مؤشرات جديدة لدعم دمشق القوات الكردية لوجستياً في عفرين

مؤشرات جديدة لدعم دمشق القوات الكردية لوجستياً في عفرين

14 فبراير 2018
التنسيق بين النظام والوحدات الكردية واضح جداً(دليل سليمان/فرانس برس)
+ الخط -
مع اقتراب نهاية الأسبوع الرابع لعملية "غصن الزيتون" التركية في عفرين، شمال غرب حلب، بهدف القضاء على نفوذ "وحدات حماية الشعب" الكردية هناك، بدأت تتسارع في الأيام القليلة الماضية، وتيرة المُعطيات التي تؤكد تقديم النظام السوري دعماً لوجستياً للوحدات الكردية في هذه المعركة، في الوقت الذي جدّدت فيه الأخيرة مطالبتها للنظام بضرورة "القيام بواجبه"، وإرسال قواته لـ"الدفاع عن عفرين". ومنذ بدء عملية "غصن الزيتون"، كانت تصريحات قياديين في الوحدات الكردية واضحة، في مطالبتهم للنظام السوري بأن يقف إلى جانبهم في هذه المعركة، لكن النظام الذي اعتبر أن العملية التركية في عفرين هي "عدوان على السيادة السورية"، لم يصرّح رسمياً بأنه سيقدمُ دعماً عسكرياً للوحدات الكردية المدعومة أميركياً، لمواجهة الحملة التي تقودها تركيا، بمشاركةٍ واسعة من فصائل في "الجيش السوري الحر".

غير أنّ مؤشرات تقديم النظام دعماً لوجستياً وعسكرياً للأكراد، بدأت تظهر منذ أيام، وتسارعت وتيرة المُعطيات في هذه الخصوص، رغم أنّ قيادة الوحدات الكردية تقول إن الدعم المُقدم لعفرين من قبل النظام يقتصر على المساعدات الإنسانية. وفي آخر تصريحٍ لقائد "الوحدات"، سيبان حمو، الإثنين، قال إنه "حتى اللحظة لم نر أيّ خطوة عملية من قبل النظام"، زاعماً أنّ "هناك فقط تنسيقاً محدوداً مع قوات النظام، لتسهيل إدخال مساعدات إنسانية إلى عفرين". وأكّد حمو، في حديث لصحافيين عبر تطبيق "سكايب" من عفرين، أنه "ليست لدينا مشكلة بدخول قوات النظام من أجل الدفاع عن عفرين"، مضيفاً أن "النظام يصرّح دائماً بأن عفرين أرض سورية وعليه أن يقوم بواجبه".

ورغم أن حمو لم يؤكّد وصول دعمٍ عسكريٍ مباشرٍ من قبل النظام السوري لـ"الوحدات" في عفرين، كما أن النظام من جانبه لم يتحدّث عن ذلك صراحة، إلّا أنّ المتحدث باسم وفد فصائل المعارضة السورية في اجتماعات "أستانة"، أيمن العاسمي، أكّد أن "النظام السوري دعم الوحدات الانفصالية في عفرين عسكرياً"، قائلاً إن "النظام عندما سلّم قبل سنوات عفرين لحلفائه من حزب العمال الكردستاني وامتداده السوري، حزب الاتحاد الديمقراطي، ترك لهم السلاح من أجل استخدامهم كأدواتٍ لزعزعة الاستقرار على الحدود، والضغط على الحكومة التركية من خلالهم".

وأضاف العاسمي، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "التنسيق بين النظام والوحدات الانفصالية واضح جداً"، مشيراً إلى أنّ هذه "الوحدات" وصلها أخيراً "دعم عسكري من النظام، وكذلك من خلال استقدامها لتعزيزاتٍ عسكرية من مناطق شرق الفرات، والتي وصلت لعفرين بعد أن عبرت مناطق سيطرة النظام في حلب (...). وهذا يؤكّد أن الوحدات الانفصالية في عفرين، تلقّت دعماً عسكرياً من النظام، وكذلك فإن قواتها التي وصلت من شرق الفرات كانت تحمل أسلحة وذخائر أميركية. ويبدو أن الدعم الأخير الذي وصلها نوعيٌ، إذ لاحظنا أنهم أسقطوا في الأيام القليلة الماضية طائرة مروحية تركية، ودمروا عدداً من الآليات بصواريخ وصلتهم حديثاً، ولم تكن قد ظهرت مع بداية عملية غصن الزيتون". علاوة على ذلك، فقد أشار العاسمي إلى أنّ "الوحدات الانفصالية تتلقّى دعماً من المليشيات الإيرانية في قريتي نبل والزهراء، وهذا ما أكّدته صور انتشرت أخيراً لآلياتٍ عسكرية في عفرين تستخدمها المليشيات الإيرانية في سورية".


