المليشيات الكردية تحقق تقدّماً في ريفي الرقة ودير الزور

المليشيات الكردية تحقق تقدّماً في ريفي الرقة ودير الزور

11 مارس 2017
سيطرت "قسد" على قرى بشمال شرق الرقة (أورهان سيسيك/الأناضول)
+ الخط -
حقّقت مليشيا "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) الكردية مزيداً من التقدم في ريفي الرقة ودير الزور، شمالي وشرقي سورية، على حساب تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، في وقت طالبت فيه تركيا كلاً من الولايات المتحدة وروسيا بالاختيار بين أنقرة وحزب "الاتحاد الديمقراطي" الذي تصنّفه تركيا "تنظيماً إرهابياً".

وقال ناشطون، اليوم السبت، إنّ مليشيا "قسد"، وبمشاركة مليشيا "قوات النخبة" التي يتزعّمها أحمد الجربا، سيطرت على قرية المتَاب في شمال شرق الرقة، إضافة إلى قريتي المشهوري والحجاج، ومزرعة الوديان، وجزيرتي ميلاج والبوحميد، في ريف دير الزور الشمالي الغربي، على محور أبو خشب.

كذلك سيطرت هذه المليشيات على مزرعة الوديان في محور بير الهباه، لتصبح على بعد نحو 30 كيلومتراً من مدينة دير الزور.

وجاء ذلك بعد سيطرة تلك المليشيات على قرى لجا والعلي وكبار والهرموشية في ريف دير الزور الغربي، لتقترب من بلدة الكسرة الاستراتيجية غربي المدينة.

وكانت "قسد" قد سيطرت على قرية الكبر غربي دير الزور، وذلك ضمن المرحلة الثالثة لـ"حملة غضب الفرات" التي تهدف إلى عزل مدينة الرقة، بدعم من التحالف الدولي، إذ باتت المدينة محاصرة من الجهات الشمالية والشرقية والغربية.

وأعلنت "قسد" قبل أيام أنّها قطعت طريق الرقة - دير الزور الاستراتيجي، والذي قالت إنّه طريق إمداد "داعش" الوحيد، فيما ذكرت مصادر محلية أنّ هناك طريقين رئيسيين جنوبي ضفة نهر الفرات، وعبر البادية الشرقية.

وتقول "قسد" إنّ مدينة الرقة، معقل تنظيم "داعش" في سورية، "باتت معزولة"، بينما تشير المعطيات الميدانية إلى أنّ الطريق من مدينة الرقة إلى ريفها الغربي، عبر سد الرشيد والجسور المتحرّكة التي يستخدمها التنظيم، ما تزال مفتوحةً، في حين تبعد مليشيا "قسد" نحو 13 كيلومتراً عن السد، حيث تتمركز في قرية السويدية الكبيرة التي تشهد معارك كر وفر مع "داعش".

وتقول المليشيا الكردية إنّ "داعش" نقل بعض قياداته إلى خارج الرقة، وإنّه يحصّن المدينة بحفر الأنفاق تحت الأرض، متوقعة أن يعمد إلى حرب شوارع.

في غضون ذلك، دعا نائب رئيس الوزراء والمتحدّث باسم الحكومة التركية نعمان كورتولموش، كلاً من الولايات المتحدة وروسيا، إلى الاختيار بين تركيا وحزب "الاتحاد الديمقراطي" الذي تصنّفه أنقرة تنظيماً "إرهابياً".

وقال كورتولموش إنّ "على الولايات المتحدة وروسيا أن تقرّرا هل ستفضّلان 3 أو 5 آلاف مسلح من تنظيم PYD الإرهابي، على الدولة التركية ذات الـ80 مليون نسمة، وتتمتع بالاستقرار وتمتلك أكبر جيش في المنطقة".

وأعاد كورتولموش التأكيد على الرؤية التركية التي تساوي بين حزب "الاتحاد الديمقراطي" و"داعش"، معتبراً أنّ كليهما "تنظيمان إرهابيان". وقال إنّ "جميع تلك المنظمات عدوة الإنسانية بأسرها وعدوة جميع الدول، لذا يجب على الروس والأميركيين أن يكونوا حذرين أكثر".

ودعا كورتولموش التحالف الدولي ضد "داعش" إلى الحذر من تغيير التركيبة الديموغرافية للمدن، خلال العمليات العسكرية التي ينفذها في سورية، وطالب بالتحرّك المشترك مع قوات المعارضة المحلية المعتدلة، خلال محاربة التنظيم في المدن السورية.

وأكّد أن الرقة مدينة عربية 100% تقريباً، مضيفاً "إذا نفّذتم عملية ضد تنظيم الدولة في الرقة من خلال تنظيم وحدات حماية الشعب (الكردية) فهذا يعني تطهير العرب عرقيّاً، ورميهم خارج المدينة، وتوطين عناصر مكانهم من غير أهالي المدينة"، بحسب قوله.