برلمانيون مصريون يجاملون السيسي: مصطفى الجندي نموذجاً

برلمانيون مصريون يجاملون السيسي: مصطفى الجندي نموذجاً

26 أكتوبر 2016
يعد الجندي أحد رجال الحزب الوطني المنحل (تويتر)
+ الخط -
لم يكن نفاق البرلماني المصري، مصطفى الجندي، للرئيس عبدالفتاح السيسي، في مؤتمر الشباب المُنعقد بمدينة شرم الشيخ، الأربعاء، الأول لأعضاء مجلس النواب، والذي شكلته أجهزة الأخير الأمنية، واختير أعضاؤه باجتماعات جهاز الاستخبارات العامة، وفق رواية سابقة للسياسي حازم عبدالعظيم، مسؤول الإعلام في حملة السيسي الانتخابية.

وزعم الجندي أنه سمع والدته تدعي للسيسي حينما كانوا ساجدين للصلاة في الحرم المكي، أثناء تأدية مناسك العُمرة، قائلاً "دي أول مرة تحصل، طول عمرها بتدعيلي أنا وإخوتي، بس المرة دي دعيت لك!"، متابعاً "ما تقلقش يا ريس، إحنا في ظهرك، وأقسم بالله اللي يقرب منك هاناكله!"، فقاطعه السيسي: "أنا مش قلقان على نفسي".

وحاز الجندي، القيادي في ائتلاف الأغلبية النيابية (دعم مصر)، على رئاسة لجنة الشؤون

الأفريقية بالتزكية أخيراً، وهو رجل أعمال لديه العديد من الاستثمارات داخل مصر، وخارجها، خاصة في دولتي السودان وأوغندا، ويملك عدداً من البواخر السياحية والفنادق العائمة، ويشغل منصب المستشار السياسي لرئيس البرلمان الأفريقي.

ووجه الجندي، في كلمته بندوة عن "العلاقة بين الحريات العامة والمشاركة السياسية"، الشكر للسيسي، وقيادات القوات المسلحة، بدعوى دعمها لثورتي 25 يناير و30 يونيو، قائلاً: "أنتم كبارنا، واللي مالوش كبير يشتري له كبير"، مشيراً إلى أن الشباب تعرض للظلم من أشخاص قامت عليهم الثورة، إلا أن لكل فعل رد فعل.

وأشار الجندي إلى أهمية نزول الشباب للمشاركة في انتخابات المحليات المقبلة، والحصول على نسبة كبيرة: "أهم حاجة المحليات، ولو نزلتوا ها تقدروا تجيبوا اللي إنتوا عاوزينه، ولو عزفتم يبقى الله يرحمك يا ثورة ويا حلم".

وكان موقع "ميديات" الأميركي قد كشف في وقت سابق امتلاك الجندي مقر موقع "بريتبارت" الإخباري، المُعادي للإسلام والمسلمين، وأن المنزل الذي يحتضن إدارة الموقع يشغل منصب مديره التنفيذي ستيف بانون، مدير حملة المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركية دونالد ترامب.

ويعد الجندي أحد رجال الحزب الوطني المنحل، الحاكم إبان عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، إلا أنه انضم إلى حزب الوفد الليبرالي قبل ثورة 25 يناير، واستطاع خداع القوى الثورية بعدها، وفاز على قوائم "الثورة مستمرة" خلال انتخابات 2011، ثم لحق بالقائمة الانتخابية لائتلاف الأغلبية، المُختارة بعناية بواسطة أجهزة السيسي.

وفي اليوم الأول لمؤتمر السيسي، أمس (الثلاثاء)، قالت النائبة عن محافظة بورسعيد، سعاد عبدالفتاح، للسيسي "أنا مش قادرة أصدق إني بكلم حضرتك، أنا كان ممكن كل طموحي أفكر أسلم على حضرتك، ومش مصدقة إن أنا بكلمك بصراحة"، ما دفع السيسي إلى نوبة ضحك هستيرية!

وشكرت النائبة، وهي عضو بائتلاف دعم مصر، السيسي على الدعم المقدم منه للشباب داخل مؤسسات الدولة المختلفة، وإصراره على الاستمرار في مسيرة الإنجازات الوطنية الكبرى، بحد زعمها، على الرغم من موجات إشاعات التشكيك والإحباط المنتشرة، معبرة عن فخرها بحديثها إليه بشكل مباشر.

بدوره، دعا النائب عن حزب المؤتمر، مجدي مرشد، السيسي إلى طلب الصبر من الشعب المصري، لمواجهة الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد في الفترة الأخيرة، وهو ما رد عليه السيسي بسخرية: "اصبروا يا مصريين"، وذلك في إحدى جلسات المؤتمر عن "رؤية جديدة للتعليم المصري".

وانطلقت فعاليات المؤتمر الوطني الأول للشباب تحت رعاية السيسي، وتستمر حتى يوم غد الخميس، وسط حضور نحو ثلاثة آلاف وخمسمائة مدعو، تحملت موازنة الدولة كُلفة سفرهم بالطيران، وإقامتهم طيلة أيام المؤتمر.​

وكان مصدر مطلع باللجنة المنظمة للمؤتمر قد كشف لـ"العربي الجديد"، أن كُلفة سفر المشاركين في المؤتمر، وإقامتهم بعدد من المنتجعات والفنادق ذات تصنيف الـ 5 نجوم، وتأجير قاعات المؤتمر الرئيسية، والداخلية، والانتقالات، وبرامج النشاط الميداني وصلت إجمالاً إلى نحو 32 مليون جنيه.