لبنان: مفاوضات جديدة في عرسال خلال تشييع الفليطي

لبنان: مفاوضات جديدة في عرسال خلال تشييع الفليطي

23 يوليو 2017
مخاوف على المدنيين في عرسال (فرانس برس)
+ الخط -





 تشهد جرود بلدة عرسال على حدود لبنان الشرقية مع سورية جولة جديدة من المفاوضات بين "حزب الله" وتنظيم "سرايا أهل الشام" السوري. 

وأكدت مصادر محلية في بلدة عرسال لـ"العربي الجديد" أن المفاوضات كانت قد عُلّقت أمس بعد استهداف نائب رئيس البلدية السابق أحمد الفليطي، ووفاته، لكنها عادت واستؤنفت "لأنها من مصلحة أهالي بلدة عرسال واللاجئين، خصوصاً بعد توارد معلومات عن توجه "حزب الله" لدفع مسلحي "جبهة فتح الشام" (النصرة سابقاً) نحو التجمع في منطقة وادي حميد على أطراف البلدة لاعتبارات عسكرية قد تؤدي إلى محاولتهم الدخول إلى البلدة عنوة".

وتخلل اليوم إعلان "سرايا أهل الشام" وقف إطلاق النار تمهيداً للتفاوض، علماً أن معظم مقاتلي السرايا كانوا قد أتموا أمس عملية انسحابهم من موقع العمليات العسكرية في الجرود نحو إحدى المناطق التي تقع على أطراف بلدة عرسال. وأفادت مصادر إعلامية سورية بأن إعلان وقف إطلاق النار في جرود عرسال يمهّد لمفاوضات "هدفها خروج الجيش السوري الحر (تتألف سرايا أهل الشام من عدد من المجموعات التي تُعلن الانتماء للجيش الحر) من لبنان، ولا يشمل فتح الشام". وقال الناطق الرسمي باسم "سرايا أهل الشام" عمر الشيخ، لمواقع سورية "إن المفاوضات الحالية تتم عبر وسطاء للخروج إلى المناطق المحررة في الشمال السوري".

وفي داخل البلدة شيّع الآلاف من أهالي عرسال ومن اللاجئين السوريين جثمان أحمد الفليطي الذي دُفن في بلدته، بعد أن قضى أمس جراء مضاعفات إصابته بصاروخ موجه تقاطعت مصادر مُختلفة على أن مصدره هو مواقع "فتح الشام" في وادي حميد. ولم يتخلل عملية التشييع أي إشكال، في ظل الإجراءات الأمنية التي يتخذها الجيش في البلدة، وفي ظل حالة التوافق بين الأهالي واللاجئين على ضرورة ضبط الأوضاع داخل البلدة خلال المعركة في الجرود، تجنباً لتكرار سيناريو عام 2014.

ميدانياً، أعلن "جهاز الإعلام الحربي" في "حزب الله" أنه حرّر "64 في المائة من جرد عرسال وحصر جبهة النصرة بمساحة 36 في المائة، وفي جهة القلمون السوري فقد تم تحرير مساحة 66 في المائة وحصر جبهة النصرة بمساحة نحو 34 في المائة".

تجدر الإشارة إلى أن "سرايا أهل الشام" خاضت سابقاً معارك مع "فتح الشام" ضد مقاتلي تنظيم "داعش" في الجرود اللبنانية والسورية، قبل أن يخوض مسؤولوها مفاوضات مع "حزب الله" تقضي بانسحاب مقاتلي "فتح الشام" من الجرود اللبنانية والسورية مقابل إعادة لاجئين سوريين في عرسال إلى بلداتهم في القلمون السورية.

وكانت المفاوضات تنصّ على تحول "أهل الشام" إلى جهاز شرطة عسكرية بإمرة "حزب الله" لتولّي إدارة البلدات القلمونية. ثم شارك "أهل الشام" في المعارك التي أطلقها "حزب الله" في الجرود قبل ثلاثة أيام إلى جانب "فتح الشام" قبل أن يُعلنوا انسحابهم منها أمس السبت.