القبلي.

وكان عشرات من الشبان الملثمين قد نظموا عرضاً بعد انتهاء صلاة الجمعة، حملوا خلاله الأعلام الفلسطينية ورايات حركة "حماس" الخضراء، كما هتفوا بعبارات افتداء الأقصى "بالروح بالدم نفديك يا أقصى" و "في سبيل الله قمنا نبتغي رفع اللواء".

30 ألف مصل بالأقصى

وأدى أكثر من 30 ألف شخص صلاة الجمعة في المسجد الأقصى، في حين شارك الآلاف في صلاة الفجر العظيم، وسط إجراءات الاحتلال المشددة ومحاولة عرقلة وصول المصلين إليه. على صعيد منفصل، اقتحم مستوطنون مسلحون، اليوم الجمعة، تجمع جبل البابا البدوي قرب بلدة العيزرية، جنوب شرق مدينة القدس المحتلة، وفق رئيس لجنة الدفاع عن جبل البابا، عطا الجهالين، في تصريحات لـ"العربي الجديد".

(شارك في التغطية: جهاد بركات، محمود السعدي، محمد محسن)

المساهمون