مواقف دولية متحفظة بعد إطاحة البشير ومطالبات بتسليمه للجنائية

مواقف دولية متحفظة بعد إطاحة عمر البشير ومحكمة الجنايات الدولية تطالب بتسليمه

11 ابريل 2019
موقف الجيش جاء مخيباً للمتظاهرين (فرانس برس)
+ الخط -
جاءت المواقف الدولية متحفظة بشأن التطورات في السودان، بعد إعلان الجيش، اليوم الخميس، في بيان تلاه وزير الدفاع عوض بن عوف، تنحية الرئيس عمر البشير وإطاحة نظامه والتحفظ عليه، مع تشكيل مجلس عسكري يتولّى إدارة البلاد لمدة عامين، فيما طالبت محكمة الجنايات الدولية بتسليم البشير.

وأعلن الاتحاد الأوروبي، أنه يراقب عن كثب آخر التطورات في السودان، داعياً جميع الأطراف إلى تجنب استخدام العنف.

وفي مؤتمر صحافي في العاصمة بروكسل الخميس، قالت المتحدثة باسم مفوضية الاتحاد الأوروبي مايا كوتشيغانيتش، إن الاتحاد يتابع عن كثب تطورات الأوضاع في السودان، وبأنه في اتصال دائم مع الحلفاء لمناقشة التطورات، بحسب ما أوردت وكالة "الأناضول".

وأضافت: "ندعو جميع الأطراف إلى تجنب استخدام العنف. الاتحاد يدعو إلى عملية سياسية ذات مصداقية وشرعية وشاملة، تأخذ بالاعتبار مطالب الشعب السوداني".


مطالبة بتسليمه

من جهتها، طالبت المحكمة الجنائية الدولية السلطات السودانية، بتسليم البشير تنفيذاً لقرار صادر عن مجلس الأمن الدولي.


وقال المتحدث باسم المحكمة فادي العبد الله في تصريحات نقلها موقع "الحرة"، بأن المحكمة لا تعلق على الأوضاع الداخلية في أي بلد، أما البشير فقد أصدرت المحكمة أمرين بالقبض عليه ولا يزالان ساريَي المفعول.

وأضاف، وفق المصدر ذاته، أن المحكمة تطلب من السلطات السودانية التعاون في شأن هذه الأوامر والأوامر الأخرى الصادرة عنها، إنفاذاً لقرار مجلس الأمن الذي ألزم السودان بالتعاون مع المحكمة.


روسيا تدعو لتسوية سلمية

أما الخارجية الروسية، فدعت القوى السودانية لإيجاد "تسوية سلمية ديمقراطية" للوضع في البلاد، في مؤتمر صحافي للمتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، حسبما نقل موقع "روسيا اليوم".

وقالت: "ندعو إلى تسوية المشاكل الداخلية للشعب السوداني، بالوسائل السلمية والديمقراطية من خلال حوار وطني واسع النطاق".

وأضافت: "تأمل موسكو أن تتصرف جميع القوى السياسية السودانية، وكذلك هيئات إنفاذ القانون، بمسؤولية كبيرة من أجل استقرار الوضع في أقرب وقت ممكن ومنع تصعيده".

وفي وقت سابق، قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، إن ما يجري في السودان شأن داخلي، وعبّر عن الأمل بعودة الأوضاع إلى الأطر الدستورية.

وقال بيسكوف في حديث للصحافيين اليوم، بحسب ما أوردته وكالة "انترفاكس": "نراقب الوضع عن كثب. ونأمل أولاً ألا يكون هناك تصعيد في الوضع يمكن أن يؤدي إلى خسائر بشرية. ونأمل كذلك أن يعود الوضع في السودان، في القريب العاجل إلى الإطار الدستوري".

وأكد ممثل الكرملين أن روسيا تعتبر ما يجري في السودان حالياً، من الشؤون الداخلية لهذه الدولة.

وقال: "ما يحدث هو شأن داخلي للسودان ويجب أن تحل الأمور هناك، وفقاً لما يقرره السودانيون أنفسهم".

مصر تعلن دعمها لانقلاب السودان

من جانبه، سارع النظام المصري إلى إعلان دعم انقلاب الجيش السوداني، إثر بيان بن عوف. وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان: "إن القاهرة تتابع عن كثب وببالغ الاهتمام، التطورات الجارية والمتسارعة التي يمرّ بها السودان في هذه اللحظة الفارقة من تاريخه الحديث"، مشددة على دعم مصر الكامل لخيارات الشعب السوداني الشقيق، وإرادته الحرة في صياغة مستقبل بلاده، و"ما سيتوافق حوله الشعب السوداني في تلك المرحلة الهامة، استناداً إلى موقف مصر الثابت بالاحترام الكامل لسيادة السودان، وقراره الوطني".

