كوشنر يحاول تضليل مجلس الأمن...وتحذيرات فلسطينية من تقسيم الأقصى

كوشنر يحاول تضليل مجلس الأمن... ومرجعيات القدس تحذر من تقسيم الأقصى

06 فبراير 2020
رفض فلسطيني تام لـ"مؤامرة القرن" (جعفر اشتيه/ فرانس برس)
+ الخط -
عقَب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، على عقد جلسة لمجلس الأمن الدولي اليوم، بناء على طلب الولايات المتحدة الأميركية لطرح تفاصيل "صفقة القرن" بأن مستشار الرئيس الأميركي جاريد كوشنر سيحاول التضليل، في الوقت الذي حذرت فيه مرجعيات دينية ووطنية في القدس وفلسطين المحتلة عام 1948، من خطورة تقسيم الأقصى

وقال عريقات في حديث لإذاعة "صوت فلسطين" الرسمية، اليوم الخميس، "إن مستشار الرئيس الأميركي جاريد كوشنر سيحاول التضليل، خاصة بعد نشر ورقتين إحداهما تتعلق بمطالبة العالم بأن يثمن موقف الرئيس الأميركي حول هذه الخطة، والثانية تحدد إطار عمل بأنه لأول مرة يتم تحديد خارطة فلسطين، وفرصة قيام دولة فلسطينية حسب زعم الولايات المتحدة".

وأكد عريقات، أن العالم أجمع أدرك أن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتصفية القضية الفلسطينية والمعروفة بـ"صفقة القرن" ما هي إلا خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو ومجالس المستوطنات، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تربط علاقاتها مع الدول بضرورة تبني مخططات إسرائيل وتطبيع العلاقات معها.

وشدد عريقات على أن إسرائيل والإدارة الأميركية تحاولان بكل الطرق إسقاط المبادرة العربية أو قلبها، مؤكدا استحالة أن يتم تحقيق ذلك، زاعماً أنه لا توجد أي دولة عربية ستطبع مع الاحتلال قبل أن ينتهي الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين والأراضي العربية.

من جانب آخر، أوضح عريقات أن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، سيتوجه إلى مجلس الأمن "متسلحا بإجماع عربي وإسلامي ودولي رافض لصفقة القرن وداعٍ إلى عدم التعاطي معها"، مشيرا إلى أن كلمة عباس يوم الثلاثاء المقبل، في مجلس الأمن ستركز على رؤيته لعملية السلام، ومنها الدعوة إلى عقد مؤتمر دولي للسلام يكون كامل الصلاحيات ورعاية متعددة الأطراف للعملية السياسية.

مرجعيات دينية ووطنية تحذر من تقسيم الأقصى
حذرت مرجعيات دينية ووطنية في القدس وفلسطين المحتلة عام 1948، من خطورة ما ورد في خطة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لتصفية القضية الفلسطينية المعروفة إعلامياً بـ"صفقة القرن" من محاولة تقسيم الأقصى زمانيا ومكانيا، وشددت تلك المرجعيات على رفضها للصفقة، مع التأكيد على تمسكها بكامل الحقوق الوطنية الفلسطينية.

واتفقت المرجعيات على تنفيذ نشاط شعبي وحدوي ضد ما سموها "مؤامرة القرن"، وجاء ذلك عقب اجتماع عقد اليوم الخميس، بين وفد من لجنة المتابعة العليا العربية داخل فلسطين المحتلة عام 1948، والمرجعيات الدينية والوطنية في مدينة القدس، لبحث تداعيات "صفقة القرن"، وسبل الردّ عليها.

واعتبر رئيس الهيئة الإسلامية في القدس، الشيخ عكرمة صبري، في حديث لـ"العربي الجديد"، "صفقة القرن مؤامرة كبرى لن تمر وسيفشلها الشعب الفلسطيني، كما أفشل سائر المؤامرات التي استهدفت حقوقه الوطنية وعلى رأسها حق عودة اللاجئين، والقدس عاصمة لدولته المستقلة".
من جهته، شدد القيادي في حركة "فتح" حاتم عبد القادر، في تصريح لـ"العربي الجديد"، على أهمية لقاء اليوم، والذي جمع قيادات من فلسطين التاريخية، وقال: "موقفنا واضح وحاسم في رفض المؤامرة والتصدي لها ومقاومتها بكل السبل"، واصفا بنودها بأنها "أضغاث أحلام".
وفي ختام لقائهم، حذر المجتمعون مما ورد في "صفقة المؤامرة"، على حد وصفهم، وإمكانية وضع اليد على المسجد الأقصى، وفرض تقاسم زماني ومكاني عليه، بين أصحابه المسلمين، وعصابات المستوطنين، الذين يتذرعون بأساطير لا أساس لها من الصحة. وشددوا في بيان على أن "المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، هو مكان مقدس للمسلمين وحدهم، دون سواهم، والحق في الصلاة والشعائر الدينية هو للمسلمين وحدهم، على كامل مساحته 144 دونما".

وندد المجتمعون بإجراءات الاحتلال الاستبدادية في المسجد الأقصى، وبالدفع بالمزيد من عصابات المستوطنين لاقتحام باحات المسجد الأقصى المبارك، واستفزاز المصلين المسلمين فيه، تحت حراسة جيش الاحتلال، وإصدار سلطات الاحتلال بشكل دائم، أوامر الإبعاد عن المسجد الأقصى، ضد المصلين ورجال الدين، ومن بين من صدر ضدهم مؤخرا، خطيب الأقصى الشيخ عكرمة صبري.

إلى ذلك، وجّه المشاركون في الاجتماع نداءً إلى القيادات الفلسطينية، وإلى جميع فصائل الشعب الفلسطيني، بضرورة تحمل المسؤولية وإنهاء الانقسام، وإنجاز الوحدة الوطنية، كخطوة أولى ومصيرية لإفشال "صفقة القرن"، داعين إلى القيام بذلك دون تلكؤ أو تعطيل.
وأكّد المجتمعون على موقفهم الثابت، ضمن الموقف الفلسطيني الوحدوي العام، الرافض كليا للمؤامرة الأميركية الإسرائيلية، التي تهدف لتصفية القضية الفلسطينية، والتي هي قضية التحرر والاستقلال والعودة.
وشدد المجتمعون على أن الشعب الفلسطيني لن يسمح بالقضاء على قضيته، لأنها قضية وطن وبقاء، قضية حياة وحرية وعيش كريم، محذرين من أن كل فلسطين التاريخية مستهدفة من "صفقة القرن"، في ظل محاولات إسرائيل لفرض "السيادة" على أجزاء أوسع من الأرض الفلسطينية، وتضييق الحياة على كل فلسطيني في وطنه، ومقايضة الأرض الفلسطينية بالأرض الفلسطينية التي سلبها المستوطنون المحتلون.
وأكد المجتمعون أن القدس العاصمة الأبدية للشعب الفلسطيني مستهدفة من خلال تفتيتها أكثر، بجدران الاحتلال وحصار ما تبقى منها، ومحاصرة المسجد الأقصى وكافة المقدسات الإسلامية والمسيحية.

المساهمون