لبنان: البطريرك الماروني مستمر بدعم مبادرة الحريري- فرنجية وحيداً

لبنان: البطريرك الماروني مستمر بدعم مبادرة الحريري- فرنجية وحيداً

27 ديسمبر 2015
موقف الراعي فُسر دعماً سياسياً وكنسياً لفرنجية (Getty)
+ الخط -



لا يزال التداول مستمراً بالمبادرة الرئاسية التي تقدّم بها زعيم تيار المستقبل، سعد الحريري، واقتضت بتنصيب حليف "حزب الله" والنظام السوري سليمان فرنجية، رئيساً للجمهورية مقابل أن يتسلّم الحريري نفسه رئاسة الحكومة. ويحمل البطريرك الماروني، بشارة الراعي، هذه المبادرة شبه وحيد، بعد أن خفت وهجها من جهة "المستقبل" وفريق تيار "المردة" (الذي يرأسه فرنجية).
فقد دعا الراعي إلى وجوب التعامل بجدية مع هذه المبادرة، مضيفاً: "من غير المقبول إسقاط المزيد من فرص التوافق من أجل انتخاب رئيس"، علماً أنّ موقع رئاسة الجمهورية شاغر منذ مايو/ أيار 2014.

ويأتي تمسّك الراعي بهذه المبادرة، بحسب مصادر كنسية، إيماناً منه بأنّ ملء الشغور يجب أن يبدأ من مكان ما، رغم أنّ موقفه الداعم لتسوية الحريري - فرنجية فُسّر دعماً سياسياً وكنسياً لفرنجية نفسه.

هذا التفسير، اضطر البطريرك إلى توضيحه، خلال عظة يوم الأحد، قائلا: "عندما نقول إنّ المبادرة جدية ومدعومة، إنما يجب أن نميّز بين المبادرة بحذ ذاتها والاسم المطروح".

ويأتي هذا التوضيح غداة فشل رأس الكنيسة المارونية في جمع الأقطاب المسيحيين مجدداً في بكركي (مقرّ الكنيسة في كسروان، شرقي بيروت)، وفق ما أكدت مصادر كنيسة لـ"العربي الجديد" لافتا إلى أنّ "الراعي حاول دعوة الأقطاب المسيحيين إلى لقاء، لكنه فشل في ذلك".

وإذا كانت مؤشرات فشل مبادرة الحريري كانت قد بدأت بمعارضة كل من القطبين المسيحيين، رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون، ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، في ظل صمت "حزب الله" الذي فُسّر على أنه رافض للتسوية، جاء التراجع من قبل مسؤولين في المستقبل مع تأكيد نواب في التيار على أنّ "المبادرة مجمّدة، ولم يتمّ أساساً تبني اسم فرنجية للرئاسة"، وهو ما ذكره النائب أحمد فتفت في أكثر من مناسبة.

وفي مؤشر إضافي إلى توقّف عجلة هذه المبادرة، الموقف الصادر عن عضو كتلة اللقاء الديمقراطي، النائب غازي العريضي (عضو كتلة اللقاء الديمقراطي بزعامة النائب وليد حنبلاط، وهو أحد عرّابي هذه المبادرة) الذي قال إنّ "ترشيح فرنجية من قبل الحريري تسوية لا يمكن أن تمرّ في المرحلة الراهنة". ما يعني أنّ أحد أبرز عرّابي المبادرة لم يعد يرى فرص النجاح كبيرة أمامها.

يذكر أنّ لقاء الحريري بفرنجية في باريس، مطلع الشهر الماضي، كان أثار بلبلة سياسية في صفوف فريق 8 آذار و14 آذار، فتأزمت الأجواء بين الحريري وحلفائه المسيحيين وأبرزهم جعجع، في حين يواجه فرنجية أزمة شخصية وسياسية فعلية مع المكوّن المسيحي الأبرز في 8 آذار؛ وهو النائب عون الذي لا يزال مصرّاً على ترشيح نفسه للرئاسة.

والجدير بالذكر، أنّ عون ومعه "حزب الله" يعطّلان انتخابات الرئاسة من خلال مقاطعة جلسات الانتخاب في البرلمان منذ منتصف مايو/ أيار 2014، وذلك تماشياً مع الطموح الرئاسي المستمر لعون الذي سبق وخاض تجربة الحوار الثنائي المباشر مع الحريري بهدف الوصول للرئاسة، لكن الحوار فشل واستمرّ الشغور ومعه الأزمة السياسية.

اقرأ أيضاً:إيران "تحرق" طبخة ترشيح فرنجية للرئاسة في لبنان