استقبال مهين للمالكي جنوب العراق

وواجه المالكي في يومه الأول بمحافظة ذي قار احتجاجات واسعة ورشقاً لموكبه بالأحذية والزجاجات الفارغة، وردد المئات شعارات مهينة تضمنت شتائم واتهامات له بالفساد، قبل أن يواجه الصورة ذاتها في محافظة ميسان المجاورة، والتي اضطرت فيها قوات الأمن إلى تطويق مقر حزب الدعوة، وفرض حظر سير على الشوارع التي يدخلها المالكي.

ووفقا لمصادر سياسية مقربة من مكتبه، ألغى المالكي نحو 60% من برنامج الزيارة بسبب تلك الاحتجاجات، فقد اختصر الزيارة وألغى زيارات أخرى لمحافظات مجاورة مثل بابل والقادسية وكربلاء.

مضيفا أن "المالكي اتهم مقتدى الصدر بتحريك أنصاره للقيام بتلك الحركة الاحتجاجية، إلا أن الاحتجاجات كانت واسعة".

ومن أبرز الهتافات التي رددها المتظاهرون كانت "المالكي لا يمثل الشيعة" و"ارحل عن مدينتا يا فاسد" و"المالكي ساخت إيران" بمعنى (صنع في إيران).

وشهد صباح الأحد مع الساعات الأولى لدخول المالكي محافظة البصرة، تظاهرات حاشدة رددت خلالها شعارات مهينة للمالكي وحزب الدعوة الذي يتزعمه، وتطورت هذه المظاهرات في البصرة إلى هجوم مسلح، استهدف منزل القيادي في حزب المالكي، عامر الخزاعي، بعد قيامه بإعطاء أوامر لقوات حمايته بإطلاق النار على المتظاهرين، بحسب المصادر.



واقتحم المتظاهرون في البصرة المركز الثقافي النفطي في المدينة، والذي كان ينوي المالكي الحضور إليه خلال جولته، وهو ما أدى إلى إلغائه.

وأنهى المالكي زيارته لعدد من مدن الجنوب عائداً إلى بغداد، ليتحدث عبر بيان صدر عن مكتبه عن قلقه من استفحال ما وصفها بالعصابات والمليشيات الخارجة على القانون، في البصرة على وجه الخصوص.

ووصف ناشطون خروج المالكي من مدن الجنوب بالمهين جداً، بعد طرده من ذي قار وميسان والبصرة وعودته إلى بغداد.

وقال الناشط حيدر الحسيني إن "أهالي ذي قار وميسان والبصرة طردوا المالكي بمنتهى الإهانة من مدنهم، ورشقوه بالأحذية والحجارة والنفايات، في سابقة لم يشهدها تاريخ العراق الحديث لمسؤول عراقي بهذا المستوى".

واعتبر الحسيني أن "المالكي استقبل بهذه الطريقة، لأنه أهان الشعب العراقي وسبّب خسارة البلاد لمليارات الدولارات، وعيّن أفسد القادة والضباط لقيادة العراق، وهو المتسبب في مقتل وتشريد ملايين العراقيين".

وقال محللون إن المالكي بسبب حالة العزلة السياسية التي أصبح يعيشها، حاول استمالة أهالي الجنوب، لكنه تفاجأ وصُدم بما فعله المتظاهرون وبالطريقة المهينة التي استقبلوه بها.

وأوضح المحلل السياسي جابر النجفي أن "المالكي طُرد من مدن الجنوب وعاد إلى بغداد وقد خسر كل شيء بعد أن طرد منها شر طردة لم تحدث لمسؤول عراقي في تاريخ البلاد من قبل".

وأضاف النجفي لـ"العربي الجديد" أن "أكثر ما أثار استغرابي، هو إقامة المالكي في فندق كورميك التركي في مدينة ميسان، فهو كما نعلم حاقد على كل ما يمت بصلة لتركيا، ومع هذا أقام في أحد أشهر الفنادق التركية في الجنوب، لكنه خرج منه مذعوراً بعد محاصرته من قبل المتظاهرين".

ومن أبرز الشعارات التي رفعها المتظاهرون في ذي قار وميسان والبصرة "ميسان ثوري ثوري، ممنوع يدخل نوري" و"لا حللت أهلاً ولا نزلت سهلاً" و"لا مرحباً بكَ في الناصرية"  و"يا مالكي شيل ايدك أهل البصرة ما تريدك".