وكان المتحدث باسم "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، كينو غابرييل، أكّد في تصريحاتٍ نشرتها وكالة "رويترز" قبل أيام، وجود طرقٍ مختلفة لإرسال التعزيزات إلى عفرين، وقال "مبدئياً هناك الطريق الأساسي الذي يمرّ عن طريق قوات النظام. وهناك تفاهمات بين القوتين لتأمين المنطقة، لإرسال التعزيزات". كما أن قيادياً عسكرياً قالت "رويترز" إنه من "التحالف الذي يقاتل دعماً للأسد"، صرّح للوكالة قبل أيام، بأن "الوحدات الكردية في عفرين، ليس أمامها خيار سوى التنسيق مع دمشق للدفاع عن عفرين، والنظام السوري يساعد الأكراد إنسانياً وببعض الأشياء اللوجستية، كغضّ النظر وتسهيل وصول بعض الدعم الكردي من بقية الجبهات".

ومنطقة عفرين، التي تقع في وسطها المدينة، وتُحيط بها نحو 350 قرية، مُحاطةٌ من الشمال والغرب بالحدود التركية، ومن الجنوب بمناطق سيطرة المعارضة السورية المسلحة، غربي حلب، كما تقطع مناطق "درع الفرات" من الشرق، تواصل "الوحدات" الكردية في عفرين مع منبج، شرقي حلب. ولا يوجد خط إمداد يُمكن أن تستخدمه "الوحدات" الكردية في عفرين، إلّا عن طريق المناطق التي يسيطر عليها النظام جنوب شرق عفرين، وهو على شكل لسانٍ داخل منطقة عفرين، رأسه قريتا نبل والزهراء، ومناطق ماير ومسقان وكفين، وقاعدته مناطق سيطرة النظام شمال غرب حلب، امتداداً نحو مركز هذه المحافظة.

إلى ذلك، تتواصل عمليات الجيش التركي وفصائل من "الجيش السوري الحر" في محيط عفرين، حيث أعلنت القوات المهاجمة، يوم أمس الثلاثاء، سيطرتها على قرية عمر سيمو الواقعة في محور ناحية بلبل، شمال عفرين، بعد اشتباكات عنيفة مع الوحدات الكردية.

كذلك، استمرت المواجهات، ظهر أمس، في محاور جنديرس وراجو، شمال وجنوب غرب عفرين، في محاولة لإحراز تقدّم من "الجيش السوري الحر"، وذلك بعد هجمات معاكسة من الوحدات الكردية.

وقال مصدر عسكري في الجيش الحر، لـ"العربي الجديد"، الثلاثاء، إن "معارك عنيفة دارت خلال ساعات ليل الاثنين - الثلاثاء بين الطرفين، إثر هجمات معاكسة شنتها وحدات حماية الشعب الكردية في محور قرية عكا بناحية بلبلة، شمال عفرين، وفي محور قرية سعرينجك بناحية شرا. كذلك وقعت معارك في محور قرية ديوا وقرية المحمدية في ناحية جنديرس، جنوب غرب عفرين، فيما دارت اشتباكات أخرى على محاور كفري كار ومعملا وعمرا بناحية راجو، وسط قصف تركي على مواقع في قرى ممالا وموساكا، شمال غرب عفرين.

وكان الجيش التركي، بمشاركة فصائل سورية، سيطر خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، على قرية المحمدية وتلة العمارة وبرج تل العمارة وسواتر الطويلة، على محور جنديرس.

في غضون ذلك، قصف الجيش التركي بالمدفعية الثقيلة، أمس، مواقع في أطراف مدينة عفرين. وقالت مصادر مقربة من النظام السوري إن القصف أدّى إلى إصابة مراسل قناة سما التابعة للنظام، حيث تشارك الأخيرة مع وسائل إعلام مدعومة من إيران في تغطية معركة عفرين، من داخل مناطق سيطرة "الوحدات".