السيسي يطيح وزير الدفاع رغم الحصانة الدستورية

السيسي يطيح وزير الدفاع ويعيّن محتجِز مرسي في ليلة الانقلاب مكانه

14 يونيو 2018
السيسي حصل على موافقة المجلس العسكري للإطاحة بصبحي (الأناضول)
+ الخط -

فاجأ الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، الشعبَ المصري بالإطاحة بوزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي، والذي كان يشغل منصب رئيس الأركان إبان انقلاب الثالث من يوليو 2013، حينما كان السيسي يشغل منصب وزير الدفاع.

وأدى الفريق محمد زكي، قائد قوات الحرس الجمهوري، اليمين ليصبح وزير الدفاع رقم 25 في سلسلة وزراء دفاع مصر منذ ثورة يوليو 1952، وليكون بذلك أول وزير للدفاع يأتي من سلاح الحرس الجمهوري.

وكان السيسي قد صدّق في يونيو/ حزيران 2017 على ترقية اللواء أركان حرب محمد أحمد زكي، قائد الحرس الجمهوري، إلى رتبة فريق.

وتولى زكي منصبه كقائد لقوات الحرس الجمهوري في 8 أغسطس/ آب 2012، حيث لعب دورا كبيرا في مشهد انقلاب الثالث من يوليو/ تموز 2013، والإطاحة بالرئيس محمد مرسي، وذكر في شهادة له على الأحداث وقتها إنه دخل على مرسي وفريقه الرئاسي بقصر الاتحادية، وقال لهم "جئت أُنفذ إرادة الشعب الذي جاء بكم.. أنتم معتقلون".

وتحفّظ زكي على مرسي مع اللحظات الأولى للانقلاب، وكانت شهادته فيما بعد أمام النيابة لها دور كبير في توجيه الاتهام لمرسي في قضية قتل المتظاهرين، حيث أكد أن قوات الحرس الجمهوري رفضت تنفيذ أوامره بقتل المتظاهرين، وقال "لن نعتدي على أبناء الشعب، ولا نتوقع أن يعتدي المصريون على الحرس الجمهوري".

وفي شهادته أمام المحكمة في قضية قتل المتظاهرين، زعم زكي أن مرسي أمره مرتين بإطلاق النار على المتظاهرين وفضّ الاعتصام أمام الاتحادية، وهو ما نفاه مرسي نفسه خلال جلسات المحاكمات، إضافة إلى تأكيدات من أعضاء بالفريق الرئاسي لمرسي بنفي تلك الرواية.

كما لعب زكي دورا كبيرا في توجيه الاتهام لمرسي في قضيتي التخابر، المتهم فيهما الرئيس الذي تمت إطاحته بالانقلاب العسكري.


وينص الدستور المصري الذي تمت صياغته والموافقة عليه في 2014، في مادته 231، على تحصين منصب وزير الدفاع لمدة 8 سنوات، حيث نصت على أن "يكون تعيين وزير الدفاع بعد موافقة المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وتسري أحكام هذه المادة لدورتين رئاسيتين كاملتين اعتبارا من تاريخ العمل بالدستور".

واستطاع السيسي الحصول على موافقة المجلس العسكري للإطاحة بصبحي، بعد تفريغ المجلس من كافة القيادات القديمة، التي عاصرت انقلاب الثالث من يوليو.

ومن المقرر أن يشهد تشكيل المجلس العسكري الحالي تغييرا في ضوء التشكيل الحكومي الجديد، بعد خروج اثنين من أعضائه لتولي مناصب وزارية هما زكي الذي تولى منصب وزير الدفاع، والفريق يونس المصري قائد القوات الجوية الذي تولى منصب وزير الطيران المدني.

وانفرد "العربي الجديد" في وقت سابق باتجاه السيسي للإطاحة بصدقي عبْر رفع الحصانة الدستورية عنه، في تقرير بعنوان "السيسي يخطط لرفع التحصين عن منصب وزير الدفاع".