هجمات "داعش" تعيد التنسيق الأمني بين أربيل وبغداد

هجمات "داعش" تعيد التنسيق الأمني بين أربيل وبغداد

27 فبراير 2018
تستعد القوات العراقية لعملية أمنية في كركوك(أحمد الربيع/فرانس برس)
+ الخط -
دفعت الهجمات المتصاعدة لمسلحي تنظيم "داعش" الإرهابي في كركوك  ومحيطها، القوات العراقية، التي تفرض سيطرتها على المحافظة النفطية الواقعة شمال العراق، منذ أكتوبر/تشرين الأول، إلى فتح قنوات اتصال جديدة مع قوات البشمركة التي ترابط على أطرافها منذ طردها، ضمن تداعيات تنظيم أربيل الاستفتاء الشعبي الهادف إلى الانفصال عن العراق.

وارتفع عدد هجمات تنظيم "داعش" في كركوك، خلال الاثنتين والسبعين ساعة الماضية، إلى 6، راح ضحيتها عدد من أفراد الأمن العراقي، إضافة إلى عناصر من مليشيا "الحشد الشعبي"، بينما ردّت القوات العراقية على إحدى الهجمات بقتل أربعة من عناصر التنظيم خلال محاولتهم الانسحاب إلى سلسلة جبال حوران، جنوب غرب المحافظة.

وتركزت هجمات "داعش" في مناطق الحويجة والدبس والرياض وداقوق، داخل قرى ومناطق زراعية مفتوحة قريبة من الحدود الإدارية بين كركوك وصلاح الدين وكركوك ونينوى.

وقال مسؤول في مستشفى كركوك العام، إن المستشفى استقبل، خلال الأيام الثلاثة الماضية، 12 قتيلًا من الأمن العراقي و"الحشد الشعبي"، عدا عن 19 جريحًا، من جراء هجمات تنظيم "داعش".

كما كشف مسؤولون في وزارة الدفاع العراقية، لـ"العربي الجديد"، اليوم الثلاثاء، عن وصول قوات إضافية من بغداد إلى كركوك، بهدف شن عملية عسكرية واسعة تشارك فيها قوات "الحشد".


ووفقًا لضابط بارز في وزارة الدفاع العراقية، فإن "الحكومة أعدت خطة واسعة لضبط الأمن في كركوك، من بينها بدء عملية عسكرية واسعة تستهدف القرى والأرياف المحيطة بها، وإعادة تفتيش مناطق جنوب وجنوب غرب كركوك المحررة، فضلًا عن تدقيق أسماء النازحين الذين تمت إعادتهم والتأكد منهم أمنيًا".


وأكد أن "الهجمات الأخيرة دفعت بغداد إلى التنسيق مع البشمركة، التي تتواجد في مناطق قادر علي وشوان وكوجه، لضبط تلك المناطق القريبة من أربيل والسليمانية، ومنع استغلال داعش لها في شن هجمات على القوات العراقية. في المقابل، ستكون هناك نقاط تفتيش مشتركة في تلك المنطقة، وغرفة تنسيق أمنى بين الجانبين".

ولفت إلى أن تلك المناطق التي تتواجد فيها البشمركة تابعة إدارياً لكركوك، وليس لإقليم كردستان، لكن وجود البشمركة فيها والتنسيق معها أمنيًا يعتبر "أمرًا واقعًا بسبب الهجمات".

يأتي ذلك مع تصريحات لمستشار مجلس أمن إقليم كردستان، مسرور مسعود البارزاني، أكد فيها أن هجمات كركوك دليل على عدم هزيمة "داعش" نهائيًا.

وأوضح البارزاني، في تصريحات له من واشنطن، عقب لقائه مسؤولين أميركيين، أن "تنظيم داعش، من الناحية العسكرية، تلقى هزيمة، والمناطق التي كانت خاضعة لسيطرته تم تحريرها"، مستدركًا بالقول إن "هذا لا يعني أن التنظيم قُضي عليه بشكل نهائي".

وأضاف أن "ما نشاهده حاليًا هو أن المجاميع المرتبطة بالتنظيم قد عادت للظهور مرة أخرى، وهي تشن هجمات على القوات العراقية، وهذا ما يجري في محيط مدينة كركوك وداخلها"، مردفًا بالقول إن "فكر تنظيم داعش لا ينتهي عسكريًا".

المساهمون