إدارة ترامب ستساند بن سلمان ثم تبتزه بأزمة خاشقجي

"نيويورك تايمز": إدارة ترامب ستساند بن سلمان ثم تبتزه بأزمة خاشقجي

02 نوفمبر 2018
تواصل إدارة ترامب حماية بن سلمان (Getty)
+ الخط -
تتواصل التسريبات من داخل السعودية، ومن واشنطن، حول المأزق الكبير، الذي يهدد حكم محمد بن سلمان، بعد جريمة مقتل الصحافي السعودي المعارض جمال خاشقجي، داخل قنصلية بلاده في إسطنبول، والتي بلغت اليوم الشهر الأول على ارتكابها من قبل "فريق اغتيال" أصبح هناك إجماع دولي متزايد، على أن ولي العهد في المملكة، يقف مباشرة وراءه، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، لكن الصحيفة ذاتها ترى في عددها اليوم أن الحصانة التي لا يزال يتمتع بها الأخير إلى الآن، تعود في جزء منها إلى ما أثبته من قسوة وقلة رحمة تجاه معارضيه، لكن أيضاً إلى "إدارة دونالد ترامب"، التي قررت الوقوف إلى جانبه، بحسب ثلاثة أشخاص مطلعين على مداولات البيت الأبيض.

وأعادت الصحيفة ما كشفته الـ"واشنطن بوست" أمس، بأن المسؤولين في البيت الأبيض، علموا من خلال اتصال جرى في التاسع من شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، أي بعد أيام على إعلان اختفاء خاشقجي، بين بن سلمان والإدارة الأميركية ("واشنطن بوست" قالت إن اتصالين أجريا في ذلك التاريخ مع جاريد كوشنر وجون بولتون)، أن ولي العهد السعودي كان ينظر إلى الصحافي المغدور كـ"إسلامي خطير"، ولذلك أدركوا أن كان لديه الدافع لتصفيته.

وذكرت "نيويورك تايمز" أن إدارة ترامب، استثمرت كثيراً في بن سلمان، معتبرة إياه المحرك الأساسي لتنفيذ أجندتها في المنطقة، وهي توصلت إلى نتيجة، تحت ضغط من حلفاء يدعمونه، كعبد الفتاح السيسي وبنيامين نتنياهو، أنها قد لا تستطيع تحجيمه، وبذلك فهي انضمت إلى حكومات في المنطقة لدراسة كيف ستؤثر وصمة العار التي لطخت حكم ولي العهد السعودي، أي مقتل خاشقجي، في قدرته على الحكم، وما هي المنافع التي من الممكن الحصول عليها من جرّاء ضعفه. وبالنسبة إلى الإدارة الأميركية، بحسب الصحيفة، نقلاً عن مطلعين على طريقة تفكيرها، فهذا يعني الضغط على بن سلمان لاتخاذ خطوات لإنهاء الحصار المفروض على قطر، والحرب على اليمن.

وبحسب الصحيفة كذلك، فإن إدارة دونالد ترامب، درست مقترحات عدة، منها الطلب من الملك سلمان، تعيين رئيس وزراء قوي أو مسؤول سعودي رفيع للمساعدة في الإدارة اليومية لشؤون الحكم، وللإشراف على السياسة الخارجية، لكن هذا الاقتراح تمت إزاحته، لأن لا أحد يجرؤ على أن يظهر في موقع مواجهة بن سلمان، الذي يسيطر على الاستخبارات السعودية والأمن، وعلى "أُذُن الملك". وقال دبلوماسيون إن ولي العهد السعودي لن يتنازل عن منصبه كما من الممكن أن يفعل أي مسؤول غربي، في الظرف الذي وقع فيه.

وقال شخص ينتمي إلى فرع من العائلة الحاكمة في السعودية، إن "الكل يكرهه هنا"، في إشارة إلى بن سلمان، ولكن إذا فتحت فمك، فسيضعونك في السجن. إنه من المحزن أن يكون بإمكانه النفاذ هذه المرة من فعلته". وقال مسؤول غربي إنه "إذا أحس MBS م.ب.س (في إشارة إلى محمد بن سلمان) بأنه مقيد ومضغوط، فسيصبح خطراً".

لكن الصحيفة ترى أن جدارة بن سلمان في إدارة الملفات الخارجية، هي موضع تساؤل بشكل أوسع، ويعود السبب في جزء منه إلى جريمة خاشقجي، التي دفعت العديد من الدول الغربية لإعادة تقييم "فصول أخرى" تتعلق بالماضي، وأهمها حرب اليمن. وتطرقت هنا "نيويورك تايمز" كذلك إلى عملية احتجاز رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في الرياض أيضاً.

وفي ضوء الجريمة المروعة بحق خاشقجي، والأحداث الماضية، فإن كثراً من المسؤولين الغربيين والحاليين، أصبحوا يؤكدون اليوم علناً، أن محمد بن سلمان "عدواني بشكل خطير، ومتهور، ومزعزع للاستقرار"، تقول الصحيفة.

وأكد شخص مطلع على مداولات البيت الأبيض، أن إدارة ترامب تتوقع أن يؤدي ضغط الكونغرس إلى فرض عقوبات على الرياض. لكن هذه الإدارة ستحاول إبقاء هذه العقوبات محدودة، فمحمد بن سلمان يظل ضرورياً لتمرير مشروع صهر الرئيس جاريد كوشنر، في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، (وهو مشروع يهدف فعلياً إلى تصفيتها)، والذي يعرف بـ"صفقة القرن".

وفي هذا الصدد، أكد شخصان مقربان من الديوان الملكي السعودي أن كوشنر وبن سلمان يتواصلان مراراً، بما فيه عبر كتابة الرسائل النصية، منذ مقتل خاشقجي.

وقال شخصان أيضاً مطلعان على خطط لمحمد بن سلمان، إن الأخير سيسعى، في محاولة منه لتهدئة المخاوف، إلى إضافة الطابع الرسمي على بعض قراراته، والإظهار للغرب أنه يأخذ خطوات لتجنب ما حصل خلال فصول سابقة. لكن بحسب الصحيفة، نقلاً عن مصادرها، فإن ولي العهد السعودي، وعوضاً عن إشراك شخصيات أكبر سناً في الحكم، سيقوم بوضع هذه الخطوات تحت سلطة أخيه الأصغر سناً خالد بن سلمان، الذي من المتوقع أن يلعب دوراً يشبه "مستشار الأمن القومي".

المساهمون