وأعربت مصر عن ثقتها الكاملة في قدرة الشعب السوداني الشقيق، وجيشه الوطني الوفي، على تجاوز تلك المرحلة الحاسمة، وتحدياتها، بما يحقق ما يصبو إليه من آمال وطموحات في سعيه نحو الاستقرار والرخاء والتنمية، مؤكدة عزم مصر الثابت بشأن الحفاظ على الروابط الراسخة بين شعبي وادي النيل، في ظل وحدة المسار والمصير التي تجمع الشعبين الشقيقين، وبما يحقق مصالح الدولتين الشقيقتين.

ودعت مصر المجتمع الدولي إلى دعم خيارات الشعب السوداني، وما سيتم التوافق عليه في هذه المرحلة التاريخية الحاسمة، مناشدة الدول "الشقيقة" و"الصديقة" مساندة السودان، ومساعدته على تحقيق الانتقال السلمي نحو مستقبل أفضل، بما يحقق الطموحات المشروعة لشعبه الكريم.

وختم البيان قائلاً: "ستظل مصر شعباً وحكومة سنداً ودعماً للأشقّاء في السودان، وصولاً إلى تحقيق ما يصبو إليه الشعب السوداني من استقرار ورخاء".

بناء سودان جديد

من جانبها، هنأت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، الشعب السوداني "الشقيق" بتغيير السلطة في بلاده، وأكدت ثقتها بانتقال سلمي سلس للسلطة نحو دولة لكل مواطنيها.

وأكدت الجبهة في بيان "ثقتها بأنّ وعي الشعب السوداني وقواه السياسية كفيل بإحداث الانتقال السلمي للحكم في البلاد، ورسم تجربة جديدة عنوانها الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية، وتحرير البلاد من التبعية وضمان الأمن والاستقرار للمواطنين، وبناء سودان جديد، في ظل دولة وطنية لكل مواطنيها، دون تمييز عنصري أو ديني أو جهوي، وفي إطار من المساواة تحت سقف الدستور والقانون".

أردوغان: علاقاتنا متجذرة مع السودان

وحول التطورات في السودان، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن بلاده لديها علاقات متجذرة مع السودان، وتريد مواصلتها، وذلك في تصريحات أدلى بها أردوغان، خلال مؤتمر صحافي مع رئيس بوركينا فاسو روك مارك كريستيان كابوري، بالعاصمة أنقرة.
وأضاف الرئيس التركي: "لدينا علاقات متجذرة في التاريخ مع السودان، ونريد أن تتواصل".
وحول مصير الرئيس السوداني المعزول، أفاد أردوغان: "نتلقى أنباءً متضاربة، ولا يمكننا معرفة مصير البشير، وما إذا كان في منزله أم في مكان آخر"، متابعاً: "أتمنى أن يستطيع السودان الخروج من هذا الوضع بأجواء أخوية، وتفعيل المرحلة الديمقراطية بأسرع ما يمكن".

المعارضة ترفض حكم العسكر

إلى ذلك، عبّرت المعارضة السودانية عن رفضها للحكم العسكري، وطالبت بتسليم السلطة لحكومة انتقالية مدنية، مهددة في الوقت نفسه بمواصلة التظاهرات إلى حين تحقق مطالب الحراك الشعبي.

وأعلن المتحدث الرسمي باسم قوى الإجماع الوطني ساطع الحاج، أن القوى بدأت اجتماعاً لها اليوم، أكدت في مستهلّه رفضها أي عملية استبدال للسلطة العسكرية بسلطة عسكرية أخرى، فيما أكد "تجمع المهنيين" المحرك الأساسي للحراك الشعبي، مواصلة التظاهرات حتى مجيء سلطة انتقالية مدنية، وذلك قبل تلاوة بيان الجيش.

وشدد الحاج في حديث لـ"العربي الجديد"، على أن مطلب الثورة السودانية واضح جداً، وهو إطاحة نظام عمر البشير مع استبدال السلطة نهائياً بحكومة مدنية، منبهاً إلى أن أي التفاف على مطالب الثورة السودانية ومكتسباتها، سيدفع الجماهير للبقاء في اعتصامها إلى حين تسليم السلطة للقوى المدنية.


في السياق نفسه، أصدر "تجمع المهنيين السودانيين" اليوم بياناً، نشر عبر صفحة التجمع على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وتوجه فيه إلى الشعب السوداني بالتأكيد على أن "المسار الثوري لن يسمح بإعادة إنتاج الأزمة مجدداً"، معتبراً أن الشعب "لن تنطلي عليه لعبة اذهب إلى القصر رئيساً".